"مسابقة العالِم العربي الصغير".. تنافس علمي بنكهة رمضانية
أطلق الباحث المصري الدكتور أحمد عبد الباسط محمد المقيم بالولايات المتحدة الأميركية مسابقة رمضانية في الثقافة العلمية والبحث العلمي، موجهة للأطفال العرب دون 18 عاما والمقيمين فقط بالوطن العربي.
وتلقى المسابقة إقبالا واسعا من قبل التلاميذ في مختلف الدول العربية، إذ بلغ متوسط عدد المشاركين كل يوم 30 تلميذا، كما أنها تلقى استحسان كثير من أولياء أمور التلاميذ.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsفي كبسولة.. خطوات تأسيس قناة ناجحة لتبسيط العلوم على يوتيوب
نجم التواصل العلمي الجزائري رياض بغدادي: نعاني فوضى في عالم الأفكار
ثمانية من علماء نوبل في حفل تدشين أول جمعية عربية للفيزياء أبريل القادم
استثناء رمضاني
وتعد هذه المسابقة امتدادا لمسابقة "العالِم العربي الصغير" التي تقام مرة كل شهر، إلا أنها تقام في رمضان استثناء كل يوم، إذ يتم توجيه سؤال علمي يخص نظرية من نظريات التخصصات المختلقة، مثل الفيزياء والرياضيات والكيمياء وغيرها كل يوم، على أن يتم تقديم الإجابات في ملخص يتم عرضه شفهيا عبر مقطع فيديو.
ويتكفل الباحث أحمد عبد الباسط بتغطية الجانب المالي للجائزة من ماله الخاص، وهو ما دأب على فعله خلال كل المسابقات التي سبق له تنظيمها من قبل.
ويفوز صاحب المرتبة الأولى في هذه المسابقة الرمضانية بـ200 دولار، وصاحب المرتبة الثانية بـ150 دولارا، في حين ينال صاحب المرتبة الثالثة 100 دولار.
وكان الدكتور أحمد عبد الباسط محمد يشغل منصب مدرس في قسم الفيزياء بكلية العلوم جامعة القاهرة، قبل أن ينتقل عام 2012 إلى قطر لتدريس مادة الفيزياء في إحدى جامعاتها، ثم انتقل بعدها إلى أميركا ويشغل حاليا منصب أستاذ مساعد في الفيزياء والفلك بكلية مانهاتن.
تميز وإبداع
وتبدو "مسابقة العالم العربي الصغير" فريدة من نوعها في الوطن العربي، سواء من حيث الشكل أو من حيث صاحب المبادرة؛ فالمسابقات تنظمها في العادة منظمات أو هيئات أو جمعيات، لكن في هذه المرة جاءت من قبل شخص واحد أراد الإسهام في تنمية الثقافة العلمية بمجهوده الخاص.
ويقول الدكتور أحمد عبد الباسط -في تصريحات للجزيرة نت عبر الهاتف- "من شروط المسابقة أن يقوم المتسابق بالإجابة عن طريق مقطع فيديو لا تتجاوز مدته دقيقة، وهو الشرط الذي يسمح للتلميذ أولا بفهم واستيعاب الإجابات التي يقدمها لأنه في الأغلب يستنجد التلاميذ في المسابقات بمحرك غوغل، وقد تجدهم يقدمون إجابات دون فهمها الجيد، لكن طريقة العرض الشفهية تمكنهم من ذلك".
وأضاف عبد الباسط في شرحه أهداف المسابقة أن "الإلقاء أو العرض عبر مقطع فيديو يسمح للتلاميذ باكتساب مهارات العرض والإلقاء والتحليل لأن الملاحظ أن الطلاب العرب يعانون من هذا الجانب، فكثير منهم يواجهون صعوبات أثناء الإلقاء أو العرض، وهذه المسابقة تسهم في بناء قدراتهم في العرض وصقل مهاراتهم في الإلقاء".
وعن تفضيله طرح الأسئلة الخاصة بالنظريات العلمية فقط دون غيرها، قال الدكتور أحمد إن النظريات العلمية سواء في الرياضيات أو الفيزياء أو غيرهما من التخصصات هي أساس العلوم ودعائم الثقافة العلمية التي يمكن أن نغرسها في أذهان التلاميذ لترافقهم طوال مشوارهم العلمي، وتتفتح معها آفاق جديدة في مجال البحث والغوص في بحر النظريات العلمية الكبيرة.
دور أولياء التلاميذ
ولأن المسابقة موجهة أساسا لشريحة الأطفال، يبرز هنا جليا دور أولياء أمورهم في إنجاح المسابقة، من خلال حث أولادهم على المشاركة ومرافقتهم في كامل أطوارها ومساعدتهم على إنجاز مقاطع الفيديو.
وقال الدكتور أحمد عبد الباسط موضحا الدور الكبير الذي يلعبه الآباء في هذه المسابقة؛ "هناك دور كبير يؤديه أولياء التلاميذ في هذه المسابقة، لقد وصلتني ردود من قبل كثير منهم يشجعونني على هذه المبادرة ويدعونني إلى مواصلة العمل بعد نهاية رمضان".
وأوضح أن مسابقة "العالم العربي الصغير" جزء من برنامجه الثقافي الموجه للتلاميذ العرب الذي يسمح لأولياء الأمور بالتفاعل مع ما يقوم به، وكشف عن أن منصته التعليمية التي أطلقها مؤخرا على موقع "تليغرام" نجد بها كثيرا من تعليقاتهم وتشجيعاتهم، وتضم نحو 500 ولي أمر يتفاعلون مع منشوراته ودروسه التعليمية.
كما قام عبد الباسط بفتح حساب جماعي على واتساب بوصفه فضاء مفتوحا لأولياء أمور التلاميذ لاستقبال مقترحاتهم وأفكارهم من أجل تطوير وتحسين المحتوى، وذلك كله من أجل ترقية الثقافة العلمية.
وختم الدكتور أحمد عبد الباسط حديثه بضرورة تحلي أولياء التلاميذ بالوعي من أجل حث أبنائهم على نهل العلوم والاستزادة من الثقافة العلمية في سن مبكرة، لأن ذلك سيضعهم على سكة الباحثين العلميين وركوب قطار المعرفة والعلوم.