بعد 6 سنوات من البحث.. الكوكب التاسع في نظامنا الشمسي لا يزال مفقودا

البحث غير المثمر لا يدحض وجود الكوكب التاسع، بل يضيق فقط النطاق المحتمل لمكان اختبائه

رسم توضيحي للكوكب التاسع، الذي هو أكبر بعشر مرات من كتلة الأرض (كالتيك)
رسم توضيحي للكوكب التاسع، الذي هو أكبر بـ10 مرات من كتلة الأرض (كالتيك)

بعد 10 سنوات من خروج كوكب بلوتو من نظامنا الشمسي، بدأ علماء الفلك البحث عن الكوكب التاسع المتهرب في نظامنا الشمسي؛ وهو كوكب قد يتوارى في سحابة من الصخور الجليدية بعيدا عن مدار نبتون، إلا أنهم رجعوا (بخفي حُنَين) مرة أخرى.

في ورقة بحثية نُشرت مؤخرا في دورية "ذا أستروفيزيكال جورنال" (The Astrophysical Journal)، قام الباحثون بمراجعة بيانات تلسكوب لأكثر من 6 سنوات في محاولة لإيجاد أي علامات للكوكب التاسع في السماء الجنوبية، وغطت الملاحظات التي تم التقاطها باستخدام تلسكوب أتاكاما الكوني (ACT) في تشيلي بين عامي 2013 و2019، حوالي 87% من السماء المرئية الجنوبية.

مسح بيانات التلسكوب

ويذكر التقرير المنشور على موقع "لايف ساينس" (Live Science) في 18 مارس/آذار الجاري، أنه بينما حدد الفريق أكثر من 3 آلاف مصدر ضوء مرشح يقع بين 400 و800 وحدة فلكية (AU) (أي 400 إلى 800 ضعف المسافة بين الأرض والشمس)، لم يتم تأكيد أي من هؤلاء ككواكب، ما دفع الفريق لكتابة "لم يتم العثور على اكتشافات مهمة" في ورقتهم البحثية.

مع ذلك، يقول الباحثون إن البحث غير المثمر لا يدحض وجود الكوكب، بل يضيق فقط النطاق المحتمل لمكان اختباء هذا الكوكب، وما هي خصائصه، وفي النهاية فإن الدراسة تغطي ما بين 10% و20% فقط من المواقع المحتملة للكوكب في السماء.

مشهد توضيحي من على سطح بلوتو برفقة شارون؛ قمره العملاق (غيتي)
مشهد توضيحي من على سطح بلوتو برفقة شارون، قمره العملاق (غيتي)

عالم بارد ومظلم

كان علماء الفلك قد بدؤوا البحث عن الكوكب التاسع لأول مرة في عام 2016، بعد 10 سنوات من تنحي بلوتو عن موقعه باعتباره الكوكب التاسع لنظامنا الشمسي ليصبح مجرد كوكب قزم.

ولاحظ علماء الفلك أن 6 أجرام خارج مدار نبتون قد تجمعت بطريقة غريبة، حيث تقع أبعد النقاط في مداراتها على مسافة أبعد بكثير عن الشمس من أقرب نقاط مداراتها، وبحسب الفريق فإن قوة الجاذبية لكوكب غير مرئي يبلغ حجمه من 5 إلى 10 أضعاف حجم الأرض يمكن أن يفسر الانحراف في مدارات تلك الأجرام.

وبعد نصف عقد من البحث، حاولت العديد من الفرق اكتشاف هذا الكوكب وفشلت، وكانت أكبر عقبة في البحث عن الكوكب التاسع هي المسافة الهائلة، فبينما يدور بلوتو بين 30 و50 وحدة فلكية من الشمس، قدّر مؤلفو دراسة 2016 أن الكوكب التاسع يمكن أن يكون على بُعد 400 و800 وحدة فلكية، بعيدا جدا حيث من الممكن ألا يصل ضوء الشمس إلى الكوكب على الإطلاق.

غطت الملاحظات التي تم التقاطها باستخدام تلسكوب أتاكاما الكوني (ACT) حوالي 87٪ من السماء الجنوبية (برينستون)
ملاحظات تلسكوب أتاكاما الكوني (ACT) غطت حوالي 87% من السماء الجنوبية (جامعة برينستون)

تلسكوب مليمتري جديد

وهذا يعني أن هناك أملا ضئيلا في اكتشاف الكوكب التاسع البارد والمظلم باستخدام تلسكوبات الضوء المرئي القياسية، وبدلا من ذلك يلجأ علماء الفلك إلى أمثال تلسكوب أتاكاما الكوني، الذي يمكنه البحث في الكون بأطوال موجية مليمترية، وهو شكل قصير من موجات الراديو التي تقترب من الأشعة تحت الحمراء.

وغالبا ما تُستخدم التلسكوبات المليمترية للنظر في سحب الغاز المعتمة والمتجمدة حيث تتشكل النجوم الجديدة، لأن مثل هذه السحب لا تمتص ضوء المليمتر، وفقًا للمعهد الدولي لبحوث علم الفلك الراديوي (International Research Institute for Radio Astronomy).

وبينما فشل هذا المسح في إظهار أي دليل مقنع على الكوكب التاسع، فإن التلسكوب المليمتري الجديد، مثل مرصد سيمونز (Simons Observatory) الذي هو قيد الإنشاء حاليا في صحراء أتاكاما في تشيلي، سيستمر في البحث باستخدام أجهزة رصد أكثر حساسية، مما يسمح للباحثين بتضييق نطاق الأماكن التي قد يختبئ فيها جارنا المفقود منذ فترة طويلة.

المصدر : لايف ساينس