بالصور.. معرض التنوع البيولوجي بالمغرب يساهم في رفع الوعي البيئي والحس الجمالي
قدم المعرض أنواعا نادرة من الثدييات والزواحف والطيور المستقرة منها والمهاجرة، تم تصويرها بشكل فني في مختلف المحميات البيئية الموجودة في جل جهات المغرب
"مصور الحياة البرية ينقل لحظات اندهاشه أمام الأنواع التي يرصدها، وينقل هذا الإحساس عبر جمال صورته التي تنفذ إلى الأعماق، وبالتالي فهو يتواصل بلغة فنية لها أثر بالغ في نفسية المشاهد". هكذا تحدثت المصورة الفوتوغرافية حليمة بوصديق رئيسة الجمعية المغربية لمصوري الحياة البرية المشرفة على معرض التنوع البيولوجي.
وقد تم تنظيم فعاليات الدورة التاسعة من المعرض المتنقل "التنوع البيولوجي بالمغرب من الصحراء المغربية إلى جبل موسى المتوسطي" ما بين 18 إلى 25 فبراير/شباط الماضي تحت إشراف الجمعية المغربية لمصوري الحياة البرية بشراكة مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالحسيمة، شمال المغرب. وذلك بحضور مكثف من مختلف الفاعلين التربويين والجمعيات بالمدينة، مع تمثيلية من منشطي الأندية البيئية وتلاميذ المؤسسات التعليمية.
وقالت حليمة بوصديق في حديث للجزيرة. نت عبر البريد الإلكتروني "نهدف من خلال هذا المعرض المتنقل إلى إبراز غنى وجمال وحيش المغرب عبر صور التقطتها عدسات أعضاء الجمعية المغربية لمصوري الحياة البرية في ربوع الوطن، وذلك لأجل المساهمة في نشر الوعي بالتنوع البيولوجي وضرورة العمل على الحفاظ عليه وعلى الحميات البيئية المتنوعة ببلادنا.
معرض متنقل للتنوع البيولوجي
وأوضحت حليمة بوصديق التي تعتبر أول امرأة في مجال تصوير الحياة البرية بالمغرب أن أهمية المعرض المتنقل "تتجلى في كونه يمرر رسائل بيئية عبر جمالية الصورة، ونحن نعلم ما للصورة من أثر على المشاهد، فهو إضافة لكونه يحارب الأمية البصرية يقدم أصنافا مجهولة لدى العموم، ويعطي فكرة على ما يزخر به بلدنا المغرب من أنواع حيوانية".
ويقدم المعرض أنواعا نادرة من الثدييات والزواحف والطيور المستقرة منها والمهاجرة، تم تصويرها بشكل فني في مختلف الحميات البيئية الموجودة في جل جهات المغرب.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsشاهد.. صور رائعة للمصور الفلكي المغربي عزيز كعواش
“نادي أسيف الفلكي”.. مبادرة مغربية تقدم علم الفلك لأطفال قرى الجنوب النائية
أول متحف للتاريخ الطبيعي في أغادير يفتح أبوابه للأطفال والطلاب المغاربة
كانت الانطلاقة الفعلية لمشروع معرض الصور المتنقل في يوم 13 يوليو/تموز 2019 بمتحف محمد السادس لحضارة الماء بمدينة مراكش وانتقل إلى كل من مدينة مرزوكة، ومدينة العيون، ومدينة إفران، ثم مدينة الرباط وحاليا بمدينة الحسيمة، وقد عرف توقفا بسبب ظروف الحجر الصحي.
وتشير حليمة بوصديق إلى أنه خلال فترة الجائحة اضطرت الجمعية المغربية لمصوري الحياة البرية لإلغاء معرضين كان من المقرر تنظيمهما في كل من مدينة وزان وبمدينة أسا الزاك، على خلفية تدابير الحد من انتشار جائحة كورونا التي قيدت الاشتغال بالمجالين الثقافي والفني.
وكبديل لذلك انكبت الجمعية منذ بداية الحجر على تهيئة معرض افتراضي لجمهورها العريض للمساهمة في فك العزلة عنها لتعويض النقص الحاصل في المجالين الفني والثقافي.
فضاء علمي لتوعية الجمهور الناشئ
يستهدف معرض صور التنوع البيولوجي بالمغرب الفئات العمرية الشابة والأطفال بمختلف المدن المغربية وكذا آباء وأولياء التلاميذ والأطر التربوية بالمؤسسات التعليمية، حيث دأبت الجمعية المنظمة للمعرض على تنظيم ورشات تربوية توعوية لطلاب المدارس بأهمية الحفاظ على الحياة البرية وإبراز الدور الذي يقوم به مصورو الحياة البرية في هذا الشأن.
وفي هذا الصدد تقول المصورة الفوتوغرافية حليمة بوصديق "نحرص خلال تنظيمنا للمعارض على أن يكون التلميذ فاعلا في ورشاتنا وليس متلقيا فقط، ولذلك نعتمد ورشات التعلم عن طريق اللعب، خصوصا لدى الأطفال، ونقدم أيضا ورشة عن ماهية تصوير الحياة البرية ليتعرف فيها الزائر على المعدات المستعملة في هذا المحور من التصوير الفوتوغرافي وكيفية الاستعداد للخرجات التصويرية.
وتشير حليمة بوصديق إلى أن المعرض عرف استحسانا كبيرا من طرف شركاء جمعية مصوري الحياة البرية بمدينة الحسيمة (المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية)، موضحة أن ما ميز هذه النسخة من المعرض هو مرافقة الآباء والأمهات لأبنائهم لزيارة المعرض، زيادة على المجموعات المبرمجة من طرف مصلحة الشؤون التربوية بالحسيمة.
واستفاد من أنشطة المعرض أعضاء النوادي الصحية بالمدارس العمومية بالحسيمة، كممثلين عن الأندية البيئية بمؤسستهم من 32 مؤسسة تعليمية من جميع الأسلاك التعليمية (ابتدائي، إعدادي وثانوي) في مجموع تجاوز 520 تلميذا، بالإضافة إلى حضور ما يزيد على 30 عضوا من منشطي الأندية البيئية بالمؤسسات التعليمية بمدينة الحسيمة.
وبالرغم من كل التحديات التي تواجه مصوري الحياة البرية، والتي منها غلاء المعدات وتكاليف التنقل داخل وخارج الوطن والتضحية بالوقت والجهد، فإن ذلك لم يمنعهم من أجل نشر الوعي بضرورة الحفاظ على الثروات الطبيعية للأجيال المقبلة، وتوثيق ما يتم تصويره في كتب يمكنها أن تسهم في الرفع من مستوى الوعي لدى المواطن.