في حوار مع مديرة المشروع الدكتورة هالة الجسار- القمر الاصطناعي "كويت سات 1".. خطوة نحو تطوير صناعة الفضاء بالكويت
بدأ العمل رسميا بالمشروع عام 2019 وخلال 3 سنوات من تدريب الطلاب أصبح أول قمر اصطناعي "كويت سات 1" جاهزا للإطلاق منذ أغسطس/آب الماضي وفق البرنامج المقرر.

تستعد جامعة الكويت لإطلاق القمر الاصطناعي "كويت سات-1" (KuwaitSat-1) المدعوم من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، بالتعاون مع عدة أقسام من كلية العلوم وكلية الهندسة والبترول.
ويهدف المشروع -الذي مضى عليه 3 سنوات تقريبا- إلى بناء قدرات الشباب في مجال تصنيع الأقمار الاصطناعية، وتدريب الطلبة على تصميم وبناء الأقمار الاصطناعية "النانو مترية" إضافة إلى إنشاء أول مختبر فضائي في جامعة الكويت ليكون مركزا لأبحاث وتطوير صناعة الفضاء لدولة الكويت.
مديرة المشروع الوطني للقمر الاصطناعي الكويتي التعليمي الأول، والقائمة بأعمال رئيس قسم الفيزياء في جامعة الكويت، الدكتورة هالة خالد الجسار، أطلعتنا على أهم مراحل هذا المشروع وأهدافه في اللقاء التالي.

-
كيف كانت ولادة فكرة مشروع القمر الاصطناعي "كويت سات-1″؟
بدأت فكرة المشروع منذ عام 1996 بتطوير المختبرات بقسم الفيزياء بجامعة الكويت في تخصص الاستشعار عن بعد باستخدام الأقمار الاصطناعية، وخلال هذه الفترة (26 سنة) بدأنا بتطوير برامج فيزياء الفضاء لاستخدمها للأغراض البيئية والعلوم الفيزيائية وتطبيقات المناخ.
ففي عام 1996 أنشأنا مختبرا للاستشعار عن بعد في قسم الفيزياء، ثم في عام 2003 تم تطويره إلى برنامج الفيزياء الهندسية، الذي تخرج فيه الكثير من الطلبة، وبنفس الوقت كان لدينا مشاريع أخرى بالتعاون مع عدة جهات كوكالة الفضاء الأوروبية ووكالة ناسا بدعم من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي. فأصبحنا شريكا دوليا مع المجموعة العلمية لوكالة ناسا/"مختبر الدفع النفاث" (JPL) للقمر الاصطناعي "سماب" (SMAP)، وعملنا في المشروع بدعم من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي خلال الفترة من 2013 إلى 2018، وكنا نجتمع مع المجموعة العلمية لـ"ناسا سماب" (NASA SMAP) بشكل دوري عبر تعاون علمي مع ناسا للتحقق من بيانات القمر الاصطناعي وتبادل الخبرات.
وهنا أصبح لدينا فكرة بأن يكون لدينا قمر اصطناعي كويتي، والذي من أهم أهدافه بناء القدرات الوطنية وتأسيس القطاع الفضائي في الكويت، فقدمنا مشروع "كويت سات-1" (KuwaitSat-1) لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي عام 2018، بالتعاون مع عدة أقسام في جامعة الكويت مثل كليتي العلوم والهندسة، لأن مثل هذا المشروع يحتاج إلى تخصصات متنوعة، بالإضافة إلى بعض المؤسسات الحكومية كمعهد الأبحاث العلمية والهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات والهيئة العامة للبيئة، فتم تحكيم المشروع خارجيا وتم قبوله من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي التي قدمت الدعم الكامل للمشروع. وبدأنا العمل رسميا عام 2019 وخلال 3 سنوات من تدريب الطلاب أصبح أول قمر اصطناعي "كويت سات-1" جاهزا للإطلاق منذ أغسطس/آب الماضي وفق البرنامج المقرر.

-
ما الهدف الرئيس من إطلاق هذا القمر؟
هدفنا الرئيس هو بناء القدرات الوطنية والبنية التحتية، ولأن التركيز الأساسي على هذا الموضوع فقد نشرنا إعلانا عام 2019 وتقدم لدينا أكثر من 300 طالب وطالبة من داخل وخارج جامعة الكويت في عدة مستويات تعليمية من جميع التخصصات، فاخترنا من تخصصات العلوم والهندسة مجموعة التحقت بالتدريب داخل الكويت وخارجه، لكن بسبب وباء كورونا أصبح التدريب عبر "الأون لاين" مع متخصصين داخل الكويت ومن خارجها في جامعة كولورادو بولدر التي أصبحت معنا شريكا دوليا -وهي متميزة في أبحاث الفضاء ولها نحو 70 عاما في هذا المجال- من أجل التدريب وتبادل الخبرات، فنحن نعمل على تأسيس بنية تحتية، والخبرات الوطنية ضرورية في هذا المجال.
وبدأنا في عملية تصميم "كويت سات -1″، وهو من الأقمار التي كتلتها نحو 3 كيلوغرامات وتحوي كاميرا عالية الدقة، ولذلك تم اختيارها لتعطينا قوة تفريق 39 مترا، وسيكون لها تطبيقات كثيرة في الكويت للمتخصصين والطلبة ومعهد الأبحاث العلمية والهيئة العامة للبيئة من خلال مجموعة الصور التي ستكون خاصة بالكويت.
-
ما عدد المشاركين في المشروع وكيف تم اختيار فريق العمل؟
بعد الإعلان الأول في 2019، نشرنا إعلانا ثانيا في نهاية 2021 وتم اختيار مجموعة من 21 طالبا وطالبة من أصل 136، فأصبح المجموع العام 45، هم خيرة الطلبة في التخصصات المختلفة، واختيارهم تم بناء على خلفيتهم العلمية والأداء الدراسي وتفاعلهم في المقابلات الشخصية وحبهم لموضوع الفضاء وهم جميعهم متطوعون للعمل في المشروع.
علما أن فريق العمل يضم أيضا الدكتور ياسر عبد الرحيم (مدير التدريب الطلابي) وهو من كلية الهندسة الكهربائية، والدكتور أحمد طالب الكندري (مدير العمليات) وهو عقيد ركن متقاعد من وزارة الدفاع.

-
ما الخبرات التي سيكتسبها الطلبة المشاركون في المشروع؟
سيكتسبون خبرات كثيرة من التصميم عبر معلومات نظرية وتطبيقات عملية كل وفق تخصصه، فقد بدأنا معهم العمل خطوة بخطوة، ولذلك هم سيشكلون نواة لهذا العمل.
-
متى يتم إطلاق القمر وما الخطوات والمراحل اللاحقة لإطلاقه؟
رسميا لم يتم الإعلان عن موعد إطلاق القمر الصناعي، فقد كان مقررا إطلاقه نهاية 2022، لكن تم تأجيل ذلك -ونحن كنا نتوقع ذلك- لأن إطلاق الأقمار الصناعية يتم تأجيلها لظروف جوية أو تقنية. وسيتم إطلاقه عن طريق شركة "سبيس إكس" (SpaceX) وهو سيحمل عدة أقمار "نانو ساتلايت" وأقمار صغيرة سيتم إطلاقها على ارتفاع 500 أو 550 كيلومترا، وهو ارتفاع جيد بالنسبة لنا لأنه يعطي استمرارية لبقاء القمر في المدار لفترة سنة أو سنة ونصف ودورة حياته ستكون أكبر. وممكن يكون إطلاقه بداية 2023.
وبعد انطلاق القمر يبدأ التحقق من الأجهزة بداخله، وهذه الأجهزة تبدأ الاختبار الأول بعد 4 ساعات، إذ سننتظر وصول أول إشارة لنا منه، وهذه الفترة الحساسة تكون بعد أن يستقر القمر في مداره، وخلال شهرين أو 3 من الإطلاق تكون مرحلة التحقق من بيانات القمر، فقد بنينا محطة على سطح مبنى كلية العلوم لاستقبال الإشارات والصور.
وقد قسمنا الطلبة إلى عدة فرق: فريق التطبيقات وهو خاص باستخدام الصور، وفريق المهندسين المختصين بالمحطة والتواصل مع القمر الصناعي، والفريق التقني الذي يختص بالأجزاء المختلفة للقمر الصناعي، والفريق الإعلامي الذي يختص بوسائل التواصل، والفريق الإداري وجميعهم من الطلبة.

-
لماذا تم اختيار ولاية فلوريدا الأميركية لإطلاق القمر الصناعي؟
مكان إطلاق القمر الصناعي ليس من اختيارنا، بل هو من اختيار شركة "سبيس إكس"، التي هي من أنجح الشركات في هذا المجال.
-
هل هناك توجه لإطلاق قمر صناعي جديد؟
حاليا نخطط لإطلاق القمر الصناعي "كويت سات 2″، وفيه سيتم تصنيع بعض أجزائه عندنا في الكويت. وفي هذا المشروع سيكون هناك تكملة لبناء البنية التحتية للمختبرات المتخصصة في الفضاء. ونحن نعمل على التصميم الذي سيكون أكبر من القمر الصناعي "كويت سات 1″، وسوف يحمل جزأين: الأول الخلايا الشمسية التي سيتم تصنيعها في الكويت والجزء الثاني سيكون بالتعاون مع جامعة كولورادو وسنستخدم فيه جهاز استشعاري في موجات الكهرومغناطيسية "المايكرويف" الدقيقة.