المغرب "جيد" ومصر "متوسط".. هذه أبرز نتائج مؤشر أداء تغير المناخ للعام 2023

كانت الدانمارك الأفضل أداء في مجال التخفيف من حدة تغير المناخ لكن جهودها مازالت لا تكفي لتحقيق هدف خفض الانبعاثات بنسبة 50% بحلول عام 2025 مقارنة بمستويات عام 1990، وبالتالي عدم تجاوز زيادة 1.5 درجة مئوية في الاحترار العالمي.

مؤشر أداء تغير المناخ: أخضر (جيد) أصفر (متوسط) برتقالي (منخفض) أحمر (منخفض جدا) (مؤشر تغير المناخ)
مؤشر أداء تغير المناخ: أخضر (جيد) أصفر (متوسط) برتقالي (منخفض) أحمر (منخفض جدا) (الصحافة الألمانية)

ما الدول التي تكافح تغير المناخ بشكل أفضل؟ هذا هو السؤال الذي حاول مؤشر أداء تغير المناخ (CCPI) لعام 2023 الإجابة عنه، من خلال قياس جهود مجموعة من أهم الدول المؤثرة في مجال المناخ.

نتائج المؤشر أظهرت تميز المغرب باحتلاله المرتبة السابعة في الترتيب العالمي في مكافحة تغير المناخ، بينما كان أداء مصر والجزائر والسعودية متفاوتا بسبب مواصلة اعتماد هذه الدول على الوقود الأحفوري.

وبحسب التقرير الذي نشر حول نتائج المؤشر، فقد كانت الدانمارك الأفضل أداء في مجال التخفيف من حدة تغير المناخ، لكن جهودها مازالت لا تكفي لتحقيق هدف خفض الانبعاثات بنسبة 50% بحلول عام 2025 مقارنة بمستويات عام 1990، وبالتالي عدم تجاوز زيادة 1.5 درجة مئوية بالاحترار العالمي.

الدانمارك الأفضل أداء في ظل غياب بلدان ذات أداء مناخي جيد جدا (الجزيرة)

ما مؤشر أداء تغير المناخ؟

هو مؤشر سنوي أنشأته شبكة المنظمات غير الحكومية "جيرمان واتش" (Germanwatch) الألمانية ومعهد "نيوكلايميت" (NewClimate) عام 2005، وهو يرصد الأداء البيئي لـ 59 دولة إضافة لبلدان الاتحاد الأوروبي تعتبر مسؤولة عن 92% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.

ويحلل المؤشر إجراءات كل بلد في 4 مجالات هي سياسة المناخ والطاقات المتجددة واستهلاك الطاقة وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ثم يقارن جهود هذه الدول والتقدم الذي تحرزه بهذا المجال.

وفي مجال سياسة المناخ، يقيم المؤشر التقدم الذي تحرزه البلدان في تنفيذ السياسات التي تعمل على تحقيق أهداف اتفاق باريس.

والإصدار الأخير من الدراسة -الذي تزامن مع القمة العالمية الأخيرة للمناخ في شرم الشيخ بمصر "كوب 27"- يحذر من أنه لا توجد أية دولة على المسار الصحيح للحد من الاحتباس الحراري على الأرض إلى أقل من 1.5 درجة مئوية منذ بداية العصر الصناعي، كما يحذر من أن أزمة الطاقة متجذرة بسبب مواصلة الاعتماد على الوقود الأحفوري.

لذلك فقد تركت المراتب الثلاثة الأولى بالمؤشر -التي تتوافق مع البلدان ذات الأداء المناخي "الجيد جدا"- فارغة منذ عام 2008، واحتلت الدانمارك المرتبة الرابعة تليها كل من السويد وتشيلي والمغرب على التوالي.

Shot on a road trip through the Moroccan desert gettyimages-946075868
المغرب السابع عالميا في ترتيب مؤشر أداء تغير المناخ (غيتي إيميجز)

أداء جيد للمغرب ومتوسط لمصر

المغرب، أحد الدول العربية الأربع التي شملها المؤشر، صعد في ترتيب هذا العام إلى المركز السابع متقدما بدرجة واحدة عن تصنيف العام الماضي، ومدعما مكانه بين أفضل 10 دول ذات أداء عال في جهود مكافحة التغير المناخي.

وكما في العامين الماضيين، سجل المغرب أداء عاليا في ثلاثة من المجالات الأربعة التي يقيسها المؤشر، وهي انبعاثات غازات الدفيئة واستخدام الطاقة وسياسة المناخ.

وبحسب التقرير، فإن المغرب سيواصل تحسين مؤشراته إذا حافظ على التطور الإيجابي في مجال الطاقة المتجددة، خاصة عبر إلغاء مركزية إنتاج الطاقة المتجددة وتشجيع المواطنين على إنتاجها بشكل ذاتي.

من جانبها حسنت مصر من ترتيبها هذا العام بنقطة واحدة مقارنة بالعام الماضي، لتحتل المركز الـ 20 في قائمة الدول التي شملها المؤشر، مع تصنيف متوسط بصفة عامة.

وكان تقييم مصر متفاوتا في المجالات الأربعة الرئيسية، وأداؤها عاليا في مكافحة انبعاثات غازات الدفيئة واستخدام الطاقة، ومتوسطا في سياسة المناخ، لكنه منخفض للغاية في مجال الطاقة المتجددة.

ورغم أن مصر تخطط لتوسيع إنتاج الغاز الأحفوري فإن الخبراء يرحبون بالشراكة الناشئة بين الاتحاد الأوروبي والقاهرة في مجالات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر وكفاءة الطاقة، مؤكدين أنه يمكن تلبية مطالب الدول الأقل تقدما اقتصاديا دون تهديد اتفاقية باريس.

The Aramco Oil Refinery in Dahran, Saudi Arabia, Middle East. (Photo by: MyLoupe/Universal Images Group via Getty Images) GettyImages-170501340
رغم سعي السعودية لخفضها ما زال نصيب الفرد من الانبعاثات الأعلى بين مجموعة العشرين (غيتي إيميجز)

أداء منخفض للجزائر والسعودية

حققت الجزائر قفزة هامة هذا العام لتحتل المركز 48 بصعودها 6 مراتب مقارنة بالعام الماضي، لكن ذلك لم يكفها للخروج من قائمة الدول ذات الأداء المنخفض بشكل عام.

ولئن حصلت الجزائر على تصنيف متوسط في فئتي انبعاثات الغازات الدفيئة واستخدام الطاقة، فإن تصنيفها كان منخفضا جدا في الطاقة المتجددة وسياسة المناخ.

من جانبها تقدمت السعودية بمرتبة واحدة مقارنة بالعام الماضي، لتحتل المركز 62 في قائمة الدول التي شملها المؤشر.

وحصلت السعودية هذه الدولة النفطية على تصنيفات منخفضة جدا في فئتي استخدام الطاقة وسياسة المناخ، ومنخفضة في الطاقة المتجددة وانبعاثات غازات الدفيئة.

ورغم أنها تسعى إلى خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، إلا أن نصيب المواطن السعودي منها ما زال الأعلى بين سكان دول مجموعة العشرين، كما يقول التقرير.

SUN VALLEY, CA - DECEMBER 11: The Department of Water and Power (DWP) San Fernando Valley Generating Station is seen December 11, 2008 in Sun Valley, California. Under a new climate plan before state regulators, California would take major steps toward cutting greenhouse gas emissions. If adopted by the California Air Resources Board, it would be the most ambitious global warming prevention plan in the nation, outlining for the first time how businesses and the public would meet the 2006 law that made the state a leader on global climate change. The action would lead to the creation of a carbon-credit market to make it cheaper for the biggest polluters to cut emissions, and change the ways utilities generate power, businesses use electricity, and personal transportation (Photo by David McNew/Getty Images)
أكبر الدول المسؤولة عن الاحتباس الحراري صنفها المؤشر ذات أداء منخفض جدا في مكافحة تغير المناخ (غيتي إيميجز)

أكبر الملوثين في قاع الترتيب

عالميا، قبعت الصين والولايات المتحدة وروسيا، أكبر الدول المسؤولة عن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، في أسفل الترتيب ضمن مجموعة الدول ذات الأداء المنخفض جدا في مجال مكافحة التغير المناخي.

وفي حين سجلت الولايات المتحدة تقدما في الترتيب بـ 3 مراكز مقارنة بالعام الماضي بفضل التدابير المناخية التي أدخلت بعد أن تولى جو بايدن منصبه، تراجعت الصين 13 مركزا وروسيا 3 مراكز بسبب الزيادة الملحوظة في الاستثمار بالوقود الأحفوري رغم زيادة استخدام الطاقة المتجددة بهذه الدول.

كما تراجعت الدول الأوروبية الرئيسية مثل المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا في ترتيب المؤشر هذا العام مقارنة بالعام الماضي. وسجلت فرنسا أكبر تراجع بتقهقرها من المركز 17 إلى الـ 28 بسبب تباطؤ زيادة حصة الطاقات المتجددة.

المصدر : مواقع إلكترونية