في نسختها الـ13.. تكريم 3 علماء جزائريين بجائزة "وسام العالِم الجزائري" لعام 2022
اختيار الفائزين تم وفق معايير أهمها أن يكون له إنتاج علمي مرموق في مجاله كالبحوث والمؤلفات العلمية، وأن يكون له اهتمام كبير بخدمة أبناء بلده في مجال العلوم والتكنولوجيا، وألا يكون له موقف ضد وطنه.
تُوّج 3 علماء جزائريين بجائزة "وسام العالِم الجزائري" في نسختها الـ13، ويتعلق الأمر بكل من يوسف منتالشتة، ونعيمة بن كاري بوديدح، ونشيدة قصباجي مرزوق، وقد تسلم العلماء الثلاثة جوائزهم في حفل أُقيم أمس السبت 19 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال بالعاصمة الجزائرية.
وتعد جائزة "وسام العالِم الجزائري" (Algerian Scholar Award) المبادرة الوحيدة في الجزائر التي تقوم بتكريم علمائها، سواء كانوا داخل الوطن أو خارجه، وهي جائزة معنوية وليست مادية أطلقتها عام 2007 مؤسسة "وسام العالم الجزائري" بالتعاون مع معهد المناهج الجزائري.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالجزيرة نت تحاور عبد القادر نصر الدين بلقاسم أول باحث عربي يؤسس مختبرا لواجهات الدماغ الحاسوبية
جائزة موريس أودان الفرنسية للرياضيات لعام 2022 تذهب لباحثين جزائريين
نجم التواصل العلمي الجزائري رياض بغدادي: نعاني فوضى في عالم الأفكار
ويتم اختيار المتوجين بترشيح من الدكاترة والعلماء والباحثين الجزائريين من داخل الجزائر وخارجها، وتهدف أساسا إلى تشجيع العلماء والباحثين الذين برزوا وتركوا بصماتهم في مجال تخصصاتهم، ومن ثمّ تقديمهم للجمهور العام تحت شعار "نعم للجزائر علماؤها".
وقد حضر حفل التكريم مسؤولون كبار في الدولة الجزائرية، ومجموعة من العلماء والباحثين، أبرزهم الدكتور أحمد جبار عضو الأكاديمية الدولية لتاريخ العلوم ورئيس المجلس الأعلى للعلوم والثقافة بمسجد باريس، والدكتور والمختص في جراحة المخ والأعصاب بن عيسى عبد النبي، مؤسس الجمعية العربية للجراحة العصبية وعضو الأكاديمية العالمية لجرّاحي المخ والأعصاب، والبروفيسور في الفيزياء بجامعة السويد محمد بورنان وهو عضو بالأكاديمية الملكية السويدية للعلوم.
وقال الدكتور محمد بابا عمي، المشرف العام على مؤسسة وسام العالم الجزائري، في تصريح للجزيرة نت على هامش حفل التكريم، إن "هناك عدة معايير يتم على أساسها اختيار الفائزين، أهمها أن يكون له إنتاج علمي مرموق في مجاله كالبحوث والمؤلفات العلمية، وأن يكون له اهتمام كبير بخدمة أبناء بلده في مجال العلوم والتكنولوجيا، وألا يكون له موقف ضد وطنه".
وأضاف "لدينا قائمة طويلة من العلماء الذين يستحقون التتويج يتم تداولها مع الباحثين العلميين وعلماء الجزائر، ومن بينهم العلماء الذين سبق لهم التتويج بهذا الوسام وعلى إثر ذلك يتم اختيار المكرّمين".
نشيدة قصباجي مرزوق في الطاقات المتجددة
تقلّدت نشيدة قصباجي مرزوق خلال مسيرتها العلمية العديد من المناصب أهمها أنها كانت مديرة بحث في وحدة تطوير الأجهزة الشمسية، ورئيسة المجلس العلمي بمركز الطاقات المتجددة بالجزائر، وهي حاليا تشغل منصب بروفيسور في جامعة البليدة بكلية الطاقات المتجددة.
وهي أول باحثة امرأة تتحصل على شهادة الماجستير في الطاقات المتجددة، وكان ذاك عام 1986، ولها العديد من براءات الاختراع، كما أصدرت عام 2000 أول خارطة لطاقة الرياح بالجزائر وضحت فيها المناطق التي تمثل مكامن هذه الطاقة، التي يمكن وضع محطات بها وظهرت ولاية أدرار الصحراوية أول منطقة مناسبة.
وقالت مرزوق في تصريح خلال حفل التكريم "اخترت تخصص الطاقات المتجددة لأني وجدت أنه سيكون مستقبلا مفتاحا للتنمية المستديمة وحلا للكثير من المشاكل التي يمكن أن تواجهها البشرية كالتغيرات المناخية وندرة المياه وغيرها من المشاكل البيئية".
وأضافت الدكتورة قائلة "نجاحي في مساري العلمي لا يُقاس بالإنجازات التي حققتها وإنما بعدد الباحثين الشباب الذين كان لنا شرف تكوينهم وتحضيرهم لرفع المشعل واستخلافنا من بعد".
يوسف منتالشتة أبو الإعلام الآلي في الجزائر
ساهم الدكتور يوسف منتالشتة (من مواليد 1934) كثيرا في إرساء دعائم تخصص الإعلام الآلي في الجزائر حيث لا تزال بصماته واضحة لليوم في هذا المجال، إذ كان المؤسس للمدرسة العليا للإعلام الآلي في "وادي السمار" بالعاصمة الجزائرية عام 1969، والتي كوّنت العديد من الكفاءات هم اليوم باحثون في أرقى المراكز العالمية.
كما يعود له الفضل في تكوين الكفاءات الجزائرية التي حملت على عاتقها ضمان البثّ الإذاعي والتلفزي بعد استقلال الجزائر ومغادرة المهندسين الفرنسيين مركز البث الإذاعي والتلفزي، كما يعد مستشارا لدى الاتحاد الأوروبي ومنظمة اليونسكو وخبيرا دوليا في أنظمة الإعلام الآلي، وهو صاحب أول دكتوراه في تخصص الإعلام الآلي بالجزائر.
وقال منتالشتة في تصريح خلال حفل التكريم "هناك بوصلتان أستعين بهما في تحديد مسار حياتي وهما الدين والعلم. الحروب اليوم تحسم أولا في المخابر قبل الميادين، وأنا ممن يشجع الباحثين المهاجرين بالبقاء في الغربة للاستفادة من التطور العلمي هناك ونقله إلى أوطانهم".
وأضاف منتالشتة "يمكننا أن نصبح أحسن من غيرنا من الأمم المتقدمة إذا عملنا أكثر ووفرنا ما يلزم من الإمكانات للشباب.. بيل غيتس لم يكن باحثا علميا مرموقا، وإنما كان فذا في اختيار المشاريع العلمية الناجحة وإطلاقها". وقال إنه ليس مطلوبا دائما من الباحث الشاب أن يتأثر بمن سبقوه ويعمل على اقتفاء آثارهم، "بالعكس أنا أنصحهم بأن يشقوا طريقهم وفق ما يرونه صائبا ووفق ما هو متاح لهم من إمكانات".
نعيمة بن كاري بوديدح في الهندسة المعمارية
تعد نعيمة بن كاري بوديدح من الباحثين الذين تخصصوا في مجال فن العمارة والتراث العمراني، وهي اليوم عضو خبير في المجلس الدولي للمعالم والمواقع التاريخية، وقد ساهمت في تأسيس جامعة الحصن في أبو ظبي عام 2006 خلال فترة تواجدها بدولة الإمارات التي امتدت حتى عام 2012.
وبعدها التحقت بجامعة مسقط بسلطنة عمان، حيث أشرفت على إجراء دراسات معمارية على بعض الأحياء القديمة هناك، والتي تتشابه كثيرا مع بعض الأحياء القديمة في مدينة غرداية بصحراء الجزائر، وأجرت عليها في السابق دراسات.
وقالت بوديدح خلال حفل التكريم "نجحت لأنني كنت أمضي رفقة طلابي أوقاتا طويلة تحت أشعة الشمس بولاية غرداية في صحراء الجزائر وفي سلطنة عمان، للقيام بالدراسات والاستطلاعات الميدانية.. ونجحت لأنني لم أضع حدودا لطموحاتي".
وأضافت أن "النجاح يأتي بعد الصبر والمجالدة والعمل الدؤوب وهو في غالب الأحيان ثمرة الفشل أو الإخفاق.. ويجب على المرء أن يحمل في هذه الدنيا همّا حضاريا ويعمل عليه حتى لا يُقال أن حياته ذهبت سدى".
وتابعت المتحدثة أن "فن العمارة وتاريخه مهم جدا لأن العمران من حيث قيمته وجماله وحالته التي هي عليه اليوم يعكس كثيرا وضعنا الاجتماعي والاقتصادي.. لقد وجدت أن الاهتمام بالعمارة الإسلامية والتاريخية عندنا طريق صمود ضد العلمانية الزائفة والعصرنة الجارفة التي نعيشها".