احتفاءً بالبحث العلمي.. "سكوبس المغرب" تكرم 19 باحثا في تخصصات مختلفة
دعم الدولة المغربية لجهود تطوير البحث العلمي والابتكار أسهم في تحقيق تفوق وتميز العديد من الباحثين، من خلال إنتاجاتهم العلمية، مما ساعد على تحسين الإشعاع الدولي للإنتاج العلمي الوطني
في إطار الاحتفاء بالبحث العلمي في المغرب، اختتمت مساء الخميس السادس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري فعالية النسخة الأولى من جوائز "سكوبس المغرب" (Morocco Scopus) لسنة 2022، التي نظمها المركز الوطني للبحث العلمي والتقني تحت رعاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وبالتعاون مع مؤسسة "إلسيفير" (Elsevier).
وقالت مديرة المركز الوطني للبحث العلمي والتقني الأستاذة جميلة العلمي -في بيان صحفي للمركز– إن "الدولة من خلال إشراف الوزارة الوصية، ما زالت مستمرة في دعم مجهودات المركز الوطني للبحث والتقني لتطوير المنظومة الوطنية للبحث العلمي والابتكار".
اقرأ أيضا
list of 4 itemsجامعة قطر إحدى أفضل الجامعات في العالم لدراسة 19 تخصصا أكاديميا
الجامعات العربية من بين أفضل 50 جامعة في العالم وفق تصنيف “كيو إس”
بحسب تصنيف دولي.. باحثون عرب ضمن قائمة أكثر العلماء تأثيرا في العالم
وأضافت أن "هذا الدعم ساهم في تحقيق تفوق وتميز العديد من الباحثين، من خلال إنتاجاتهم العلمية، مما ساهم في تحسين الإشعاع الدولي للإنتاج العلمي الوطني. ولعل الهدف من الحدث هو الاحتفاء بهذه الكفاءات العلمية، التي ساهمت في تحسين أداء منظومتنا الوطنية للبحث العلمي والابتكار".
فائزون من تخصصات متنوعة
وقال فيليكس هيست نائب رئيس الأسواق الدولية في مؤسسة إلسيفير -في البيان الصحفي الذي أصدرته المؤسسة- "يمثل الفائزون بهذه الجوائز العديد من التخصصات، ويسلطون الضوء على المساهمة العالمية للخبراء المغاربة والتزامهم بتطبيق أبحاثهم لصالح المجتمع".
وقد استند اختيار الفائزين إلى التصنيف في قاعدة بيانات فهرسة "سكوبس" (SCOPUS)، وهي واحدة من أشهر قواعد البيانات في مجال البحث العلمي، ويأخذ في الاعتبار عدد المقالات المنشورة بالإضافة إلى أهميتها وعدد المرات التي يتم الاستشهاد بها. وتضمنت لائحة الباحثين الذين تم الاحتفاء بهم 19 باحثا في تخصصات متنوعة، وهم:
- جمال ابريني: باحث في العلوم الزراعية والبيولوجية في جامعة عبد المالك السعدي.
- أمين عزيز: باحث في الكيمياء الحيوية، علوم الوراثة والبيولوجيا الجزيئية بجامعة الحسن الثاني.
- أنس شرافي: باحث في الأعمال، والتسيير والمحاسبة بجامعة القاضي عياض بمراكش.
- محمد الزهويلي: باحث في الهندسة الكيميائية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء.
- رشيد صلغي : باحث في الكمياء بجامعة ابن زهر بأكادير.
- محمد برادة : باحث في علوم الحاسوب من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس.
- أمين بلهادي: باحث في علوم اتخاذ القرار من جامعة الرباط الدولية.
- زهير بن خلدون: باحث في علوم الأرض والكواكب من جامعة القاضي عياض بمراكش.
- أمين اللوحي: باحث في الطاقة من جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس.
- عبد الرحيم وقيف: باحث في الهندسة من جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء.
- مصطفى بنزعزوع: باحث في علوم البيئة من جامعة محمد السادس للفنون التطبيقية.
- أحمد عزيز بوصفيحة: باحث في علم المناعة والميكروبيولوجيا من جامعة الحسن الثاني.
- عبد القادر زروق: باحث في علوم المواد من جامعة محمد الخامس بالرباط.
- زكية حموش: باحثة في الرياضيات من جامعة مولاي إسماعيل.
- أمينة بركات: باحثة في الطب من جامعة محمد الخامس بالرباط.
- سعدية بامحمد: باحثة في علم الأعصاب من جامعة القاضي عياض.
- رقية بلحسن: باحثة في التمريض من جامعة شعيب الدكالي.
- يحيى شراح: باحث في علم الأدوية وعلم السموم والأدوية من جامعة محمد الخامس بالرباط.
- يحيى التعيلاتي: باحث في الفيزياء وعلم الفلك من جامعة محمد الخامس بالرباط.
يقول الباحث يحيى التيعلاتي الفائز في مجال الفيزياء والفلك -في حديث للجزيرة نت عبر الهاتف- "يشرفني أن أكون أحد المتوجين بهذه النسخة الأولى، وهذا التميز المشرف هو اعتراف بعمل ومجهود جماعي تم تنفيذه في إطار شراكات ومشاريع واسعة النطاق ذات بعد دولي، شارك فيها باحثون وطلبة مغاربة شباب بشكل فعلي ومتميز".
ويشير الباحث رشيد صلغي الفائز في مجال الكيمياء -في حديث مع الجزيرة نت عبر الهاتف- إلى أن هذه الجائزة بالنسبة له "تكليف أكثر منه تشريف. بالنظر إلى الرهانات الموكولة إلى البحث العلمي، فإن هذا التتويج يصبح مسؤولية كبرى في المضي قدما في مسار التقدم الذي هو بطبيعة الحال مبتغى أمتنا جمعاء". ويضيف أن "المغرب اليوم يبحث عن المراتب العليا بين الدول الكبرى، ولن يكتفي بالظهور فقط؛ لذلك فإن مهمتنا الأساسية هي التميز الدؤوب لرفع مستوى البحث العلمي إلى أعلى الدرجات".
أما زهير بن خلدون الباحث الفائز في مجال علوم الأرض والكواكب، فقال -في حديث للجزيرة نت عبر الهاتف- إن "هذا الاعتراف يتوج جهود أكثر من 30 عاما من البحث العلمي في مجال يكاد يكون غير معروف في المغرب، على الرغم من كل الصعوبات التي يواجهها علم الفلك والفيزياء الفلكية، لذلك فهو مصدر فخر لي ولزملائي في العمل وطلابي".
مؤشرات تطور الإنتاج العلمي المغربي
وخلال حفل الجائزة، تم عرض حصيلة المشروع المتعلق بتصحيح انتساب المنشورات العلمية للجامعات المغربية في قواعد البيانات البيبليوغرافية، وهو مشروع مدرج في إستراتيجية 2018-2022 للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، تولى العمل عليه المعهد المغربي للإعلام العلمي والتقني التابع للمركز.
وقد أدى تنفيذ هذا المشروع إلى نتائج واعدة من حيث الحضور الدولي للجامعات المغربية، سواء على مستوى قاعدة البيانات البيبليوغرافية سكوبس أو "ويب أوف ساينس" (Web of Science)، كما تم استرجاع عدد كبير من المنشورات العلمية التي لم تكن تظهر في رصيد الجامعات. ووصلت نسبة المنشورات إلى 91% بالنسبة لجامعة السلطان مولاي سليمان، و74% لجامعة سيدي محمد بن عبد الله، و53% لجامعة الحسن الثاني.
كما تم أيضا في هذا الحفل عرض نتائج دراسة حول الإنتاج العلمي بالمغرب أنجزتها مؤسسة إلسيفير، وأظهرت نتائج الدراسة أن الإنتاج العلمي المغربي انتقل من 6796 منشورا سنة 2017، ليصل إلى 11 ألفا و275 منشورا سنة 2022، أي بمعدل نمو بلغ 66%. وقد كانت سنة 2019 سنة فارقة، حيث تجاوز فيها الإنتاج العلمي لكل من تونس والجزائر، ليحافظ على هذا التقدم حتى سنة 2021.
وحسب الدراسة ذاتها، وصل مجموع الباحثين المغاربة إلى 37 ألفا و980 باحثا، وعرف المغرب نموا في عدد الباحثين حيث انتقل من 11 ألفا و66 باحثا سنة 2017 إلى 17 ألفا و414 باحثا سنة 2021، وهي نسبة نمو بلغت 57.4%، وهي أعلى نسبة نمو مقارنة بالجزائر (36%) وتونس (7.9%).
وبخصوص مجالات البحث العلمي، فتتوزع المنشورات العلمية المغربية حول مختلف مجالات البحث المصنفة في سكوبس بنسب متفاوتة، وتشكل الهندسة وعلم الحاسوب والرياضيات أكثر المجالات تمثيلا من ناحية عدد المنشورات، في حين تعد الفيزياء وعلم الفلك، وعلوم الأرض والكواكب أكثر المجالات تأثيرا.
أما بخصوص التعاون الدولي، فقد شكلت المنشورات التي أنجزها المغاربة مع باحثين أجانب نسبة 37.1% من مجموع المنشورات المغربية، وبنسبة متقاربة، شكلت المنشورات المنجزة في إطار تعاون مؤسساتي نسبة 34.1%، بينما شكلت المنشورات في إطار تعاون وطني 25.5%. وينحدر أهم شركاء الباحثين المغاربة من فرنسا، رغم أن هذه الأبحاث تشكل أقل تأثيرا بالنظر إلى مؤشر تـأثير الاستشهاد.
كما أشارت نتاج الدراسة إلى أن أغلب المنشورات العلمية المغربية تتركز حول أهداف التنمية المستدامة، ومنها الهدف السادس المياه النظيفة والنظافة الصحية، والهدف السابع طاقة نظيفة بأسعار معقولة، والهدف الحادي عشر مدن ومجتمعات مستدامة، والهدف الثاني عشر الاستهلاك والإنتاج المسؤولان، والهدف الثاني القضاء على الجوع.
وفي الأخير، أشارت نتائج الدراسة إلى أن جامعات محمد الخامس والقاضي عياض والحسن الثاني من أبرز الجامعات التي لديها منشورات علمية تصب في أهداف التنمية المستدامة.