بسبب الإنسان وتغير المناخ.. الحشرات تتغذى على النباتات كما لم يحدث من قبل والعواقب غير معروفة
هذا البحث يشير إلى أن قوة التأثير البشري على التفاعلات بين النباتات والحشرات لا يتحكم فيها تغير المناخ وحده، بل الطريقة التي يتفاعل بها البشر مع المناظر الطبيعية الأرضية.
حتى مع انخفاض أعدادها على مستوى العالم، تسبب الحشرات اليوم مستويات غير مسبوقة من الضرر للنباتات، وفقا لبحث جديد بقيادة علماء "جامعة وايومنغ" (University of Wyoming) الأميركية.
وتقارن الدراسة الأولى من نوعها الضرر الذي أصاب نباتات العصر الحديث نتيجة لتغذية الحشرات العاشبة مع الأضرار التي تسببت فيها للأوراق المتحجرة التي تعود إلى أواخر العصر الطباشيري، منذ ما يقرب من 67 مليون سنة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالكهرمان.. كبسولات زمنية تحفظ الحشرات منذ عصر الديناصورات
عبر حاسة الشم.. الجراد قادر على اكتشاف الخلايا السرطانية والتفريق بين أنواعها
على عكس ما تظن.. الحشرات أيضا تشعر بالألم مثل البشر
وفحصت الدراسة التي نشرت بدورية "بروسيدنغز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس" (PNAS) (Proceedings of the National Academy of Sciences) الأميركية في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، الأوراق المتحجرة ذات الأضرار الناتجة عن تغذية الحشرات العاشبة من أواخر العصر الطباشيري خلال عصر البليستوسين، منذ ما يزيد قليلا على مليوني عام، وقارنتها بالأوراق التي جمعتها لورين أزيفيدو شميت، الباحثة الرئيسة للدراسة، وزميلة أبحاث ما بعد الدكتوراه في "جامعة مين" (University of Maine) من 3 غابات حديثة.
أنواع مختلفة من الأضرار
وأظهر البحث التفصيلي أنواعا مختلفة من الأضرار التي تسببها الحشرات، ووجد زيادات ملحوظة في جميع الأضرار الحديثة مقارنة بما هو مسجل بالسجل الأحفوري.
وتقول لورين في بيان صحفي لجامعة وايومنغ إن "الاختلاف بين الأضرار التي تسببها الحشرات في العصر الحديث والسجل الأحفوري مذهل".
وكتب الباحثون في دراستهم المنشورة "تُظهر نتائجنا أن النباتات في العصر الحديث تعاني من مستويات غير مسبوقة من الضرر الذي تسببه الحشرات، على الرغم من انخفاض انتشار الحشرات على نطاق واسع"، مشيرين إلى أن هذا التفاوت الكبير يمكن تفسيره من خلال النشاط البشري.
وأضاف الباحثون "نحن نفترض أن البشر قد أثروا في تذبذبات ضرر الحشرات والتنوع داخل الغابات الحديثة، مع حدوث أكبر تأثير بشري بعد الثورة الصناعية" و"تمشيا مع هذه الفرضية، كانت العينات العشبية من أوائل العقد الأول من القرن الـ21 أكثر عرضة بنسبة 23% لتلف الحشرات من العينات التي تم جمعها في أوائل القرن الـ20، وهو نمط ارتبط بارتفاع درجة حرارة المناخ".
قوة التأثير البشري
ويشكك الباحثون في أن تغير المناخ لا يفسر بشكل كامل الزيادة في الضرر الذي تسببه الحشرات، وأنه من الضروري إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد الأسباب الدقيقة لزيادة الضرر الذي تلحقه الحشرات بالنباتات.
لكن في المقابل، هناك العديد من الدراسات التي تؤكد أن احترار المناخ والتوسع الحضري وإدخال الأنواع الغازية؛ أمور من المحتمل أن يكون لها تأثير كبير في حدوث مثل هذه الأضرار الكبيرة.
وخلص الباحثون إلى أن "هذا البحث يشير إلى أن قوة التأثير البشري على التفاعلات بين النباتات والحشرات لا يتحكم فيها تغير المناخ وحده، بل الطريقة التي يتفاعل بها البشر مع المناظر الطبيعية الأرضية".