عالم حفريات أميركي يجيب.. هل يمكن إعادة تكوين الديناصورات من حفرياتها؟
يواجه العلماء مشكلة كبيرة عند محاولة العثور على الحمض النووي في أحافير الديناصورات.
هل تساءلت يوما إن كان العلماء قادرين على إعادة تكوين أو استنساخ الديناصورات من جديد في يومنا هذا؟
هذا السؤال طرحه ويليام أوسيتش (William Ausich) الأستاذ الفخري في علم الحفريات من جامعة ولاية أوهايو (The Ohio State University) مؤخرا في مقال على منصة "ذا كونفرسيشن" (The Conversation).
أبجديات الحمض النووي
يوجد الحمض النووي -الذي يرمز إلى حمض الديوكسي ريبونوكلييك DNA- في كل خلية من كل كائن حي يعيش أو عاش على الأرض بما في ذلك الديناصورات. ويمكنك أن تتخيل أن الحمض النووي ما هو إلا جزيئات تحمل شيفرتك الجينية، وهي مجموعة من التعليمات التي تساعد الأجسام والعقول على النمو والازدهار.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsهل تعرف كم عدد ديناصورات “تي ركس” التي جابت الأرض قديما؟
بمشاركة مغربية.. اكتشاف آثار آخر الديناصورات التي مشت على أرض بريطانيا قبل 110 ملايين عام
كويكب من الحافة الخارجية لحزام الكويكبات هو ما قضى على الديناصورات قبل 66 مليون عام
وبالطبع يختلف الحمض النووي الخاص بك عن الحمض النووي الخاص بالآخرين، كما أنه يحدد العديد من الخصائص التي تميز هويتك، مثل لون عينيك أو ما إذا كان شعرك ناعما أو مجعدا.
ويمكن العثور على الحمض النووي في "الأجزاء الرخوة" من الحيوان، بما في ذلك أعضائه وأوعيته الدموية وأعصابه وعضلاته ودهنه، إلا أن الأجزاء اللينة من الديناصورات قد تحللت منذ زمن بعيد.
هل الحمض النووي موجود في الحفريات؟
يمكن القول إن أحافير الديناصورات هي كل ما تبقى من حيوانات ما قبل التاريخ. وتعرف الحفريات بأنها بقايا "الأجزاء الصلبة" من الديناصور مثل عظامه وأسنانه وجمجمته التي حفظت لعشرات الملايين من السنين، مغمورة في الطين القديم والمعادن والماء.
وقد كانت معظم أحافير الديناصورات التي اكتشفت حتى يومنا هذا في مجاري الأنهار والبحيرات وعلى جوانب المنحدرات وفي الجبال، وغالبا ما تكون قريبة جدا من السطح مطمورة في الصخور الرسوبية.
وهكذا ومع وجود حفريات كافية، يمكن للعلماء بناء هيكل عظمي للديناصورات بالهيئة التي تراها عندما تذهب إلى المتحف.
مشكلة الديناصورات
يواجه العلماء مشكلة كبيرة عند محاولة العثور على الحمض النووي في أحافير الديناصورات. وذلك لأن العديد من الدراسات الحديثة قد أثبتت أن الحمض النووي يتلف ويتفكك بعد مرور مدة زمنية تقارب 7 ملايين سنة.
قد تبدو لك هذه الفترة طويلة جدا، إلا أن هذه الفكرة ستتلاشى عندما تعلم أن آخر ديناصور قد مات مع نهاية العصر الطباشيري، أي قبل أكثر من 65 مليون سنة. وهذا يعني أن العلماء لن يكونوا قادرين على صنع ديناصور من حمضه النووي نهائيا، وأن الأمر ليس منوطا باستخدام أفضل التقنيات المتاحة في يومنا هذا.
ومؤخرا اكتشف العلماء شيئا مثيرا للاهتمام بعثورهم على حفريات عمرها أقل من مليوني سنة تحمل الحمض النووي لإنسان نياندرتال وثدييات قديمة أخرى مثل الماموث الصوفي. وهو ما نشر في دراسة بدورية "نيتشر" (Nature) بتاريخ 17 فبراير/شباط الماضي.
تخيل للحظة
لنتخيل أن العلماء قد تمكنوا بطريقة ما، وفي وقت ما من المستقبل، من العثور على أجزاء من الحمض النووي للديناصورات، وبالطبع مع أجزاء بسيطة فقط لن يتمكن العلماء من صنع ديناصور كامل.
وسيتعين عليهم دمج تلك الأجزاء مع الحمض النووي لحيوان آخر لتكوين كائن حي هجين لا يشبه الديناصور الفعلي، إلا أنه سيكون مزيجا من أحد أنواع الديناصورات ومن أحد أنواع الطيور أو الزواحف.
هل تعتقد أن هذه فكرة جيدة؟ يمكن أن تشاهد أفلام "العصر الجوراسي" لتعرف ما يمكن أن يحدث عندها.