الدراسة في سنغافورة.. الفرص والتحديات

على الرغم من المزايا الكثيرة التي توفرها الجامعات السنغافورية لطلابها الأجانب فإن هناك بعض العراقيل التي قد تقف أمام الطلاب خاصة المتزوجين الذين لديهم أطفال يدرسون.

كلية الهندسة جامعة سنغافورة الوطنية
كلية الهندسة بجامعة سنغافورة الوطنية تحتل المرتبة 11 عالميا (حسام ولويل - الجزيرة)

يميل الطلبة العرب الذين يريدون إكمال دراساتهم الجامعية إلى اختيار الجامعات الأوروبية والأميركية مع أن بعضا منها ليست مصنفة ضمن أحسن الجامعات العالمية.

ولكن في دول شرق آسيا جامعات مرموقة مثلما هو الحال في سنغافورة، وهي فوق ذلك تقدم منحا دراسية جيدة للطلبة الذين يرغبون في إكمال دراساتهم هناك، فما الفرص المتاحة والمزايا التي تقدمها جامعات سنغافورة؟

الجواب عن هذا السؤال كان محل ندوة علمية تحت عنوان "الدراسة في سنغافورة: فرص وتحديات" من تنظيم مؤسسة علماء مصر يوم السبت 17 يوليو/ تموز الجاري، نشطها مجموعة من الطلبة والباحثين العرب في الجامعات السنغافورية.

الجامعات في سنغافورة

يقول محمد رجب وهو طالب دكتوراه من مصر ويشتغل بمعهد أبحاث المعلومات، وكالة العلوم التكنولوجية والبحوث (Agency for science technology and Research)، إن مستوى الجامعات في سنغافورة عال جدا، وهو أحسن كثيرا من بعض الجامعات الأوروبية والأميركية في تخصصات معينة مثل الذكاء الاصطناعي.

وأوضح محمد رجب أن بعض الجامعات السنغافورية "تحتل ترتيبا متقدما في تصنيف أحسن الجامعات، على سبيل المثال فإن جامعة سنغافورة الوطنية (National University of Singapore) جاءت العام المنصرم في المرتبة 11 عالميا، والأولى على مستوى قارة آسيا، وهناك أيضا جامعة نانيانغ للتكنولوجيا (Nanyang Technological University) وهي جامعة حديثة النشأة لا يتجاوز عمرها 50 عاما، ورغم ذلك فقد احتلت المرتبة 12 ومراتب أعلى في بعض التخصصات".

وحسب محمد رجب فإن الطالب في جامعات سنغافورة سيجد كل ما يحتاج إليه من ضروريات ورفاهية لإتمام دراسته بصورة جيدة.

مجموعة من الطلاب والباحثين العرب بجامعة سنغافورة الوطنية
مجموعة من الطلاب والباحثين العرب بجامعة سنغافورة الوطنية (الجزيرة)

وفضلا عن هاتين الجامعتين، يتمركز البحث العلمي في هذا البلد بداخل الوكالة السنغافورية للبحوث العلمية (Agency for science technology and Research) التي تضم كثيرا من معاهد ومراكز البحث العلمي في الطب والعلوم والتكنولوجيا.

ويتيح الوسط العلمي في سنغافورة للطلبة الاحتكاك مع علماء كبار والاستفادة من خبراتهم المتنوعة، وفي هذا الشأن قال وليد الجوبي وهو حاصل على منحة لما بعد الدكتوراه في قسم علوم الحاسوب بجامعة سنغافورة الوطنية إن هناك مثلا مركز المواد ثنائية الأبعاد المتقدمة في سنغافورة (Center of Advanced 2D Materials) الذي يعدّ من أرقى مراكز البحوث العلمية في علوم المواد.

ففي هذا المركز الذي له برامج تعاون علمي مع معاهد أميركية يمكن للطالب أن يستفيد من خبرة البروفيسور كوستيا نوفوسلوف (Kostya Novoslove) الذي نال جائزة نوبل عام 2010 في الفيزياء.

كما يمكن للطالب أن يحتك ببعض العلماء الكبار مثل كولديب ميل (Kuldeep Meel) الذي يعدّ من بين أفضل 10 باحثين في الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم.

كلية علوم وهندسة الكمبيوتر بجامعة نانيانج التقنية
كلية علوم وهندسة الحاسوب بجامعة نانيانغ التقنية تحتل المرتبة 12 عالميا (محمود الباز – الجزيرة)

أهم المنح والفرص

والدراسة في سنغافورة ليست مجانية مثلما هو الحال في كثير من الدول العربية، ولذلك توفر حكومة سنغافورة العديد من المنح الدراسية لمواطنيها وأيضا للطلبة الأجانب.

يقول اليمني محمد العزي وهو طالب دكتوراه في قسم الفيزياء بجامعة سنغافورة الوطنية إن هناك 3 مصادر للمنح الجامعية في هذا البلد أهمها منحة "سينغا" (Singapore International Graduate Award SINGA)، وتعدّ من أكثر المنح التي يحصل عليها الطلبة الأجانب في تخصصات مثل الطب، والعلوم التكنولوجية وهندسة الحاسوب.

والترشح لهذه المنح -حسب محمد العزي- بسيط جدا حيث سيجد الطالب على الموقع الإلكتروني للجامعات المذكورة سابقا تفاصيل الترشح التي تتمثل أساسا في توفير رسائل تزكية وسيرة ذاتية جيدة، ويستحسن أن يضيف الطالب شهادة إتقانه اللغة الإنجليزية وأوراق بحوثه العلمية إن كانت لديه.

وأوضح محمد العزي أن "المنحة توفر لصاحبها دراسة مجانية وراتبا شهريا يعادل 1500 دولار أميركي فضلا عن تذكرة سفر، وفي حالة اختيار الطالب الإقامة خارج السكن الجامعي سيستفيد من مبلغ إضافي يقدّر بنحو 350 دولارا أميركيا".

ومن بين أبرز المنح الدراسية التي توفرها سنغافورة أيضا منحة جامعة سنغافورة الوطنية للبحوث (NUS Research Scholarship).

وحسب محمد العزي فإن هذه المنحة مرموقة جدا وهي موجهة أساسا للطلبة في تخصص الذكاء الاصطناعي وتبلغ قيمتها الشهرية نحو 2300 دولار أميركي.
وبالإضافة إلى هذه المنح هناك منح أخرى توفرها جامعة نانيانغ للتكنولوجيا على غرار (NTU Research Scholarship) و(NTU President’s Graduate Scholarship) وهي منح صعبة المنال حسب ما أكده محمد العزي.

منظر طبيعي بجامعة نانيانج التقنية
توفر الجامعات في سنغافورة منحا مختلفة لطلاب الدراسات العليا (محمود الباز – الجزيرة)

صعوبات الدراسة في سنغافورة

وعلى الرغم من المزايا الكثيرة التي توفرها الجامعات السنغافورية لطلابها الأجانب فإن هناك بعض العراقيل التي قد تقف أمام الطلاب خاصة المتزوجين الذين لديهم أطفال يدرسون.

وفي هذا الشأن قال الباحث المصري رمضان بريك، الحاصل على دكتوراه في هندسة المواد من جامعة سنغافورة الوطنية، إن السكن ليس مجانيا في الجامعات، والشقق ذات 3 غرف قد تكلف حتى 900 دولار أميركي وقد تكون أقل خارج الإقامة الجامعية.

ومن لديهم أبناء يدرسون فالدراسة في سنغافورة مكلفة جدا، وفي هذا الشأن يقول رمضان بريك إن تكاليف المدارس قد تبلغ 600 دولار كل شهر للطفل الواحد فضلا عن أن تكاليف العلاج باهظة أيضا، ولذلك يستحسن للطلاب المتزوجين أن ينتقلوا إلى سنغافورة دون أسرهم لأن تكاليف المعيشة غالية جدا.

المصدر : الجزيرة