بعد إصلاح عطله.. عمر جديد لتلسكوب هابل قد يمتد إلى نهاية العقد
أسهم تلسكوب هابل في بعض أهم الاكتشافات في الكون، بما في ذلك الكشف عن التوسع المتسارع للكون، وتطور المجرات، وأولى دراسات الغلاف الجوي للكواكب خارج نظامنا الشمسي
عاد تلسكوب هابل الفضائي التابع لناسا إلى العمل من جديد في 17 يوليو/تموز الجاري إثر توقف دام أكثر من شهر، بعد أن نجحت وحدات التحكم في تشغيل الحاسوب الاحتياطي على متن المرصد.
وقالت ناسا، في بيان لها صادر يوم 19 يوليو/تموز الجاري، إن أدوات التلسكوب عادت إلى العمل بعد ما يقرب من 5 أسابيع من تعطل جهاز الحاسوب الذي يحكم هذه الأجهزة. ومن المتوقع أن تُمكن عملية الصيانة الأخيرة من تمديد عمر المرصد حتى نهاية العقد الحالي.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالعواصف الجامحة لكوكب المشتري تكشفها صورة جديدة لتلسكوب هابل
5 ثورات علمية من المنتظر أن يحققها تلسكوب جيمس ويب التابع لناسا
عكس ما توقع العلماء.. الكون يتمدد ويزداد حرارة في الوقت نفسه
إعادة هابل للحياة
في 13 يونيو/حزيران الماضي توقف جهاز الحاسوب الذي يتحكم في الأدوات العلمية الموجودة على متن المرصد، عن العمل فجأة.
وبعد الفشل في استقبال إشارة من هابل، قام الحاسوب الرئيسي في مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا بولاية ميريلاند تلقائيا بوضع أدوات المرصد العلمية في الوضع الآمن. وهذا يعني توقف التلسكوب عن العمل ودخوله في غيبوبة قد لا يعود بعدها إلى العمل نهائيا.
في الأثناء، تحرك فريق هابل سريعا للتحقيق فيما أصاب المرصد، الذي يدور حول الأرض على ارتفاع 547 كيلومترا. وكان على ناسا استدعاء مهندسين قدماء من بين الذين أشرفوا على تصميم أجهزة هابل وتشغيله عام 1990.
وبعد أسابيع من التحقيق، خلص المهندسون إلى أن السبب الأكثر ترجيحا لمشكلة الحاسوب الرئيسي على متن المرصد هو عطل في وحدة التحكم التي تزود الأجهزة بالطاقة.
ومع عدم القدرة على إعادة تعيين وحدة التحكم في الطاقة من الأرض، قرر المهندسون الاعتماد بدلا من ذلك على وحدة الطاقة الخاصة بجهاز التحكم في الأجهزة العلمية والنسخ الاحتياطية للبيانات.
بدأ هذا الانتقال إلى أجهزة النسخ الاحتياطي في 15 يوليو/تموز الجاري، وبعد يومين، أعلنت وكالة ناسا عن نجاحها في تشغيل نظام الحاسوب الاحتياطي واستعادة التحكم في الأدوات العلمية بعد إخراجها من الوضع الآمن الذي وضعت فيه منذ منتصف الشهر الماضي.
وقال مدير ناسا بيل نيلسون "أنا فخور بفريق هابل، من الأعضاء الحاليين والسابقين الذين تدخلوا لتقديم دعمهم وخبراتهم. وبفضل تفانيهم، سيستمر هابل في البناء على إرثه الممتد 31 عاما، مما يوسع آفاقنا من خلال رؤيته للكون".
مخاوف فريق هابل
أدت الجهود التي استمرت لأسابيع لإعادة هابل إلى العمل بشكل طبيعي وبنفس كفاءته المعهودة، وتمكن بصفة تجريبية من التقاط صورتين دقيقتين واحدة لاصطدام مجرتين بعيدتين وأخرى لمجرة حلزونية فريدة كما أشار تقرير لموقع "فيز دوت أورغ" (Phys.org) صادر يوم 20 يوليو/تموز الجاري.
غير أن فترة الانقطاع الأخيرة وهي الأطول من بين فترات الانقطاع التي حدثت في السنوات الأخيرة، أدت إلى زيادة المخاوف بشأن مستقبل التلسكوب، ولا سيما أنها ليست المرة الأولى التي يضطر فيها هابل إلى الاعتماد على أجهزة النسخ الاحتياطي.
فقد أجرى فريق التحكم في المرصد تبديلا مشابها في عام 2008، وأعاد هابل إلى وضعه الطبيعي بعد فشل جزء آخر من وحدة الأجهزة العلمية والقيادة ومعالجة البيانات والتي تم تغييرها بالكامل في عام 2009، مما أدى إلى إطالة عمره التشغيلي بشكل كبير.
ومنذ مهمة الصيانة تلك، أجرى هابل أكثر من 600 ألف عملية رصد، من إجمالي 1.5 مليون عملية قام بها طوال مدة خدمته.
إنجازات مستمرة
كان هابل قد أسهم في بعض أهم الاكتشافات في الكون، بما في ذلك الكشف عن التوسع المتسارع للكون، وتطور المجرات، وأولى دراسات الغلاف الجوي للكواكب خارج نظامنا الشمسي. وتضمنت مهامه قضاء 15 عاما على الأقل في استكشاف أبعد وأضعف مناطق الكون، لكنه تجاوز هذا الهدف بكثير.
وعلى الرغم من المشاكل الأخيرة، فما يزال علماء الفلك متفائلين بأن هابل سيستمر في العمل بشكل جيد لسنوات طويلة أخرى.
وفي اجتماع للجمعية الفلكية الأميركية في أوائل يونيو/حزيران الماضي، قبل العطل الأخير، قال المسؤولون في معهد علوم تلسكوب الفضاء إنهم يعملون على مبادرات لإطالة عمر التلسكوب وأدواته حتى أواخر عام 2030.