كيف تفوز في مسابقات التصوير العلمي العالمية؟.. حوار مع المحكم الدولي تيموثي ريفيل
تفتح العديد من المسابقات الدولية أبوابها مرة واحدة على الأقل كل عام، ويشجع المحررون المتسابقين على التواصل على مدار العام من أجل نشر الصور الأكثر تميزا
لندن – يعد التصوير العلمي مجالا يتطلب مهارات مختلفة تمزج بين الإلمام بالعلوم وفن التصوير، وتحث العديد من المؤسسات العلمية والصحفية المصورين الهواة والمحترفين على التقديم للمسابقات الدولية والتي تطلق بشكل مستمر لجذب المزيد من المصورين للمنصات الأكاديمية وتسليط الضوء على هذا المجال النادر.
وبجانب المسابقات فإن التصوير العلمي له محررون متخصصون في المجلات العلمية مسؤولون عن تلقي الصور ونشر ما يناسب المنصات الإعلامية منها، لذلك تفتح المسابقات آفاقا جديدة للتعرف على المحررين وتعريفهم بالصور والمصورين المميزين.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsمرحبا بكم في عام 2049.. كيف يتصور الخيال العلمي العالم بعد 30 سنة؟
بمناسبة معرض القاهرة للكتاب.. دليل كتب العلوم بالعربية للأطفال والمراهقين
أطفال يصنعون مجهرا عالي الدقة من مكعبات الليغو وأجزاء هاتف قديم
وبالتالي فإن تلك المسابقات تفتح آفاقا للعمل الحر مع المجلات العالمية من خلال بيع الصور العلمية لهم، الجزيرة نت حاورت أحد أشهر المحكمين الدوليين في تلك المسابقات للتعرف على أهم ما يلفت انتباه الحكام.
المعدات ليست دائما شرط الفوز
تيموثي ريفيل (Timothy Revell) محرر بمجلة "نيو ساينتيست" (New Scientist)، ومقدم البرنامج العلمي الشهير (Naked Scientists) الذي كان يبث على شبكة "بي بي سي" (BBC)، وحائز على جائزة الغارديان لوسائل الإعلام الطلابية لعام 2015، ومحكم دولي في مسابقة التصوير العلمي التابعة لمجلة "نيوساينتست".
يقدم ريفيل أبرز النقاط التي لا يجب أن يغفلها المصور العلمي المتطلع للفوز بمسابقة علمية دولية، ويقول "عادة ما تطرح المسابقات للتنافس بين الهواة والمحترفين على حد سواء، ونحن كحُكام نبحث عن صور استثنائية تندرج تحت 3 فئات رئيسية: العالم الطبيعي، والحياة العصرية، والتغيرات البيئية".
وأضاف "يصعب تحديد المعايير التي تصنع الصورة الاستثنائية، لكن أفضل الصور هي التي تثير انتباهك مباشرة عند النظر إليها وتدعوك للتمعن في تفاصيلها، ويدفعك النظر إلى رؤية وتفسير ما التقطته من تفاصيل".
وتابع "في مسابقاتنا لا نضع شروطا تقنية أو معايير للمعدات أو البرمجيات التي يتم بها تحرير الصور، بالطبع الكاميرات الاحترافية تعطي جاهزية أكبر، لكنني أتوقع دائما أن تكون هناك صور عبقرية التقطت من خلال الهواتف المحمولة أيضا".
صور في لحظة استثنائية
وبسؤاله عن أبرز الصور المفضلة لديه كحكم مسابقة قال "واحدة من أفضل الصور هذا العام التقطها جيمس كرومبي، وتتميز بأنها التقطت في التوقيت الصحيح حيث أخذها أثناء تشكيل الطيور لسربها على هيئة طائر عملاق، الصورة في غاية الجمال لا شك، لكن لو كان قد تم التقاطها لحظة قبل تلك اللحظة لم يكن ذلك يجعلها بنفس الروعة".
استعرض ريفيل العديد من الصور الجيدة والتي من بينها صورة التقطت دون ترتيب مسبق لفأرين يتشاجران في محطة مترو أنفاق، الصورة التقطت بإمكانيات متواضعة لكن توقيت الالتقاط ومكانه كانا مثاليين ليقدما صورة استثنائية.
لذلك لا ينطوي التصوير العلمي على المعدات الباهظة والتقنيات الحديثة، إلا في تخصصات معينة مثل تخصص تصوير الميكروسكوبي وتصوير عدسات الماكرو.
صور في عدة ساعات
عند قراءة كلمة التصوير العلمي عادة ما يتبادر إلى الذهن التصوير الميكروسكوبي أو عدسات الماكرو، لكن في الحقيقة هذا مجرد فرع من فروع التصوير العلمي.
تصوير الماكرو والميكروسكوب يحتاج لمعدات وتقنيات خاصة. في البداية اقتصر استخدام التصوير داخل المختبرات على غرض الاحتفاظ بتفاصيل دقيقة لصور ميكروسكوبية، ومع الوقت حاز هذا النوع اهتمام العديد من المجلات العلمية.
ومن أشهر تلك الصور صور الحشرات، حيث تُبرز عدسات الماكرو التفاصيل المبهرة التي لا تُرى بالعين المجردة. وعلى عكس الصور العلمية العادية التي يمكن أن يكون توقيت اللحظة هو البطل الرئيسي فيها، وتقوم تلك الصور المكبرة على عوامل التركيز والتأني.
حيث إنها قد تستغرق مع بعض المصورين ساعات في اصطياد الحشرات، وآخرون يثبتون المعدات لساعات مع مراعاة عدم الحركة أو الاهتزاز لأن ذلك يؤثر على كفاءة الصورة التي لديها القدرة على التقاط أدق ذرات الغبار.
كاميرات تصوير الماكرو
تحتاج كاميرات تصوير الماكرو للعمل على مسافة 6 بوصات (15 سنتيمترا)، وبحد أقصى في أنسب الظروف ضعف تلك المسافة، وتعد مسافة عمل العدسة هي الأصغر لتناسب تكبير الصور بمقياس 1: 1، ويجب أن تكون قريبا قدر الإمكان من موضع الالتقاط.
كما تحتاج تلك التقنية إلى العدسات ذات البعد البؤري الأطول بمسافة عمل أكبر من العدسات ذات البعد البؤري المعتدل. على سبيل المثال، تعد عدسة "نيكون 200 مليمتر إف/4" (Nikon 200mm f/4)، أو "كانون 180مليمترا إف/3.5" (Canon 180mm f/3.5) مثالين على عدسات تصوير الماكرو مع مسافات عمل كبيرة.
بالمقارنة، فإن عدسة "ماكرو نيكون 60 مليمترا إف/2.8" لديها مسافة عمل أقل بكثير، ويتم اختيار نوع العدسة حسب طبيعة الصورة الملتقطة سواء حشرات أو بيوض أو قطرات مياه أو ثلوج.
مسابقة دولية متاحة للمصورين العرب
تفتح العديد من المسابقات الدولية أبوابها مرة واحدة على الأقل كل عام، ويشجع المحررون المتسابقين على التواصل على مدار العام من أجل نشر الصور الأكثر تميزا، وما عليك فعله هو طرق الأبواب التي تنتظر المزيد من الصور المميزة.
ولكي نترجم نصائح المحكم الدولي بشكل عملي، فقد حاورت الجزيرة المسؤولين عن مسابقة الجمعية الملكية لعلم الأحياء (Royal Society of Biology) التي تفتح أبوابها هذه الأيام للمشاركين من الهواة والمحترفين، وتغلق أبواب التقديم في 23 يوليو/تموز الجاري.
وقد أفاد راغاف سيلفام مسؤول مكتب المسابقة بأن المسابقة تفتح أبوابها لكافة الجنسيات وكافة الأعمار وكافة المستويات من الهواة وحتى المحترفين، ولا تشترط المسابقة أمورا تتعلق بحداثة التقاط الصورة أو جودتها التقنية حيث تقبل المسابقة الصور دون اشتراطات تقنية معقدة.
وفيما يتعلق بالجوائز في المسابقة، فإن الجمعية تقدم جائزة مالية ألف جنيه إسترليني أي ما يعادل 1384 دولارا أميركيا للمتسابقين فوق 18 عاما، فيما تكون الجائزة 500 جنيه إسترليني أي ما يعادل 640 دولارا أميركيا للمشاركين الشباب دون 18 عاما.
وتفتح المسابقة أبوابها للمشاركين لتقديم الصور تحت 8 محاور رئيسية هي: التقاط الحركة (capturing movements)، والعالم الخفي (the hidden world)، وعالمنا المتغير (our changing world)، وأيضا أنماط في الطبيعة (patterns in nature)، والصراع والعيش (conflict and survival)، وحياة الإطعام (feeding live) وكذلك المسكن: المأوى والملجأ (home: habitat and shelter) والكبير إلى صغير (big to small).