كيف يؤثر الانقلاب الصيفي على البشر والحيوانات؟
يؤثر الانقلاب الصيفي على دورات النوم والاستيقاظ لدى الحيوانات، وقد اهتم العلماء بتحديد هذه التأثيرات، وكيف تتأقلم الحيوانات البرية مع هذا التغيير في تلك الدورات.
بدأت مرحلة الانقلاب الصيفي في كوكب الأرض يوم الأحد (20 يونيو/حزيران) الساعة 11:32 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة (الاثنين 21 يونيو/حزيران الساعة 03:32 بالتوقيت العالمي).
يؤثر الانقلاب الصيفي على دورات النوم والاستيقاظ عند الحيوانات، وقد اهتم العلماء بتحديد هذه التأثيرات، وكيف تتأقلم الحيوانات البرية مع هذا التغيير في تلك الدورات.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsمفاجأة علمية.. البكتيريا يمكنها معرفة الوقت
دراسة حديثة تكتشف الكيفية التي يعزز بها الميلاتونين النوم
النوم ذلك اللغز.. لماذا نفقده وكيف نستعيده؟
لكن من دون ساعة، قد يتجاهل الناس وقت نومهم لأن البشر سيئون في معرفة الوقت خلال الفترات التي يغلب فيها الضوء أو الظلام، وفقا لدراسة أجريت عام 1974 ونشرت في مجلة علم وظائف الأعضاء. إذ إن الضوء له تأثير كبير على إيقاع الساعة البيولوجية لجسم الإنسان، أو دورة النوم والاستيقاظ.
هذا اليوم الذي يشهد أكبر قدر من ضوء الشمس في نصف الكرة الشمالي، وقد يجعل ضوء النهار الممتد من الصعب على الأشخاص في خطوط العرض الشمالية معرفة موعد النوم إذا لم ينظروا إلى الساعة. لكن في المقابل، فعلى ما يبدو، فإن شمس منتصف الليل لا تمثل مشكلة لبعض الحيوانات الأخرى.
الانقلاب الشمسي
الانقلاب الشمسي هو ظاهرة وصول الشمس إلى أقصى نقطتي ارتفاع وانخفاض في قوس المسار اليومي لحركتها الموسمية قبيل أن تعكس مسارها.
وهناك انقلابان شمسيان سنويان: الانقلاب الشمسي في 21 يونيو/حزيران، ويعرف باسم "الانقلاب الصيفي" لكونه أول أيام الصيف وأطول أيام السنة. والانقلاب الشمسي في 21 ديسمبر/كانون الأول، ويعرف باسم "الانقلاب الشتوي" لكونه أول أيام الشتاء وهو أقصر أيام السنة.
يحدث الانقلاب الصيفي، أو عيد منتصف الصيف الذي يمثل أطول يوم في السنة في نصف الكرة الشمالي، عندما يكون ميل الأرض نحو الشمس في ذروته وتتجه الشمس مباشرة فوق مدار السرطان.
حيث يميل القطب الشمالي للأرض باتجاه الشمس، ليبدأ فصل الصيف رسميا ويكون النهار طويلا والليل قصيرا، وتكون أشعة الشمس عمودية تماما على مدار السرطان في نصف الكرة الشمالية.
أما الاعتدال الموسمي فهو التوقيت الذي يكون فيه مركز الشمس فوق خط الاستواء مباشرة، ويحدث ذلك مرتين في العام.
وترتبط تلك الظواهر الكونية جميعها بالمواسم الزراعية والحصاد ومعايش البشر، ولذا تتزامن كثير من الأعياد والمهرجانات والمناسبات الاحتفالية المختلفة مع وقوع تلك الظواهر ونقاط الوسط بينهما. وتحتفل الأمم المتحدة باليوم الدولي للاحتفال بالانقلاب الشمسي يوم 21 يونيو/حزيران من كل عام.
إيقاعات النوم
قال كوري ويليامز، عالم الأحياء بجامعة ألاسكا فيربانكس، في تقرير لموقع "لايف ساينس" (Live Science) إن العديد من الحيوانات في خطوط العرض الشمالية يمكنها بشكل طبيعي التحكم في دورات النوم والاستيقاظ في ظروف النهار القاسية. وأضاف "هناك حيوانات تتوقف عن النوم لفترة طويلة" وتتخلى عن إيقاعها اليومي المعتاد خلال هذا الوقت من العام.
على سبيل المثال، طيور الرمل شبه المبللة (Calidris pusilla)، وهي طيور الشاطئ الصغيرة ذات اللون البني والأبيض التي تتكاثر فوق الدائرة القطبية الشمالية، لا تتأثر بفترات النهار الطويلة. حيث تتناوب ساعات النوم والاستيقاظ مع رفيق التعشيش طوال اليوم.
وتتجاهل حيوانات الرَنّة (Rangifer tarandus) أيضا غياب دورة الضوء والظلام خلال أشهر الصيف. بدلا من ذلك، تخضع دورات نومها لإيقاع فائق السرعة، مما يعني أنها تنام متى احتاجت لهضم الطعام.
قال ويليامز "إنها تفقد فترة النوم الطويلة التي كانت تحصل عليها في العادة". وأضاف "تأخذ الكثير من القيلولة أثناء النهار بدلا من نوبة نوم واحدة مركزة".
وأوضح ويليامز إن هذا يحدث فقط في الأنواع القطبية، لأن سلوكها لا يتأثر بدورات الضوء والظلام. وخلال هذا الوقت من العام، تُفقد ميزة نشاط الحيوانات في وقت معين من اليوم. على سبيل المثال، البحث عن الطعام في الليل لا يوفر الطاقة أو يوفر الحماية من الحيوانات المفترسة نظرا لضوء النهار طوال الوقت.
ولكن ليس كل الأنواع القطبية تتخلى عن إيقاعها اليومي. على سبيل المثال، تلتزم السناجب الأرضية القطبية (Spermophilus parryii) بجداول نومها طوال العام. وتنسحب إلى جحورها خلال أحلك جزء من النهار في الصيف (والذي لا يزال غير مظلم مثل الشفق) لتوفير الطاقة.
لا يزال العلماء مثل ويليامز يعملون على اكتشاف ما هو مختلف عن الحيوانات القطبية التي تحافظ على إيقاعات نوم متأصلة. قال ويليامز إنه مع ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية، تنتقل الحيوانات إلى خطوط العرض الأعلى، "لذا سيكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف تستجيب الحيوانات التي لم تتعرض للظروف القطبية أثناء تحركها شمالا".