شاهد- قصر القمر.. خطة الصين لبناء مدينة مأهولة على سطح القمر
خلال العقد الماضي، أعلنت الصين مرارا أنها لا تنوي فقط إرسال بشر إلى سطح القمر ليقفوا عليه ثم يعودوا مجددا، بل تطمح لما هو أكثر من ذلك، حيث تعمل على بناء محطة قمرية مأهولة، تتشارك فيها مع عدد من دول العالم، لتصبح فيما بعد مركز انطلاق رحلات الفضاء الأخرى.
لهذا السبب كان فريق بحثي تابع للحكومة الصينية قد بدأ عام 2014 مشروعا جديدا يهدف لخلق ظروف قمرية داخل وحدة مغلقة على الأرض، ثم تصميم هذه الوحدة لتتقبل وجود حياة بشرية لمدة طويلة دون الحاجة إلى إمدادات خارجية، وسميت هذه الوحدة "قصر القمر 1".
اقرأ أيضا
list of 4 itemsشركة بريطانية تحوِّل صخور القمر إلى أكسجين ومواد بناء
مع مهمة "تشانغ إي-5" هل تصبح الصين ثالث دولة تجلب عينات من القمر؟
ميدل إيست آي: تركيا تخطط للوصول إلى سطح القمر بعد عامين
بيئة مستدامة
وفي عام 2017، أنهى هذا الفريق بناء "قصر القمر 1" الذي تكون من 3 قطاعات: الأول والثاني احتويا على منشآت لزراعة النباتات، والقطاع الثالث كان المكان الذي سيسكنون فيه. فكرة قصر القمر هي خلق محيط حيوي مستدام، أي لا يحتاج إلى أي دعم خارجي قادم من الأرض لأطول مدة ممكنة، لأن ذلك مكلف جدا.
لذلك صمم قصر القمر بحيث يحصل ساكنوه على الأكسجين والطعام من النباتات المزروعة فيه، كذلك يعاد تدوير الماء لتنقيته واستخدامه مرة أخرى، وتم استخدام البول والبراز سمادا، بالإضافة إلى ذلك تمكن هذا الفريق من إنماء نوع من الديدان يتغذى على الفطر الذي ينمو على فضلات النبات، واستخدامه لاحقا في الطعام.
وفي عام 2018، دخل 4 متطوعين إلى قصر القمر ومكثوا بالفعل فيه لمدة 110 أيام دون أية حاجة للتعامل مع الخارج، بعد ذلك دخلت مجموعة أخرى إلى القصر لمدة 65 يوما، وفي التجربة الثالثة أمضى فريق آخر مدة 200 يوم داخل قصر القمر. وفي المجمل، قضى الخاضعون للتجارب 370 يوما داخل قصر القمر دون أية حاجة لإمدادات خارجية، ويطمح هذا الفريق إلى إطالة تلك المدة قدر الإمكان مستقبلا.
قوّة ناعمة
في هذه الأثناء، تعمل فرق بحثية أخرى حول العالم على تطوير أفكار لاستخدام الموارد القمرية، فنحن نعرف الآن أن أملاح سطح القمر المعدنية تحتوي على كمٍّ هائل من الأكسجين والسيليكون والماء المثلج، وهي موارد ضرورية لإنشاء حياة مستدامة على سطحه.
لهذا السبب، فإن المهام القمرية الأخيرة -سواء التابعة للصين أو للدول الأخرى- تركز بشكل أساسي على التوصل إلى أدق حساب ممكن لكمية الماء على القمر، وهو ما سيؤثر بالطبع في التكلفة وحجم البنية التحتية المتوقع لإنشاء المدينة أو المستعمرة القمرية.
يأتي ذلك كله على خلفية سباق صيني أميركي بدأ قبل حوالي 3 عقود لتسيّد علوم الفضاء، كنوع من القوة السياسية الناعمة. وقد اختبر العالم صراعا شبيها في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، حينما تنافست الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي حول وضع أول إنسان على سطح القمر.
وحددت إدارة الفضاء الوطنية الصينية هدفا يتمثل في وضع رواد فضاء على القمر بحلول عام 2030، وتم التخطيط لإنشاء قاعدة دائمة لبعض الوقت بعد ذلك، على الأرجح بالقرب من قطب القمر الجنوبي الغني بالجليد.