الكشف عن "أنكيلوصور" له ذيل مدرع قاتل لا مثيل له في أي ديناصور معروف آخر

تمثيل ثلاثي الأبعاد يُظهر منقار الديناصور المدرع المنحني وأطرافه النحيلة وذيله الشبيه بالسعفة (ساينس ألرت، لوكاس جايميز)

اكتشف علماء الحفريات بجامعة تشيلي في سانتياغو بقايا أنكيلوصور "شديد الغرابة" له ذيل مدرع قاتل لا مثيل له في أي ديناصور معروف آخر.

وقد قُدّم هذا الاكتشاف في ورقة بحثية جديدة نشرت بدورية "نيتشر" (Nature) العلمية الشهيرة في الأول من ديسمبر/كانون الأول الجاري، وأظهرت الدراسة أن هذا الديناصور "الغريب جدا" الذي تم اكتشافه حديثا، وجاب تشيلي قبل 75 مليون سنة، وكان مخيفا ومسلحا بسلاح ساحق مكون من ذيل مدرع قاتل وخطير.

وقال ألكسندر فارغاس -الباحث المشارك في الدراسة وعالم الحفريات الفقارية بقسم علم الأحياء في جامعة تشيلي- لموقع "لايف ساينس" (Live Science) "كان من الممكن أن يبدو الذيل كأنه سيف، إنه مسطح للغاية". كان سيبدو قليلا "مثل سيف الأزتك، أو "الماكواهوتل"، وهو سلاح خشبي من الألفية الأولى وله عدة شفرات حادة، وتوجد على جانبيه شفرات أوبسيدية قادرة على إنتاج شفرات حلاقة حديدية أكثر حدة من شفرات الحلاقة الصلبة عالية الجودة.

أعدّ الفريق العلمي السترة الجصية لحماية الحفريات بمنطقة ماغالانيس في باتاغونيا التشيلية (ساينس ألرت)

رحلة الكشف عن الديناصور المرعب

اكتشف علماء الأحافير النوع الجديد غريب المظهر من الديناصورات في حفريات كانت موجودة في وادي "ريو دي لاس تشيناس" بمنطقة ماغالانيس في تشيلي بأميركا الجنوبية، وكان الهيكل العظمي المحفوظ جيدا في صخور العصر الطباشيري -التي يرجع تاريخها إلى ما بين 71.7 مليون و74.9 مليون سنة- مكتملا بنسبة 80%.

وأطلق عليه الباحثون اسم "ستيغوروص إلنجاسين" (Stegouros elengassen)، ويبلغ طوله حوالي مترين، ووصفوه بأنه "غريب"، لأنه مفصلي وعظامه مرتبة من الخصر إلى الأسفل، وكل شيء من الخصر إلى أعلى كان مبعثرا نوعا ما". ووفقا للفريق البحثي، يبدو أن هذا الديناصور طوّر سلاح ذيل كبير على عكس تلك الموجودة في الديناصورات الأخرى، مع حواف مسننة في ترتيب يشبه الأوراق النباتية.

ومن المحتمل أن يكون هذا الديناصور العاشب قد استخدم لصد الديناصورات الصغيرة ذوات الأقدام، والديناصورات الضخمة المفترسة. وبحسب الدراسة، قال الباحثون إن "الديناصورات المدرعة معروفة جيدا بتطورها لأسلحة ذيل متخصصة ومسامير ذيل مقترنة في ستيغوصورات وعصي ذيل ثقيل في أنكيلوصورات متقدمة".

وأضافوا "نحن هنا نصف هيكلا عظميا كاملا شبه مفصلي لديناصور مدرع صغير من أواخر العصر الطباشيري لماغالانيس في أقصى جنوب تشيلي، وهي منطقة مرتبطة بيوجغرافيا بغرب القارة القطبية الجنوبية".

وقال فارغاس "لقد مات الوحش في نهر، ربما بالرمال المتحركة، مما يفسر لماذا نصفه السفلي محفوظ بشكل جيد، على الرغم من أن هذا مجرد تخمين".

وجد علماء الحفريات حوالي 80% من الهيكل العظمي للديناصور (ساينس ألرت، فرانسيسكو هويشاليو)

متى وأين عاش الديناصور المرعب؟

ينتمي "ستيغوروص" -الذي عاش في دلتا تتكون من أنهار متشابكة تشكل جزرا بينها، بالإضافة إلى نباتات مثل السرخس وغابات أشجار "نوثوفاغوس"- إلى "الأنكيلوصورات"؛ وهي مجموعة من الديناصورات العاشبة تشتهر بأجسامها الشبيهة بالدبابات وأطراف الذيل على شكل مضرب، والتي عاشت قبل 70 مليون إلى 66 مليون سنة.

ويقول الباحثون إن الأنكيلوصورات هي من لوراسيا (الكتلة الأرضية الشمالية لما كان في يوم من الأيام شبه القارة العملاقة بانغيا التي دُرست جيدا) ومع ذلك، فإن تلك الموجودة في جنوب غندوانا (الكتلة الأرضية الجنوبية لبانغيا والتي يُعتقد أنها تشمل على الأرجح الأنواع الأولى من الأنكيلوصور) نادرة وغير مفهومة جيدا.

ووفقا للفريق، عاش "ستيغوروص" في غندوانا خلال أواخر العصر الطباشيري (حوالي 71.7 إلى 74.9 مليون سنة مضت). وأظهر تحليل الحفريات أنه يمتلك سلاحا كبيرا للذيل يتكون من 7 أزواج من الرواسب العظمية المفلطحة التي تلتحم معا مثل سعفة عبر الجزء الخارجي من ذيله.

أما بالنسبة لجمجمته، فإن الديناصور له سمات مثل تلك الموجودة في الأنكيلوصورات الأخرى، بما في ذلك رأس كبير منحن بما يتناسب مع بقية الجسم. ومع ذلك، يعتقد الباحثون أن باقي هيكله العظمي بدائي إلى حد كبير، مع بعض الخصائص الشبيهة بالستيغوصور.

وتشتهر الستيغوروصات باحتوائها على صفوف مزدوجة من الصفائح العظمية الكبيرة مثلثة الشكل على ظهورها والذيل الذي ربما تم استخدامه لتنظيم درجة الحرارة.

ووفقا لتحليلات علم الوراثة، كشف الباحثون أيضا عن أن "ستيغوروص" كان مرتبطا بديناصور "كونباراسوروص" من أستراليا وديناصور "أنتاركتوبيلتا" من القارة القطبية الجنوبية القريبة.

وتشتهر "كونباراسوروص" بظهرها المدرع، الذي يشبه في مظهره أرماديلو في العصر الحديث، بينما كان لدى "أنتاركتوبيلتا" مسامير في الجزء العلوي من ظهره.

قصة غير معروفة سابقا

بالإضافة إلى الكشف عن ذيله المسلح، تحكي بقايا الديناصورات قصة غير معروفة سابقا عن تطور الأنكيلوصور، فقد أدى تفكك شبه القارة العملاقة بانغيا خلال العصر الجوراسي (201.3 مليون إلى 145 مليون سنة) إلى اختلافات شديدة بين أنكيلوصور في شبه القارة الشمالية لوراسيا وتلك الموجودة في شبه القارة الجنوبية جندوانا، مثل هذه الأنواع المكتشفة حديثا.

قال فارغاس إنه "من المثير العثور على ديناصور مدرع بذيل لم يسبق له مثيل". وأضاف "هذه سلالة جديدة… سلالة من نصف الكرة الجنوبي طورت نوعا ثالثا من سلاح الذيل".

ووفقا لما قاله مات لامانا -عالم الحفريات الفقارية في متحف كارنيغي للتاريخ الطبيعي في بيتسبرغ والذي لم يشارك في الدراسة- "إنها مجرد مادة استثنائية وديناصور غير متوقع حقا".

المصدر : لايف ساينس + مواقع إلكترونية