السوبرصورس مزدوج الدعامة قد يكون أطول ديناصور مسجل حتى الآن
وفقا لبحث براين كيرتس، عالم الحفريات في متحف أريزونا للتاريخ الطبيعي، فعندما كان السوبرصورس على قيد الحياة منذ حوالي 150 مليون سنة خلال العصر الجوراسي، تجاوز طوله 39 مترا وربما وصل إلى 42 مترا من الخطم إلى الذيل

لطالما كان يُنظر إلى ديناصور السوبرصورس مزدوج الدعامة على أنه أحد أطول الديناصورات، لكن الأبحاث تظهر الآن أن السوبرصورس مزدوج الدعامة قد يفوز بلقب الأطول في العالم بعد أن أصلح العلماء مزيجا أحفوريا وحللوا العظام الجديدة للديناصور طويل العنق.
السوبرصورس (Supersaurus) هو جنس من ديناصورات ديبلودوكسورات الصوروبودا، اكتشف أولا في صخور العصر الجوراسي المتأخر في وسط تكوين موريسون في كولورادو سنة 1972، ثم لاحقا في البرتغال، في بقايا حفريات يرجع تاريخها إلى 153 مليون سنة مضت.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsهل تعرف كم عدد ديناصورات “تي ركس” التي جابت الأرض قديما؟
بمشاركة مغربية.. اكتشاف آثار آخر الديناصورات التي مشت على أرض بريطانيا قبل 110 ملايين عام
كويكب من الحافة الخارجية لحزام الكويكبات هو ما قضى على الديناصورات قبل 66 مليون عام
ومثل الديناصورات الأخرى الطويلة للغاية، فإن السوبرصورس مزدوج الدعامة ديناصور ضخم طويل العنق مع ذيل يشبه السوط.
وقال عالم الحفريات في متحف أريزونا للتاريخ الطبيعي (Arizona Museum of Natural Science)، براين كيرتس الذي يقود البحث، لموقع "لايف ساينس" (Live Science) "هذا هو أطول ديناصور يعتمد على هيكل عظمي لائق"، حيث إن بقايا الديناصورات الأخرى مجزأة، ومن الصعب تقدير أطوالها بدقة.
الاكتشاف الجديد احتاج لما يقرب من 50 عاما
ووفقا لدراسة أجريت عام 2006 في متحف نيو مكسيكو للتاريخ الطبيعي لعينة تعرف باسم سيزسمورس (Seismosaurus)، فقد حطم الحجم الأقصر للسوبرصورس مزدوج الدعامة الرقم القياسي أيضا، وأصبح السوبرصورس أطول من ديبلودوكس، وهو منافس آخر يمكن أن يصل طوله إلى 33 مترا.
ووفقا لبحث كيرتس، فعندما كان السوبرصورس على قيد الحياة منذ حوالي 150 مليون سنة خلال العصر الجوراسي، تجاوز طوله 39 مترا وربما وصل إلى 42 مترا من الخطم إلى الذيل.
وكان الاكتشاف الجديد في طور الإعداد ما يقرب من 50 عاما، وقُدّم البحث الجديد الذي لم يُنشر بعد في مجلة مراجعة من قبل الأقران، عبر الإنترنت في 5 نوفمبر/تشرين الثاني في المؤتمر السنوي لجمعية الحفريات الفقارية.

سلطة عظام
وأشار كيرتس إلى أن أول عينة من سوبرصورس اكتشفت في عام 1972 في مجمع للعظم، وهو خليط من العظم شكّل في الأساس ما يمكن أن نسميه "سلطة عظام"، لذلك، لم يتضح على الفور أي عظام تنتمي إلى هذا الديناصور.
وقد جرى التنقيب عن العظام من قبل جيم جنسن، الذي جمع وأعد الأحافير لجامعة بريغهام يونغ (Bigham Young University) في يوتا، بولاية كولورادو. واكتشف جنسن عظم كتفي يبلغ طوله 2.4 متر – وهما عظمتان مدمجتان تشكلان حزام الكتف في الديناصورات البالغة والزواحف الأخرى.
واحتوى المحجر أيضا على عظام إضافية اعتقد جنسن أنها تنتمي إلى اثنين من ديناصورات الصوروبودا الأخرى.
وفي عام 1985، نشر جنسن دراسة أعلن فيها اكتشاف 3 ديناصورات جديدة من المحجر نفسه، ولكن للأسف لم يكن جنسن عالم حفريات مدربا، وارتكب بعض الأخطاء في تحليله لتلك العينات.
على مر السنين، اكتشف علماء الأحافير -ومنهم كيرتس- أنه تم التعرف على عظامها في الأصل بشكل خاطئ وأنها تنتمي جميعا في الواقع إلى سوبرصورس واحد. ووفرت إعادة التصنيف للديناصورات الثلاثة إنشاء نموذج واحد من سوبرصورس أكثر اكتمالا، وهو أمر مفيد لتقدير طوله.
ومنذ الاكتشاف الأصلي، اكتشف علماء الأحافير الأخرى هياكل عظمية جزئية يُعتقد أنها لسوبرصورس، وبالكشف عن أخطاء السنوات الماضية وجد كيرتس أن العظم الأطول مشوه بالفعل بسبب الشقوق، وهذا ما دفع العديد من العلماء في السابق إلى الاعتقاد بأنها تنتمي إلى جنس آخر من الديناصورات.
كما وجد تشوهات في العظام المنسوبة إلى الديستيلوصور والأجناس الأخرى، وأظهر أن هذه العظام، في الواقع، تنتمي إلى السوبرصورس.
وإضافة إلى ذلك، لم يُعثر على عظام ديناصورات صوروبودا كبيرة بشكل مفرط في مكان قريب. وبدلا من ذلك، عُثر على جميع العظام الكبيرة ذات المظهر المزدوج في جيب واحد من المحجر، ولم تكن هناك أي عظام مكررة (هذا يعني أنه يوجد فقط عظم كتفي أيسر وعظم كتفي أيمن).

أطول ديناصور مسجل
قال كيرتس إن جميع عظام الديناصورات الضخمة لها الحجم نفسه تقريبا، لذا فمن المحتمل أن تنتمي جميعها إلى فرد واحد وهو السوبرصورس. وعندما تم التنقيب في المحجر، أزال الباحثون كتلا كبيرة من الصخور والحفريات ولفوها في سترات من الجبس.
وحدد كيرتس الذي درس بعض هذه العظام غير المدروسة على مر السنين 5 فقرات جديدة للرقبة، وفقرة خلفية جديدة، واثنتين جديدتين من فقرات الذيل، وعانة يسرى.
وساعدت هذه العظام التي حُددت حديثا، كيرتس، في الحصول على تقدير أكثر دقة للأطوال الجديدة لسوبرصورس، بما في ذلك أن رقبته كانت أطول من 15 مترا، وذيله أطول من 18 مترا.
وعلاوة على ذلك، فإن حجم وشكل العظام التي حُددت حديثا، يدعمان فكرة أن جميع العظام الضخمة تنتمي إلى السوبرصورس، بدلا من 3 ديناصورات كبيرة مختلفة.
تجدر الإشارة إلى أن السوبرصورس قد يكون أطول ديناصور مسجل، لكنه ليس الأثقل. فمن المحتمل أن يذهب هذا الشرف إلى تيتانوصور أرجنتينوصوروس الفائق الثقل، الذي يزن ما يزيد على 90 طنا، وكاد يزن ضعف وزن السوبرصورس، كما قال كيرتس.