علماء الفلك يرصدون صداما بين مجرّتين قد ينتهي باختفاء إحداهما
حدثت مواجهة عنيفة شبيهة بين مجرتنا ومجرة غايا إنسيليدوس منذ حوالي 10 مليارات سنة، وأدت إلى انفجار النجوم وظهور مجرة درب التبانة بشكلها الحالي.

رصد علماء الفلك باستخدام مرصد هابل الفضائي Hubble Space Telescope "معركة فضائية" أشبه بمعركة داوود وجالوت، بين مجرة ضخمة ومجرة أصغر منها بكثير، على بعد 220 مليون سنة ضوئية من الأرض.
في تقرير نشرته مجلة "نيوزويك Newsweek" الأميركية، يقول الكاتب روبرت ليا إن إحدى النتائج التي قد يفرزها صراع الجاذبية بين المجرتين، هو أن تتلاشى مجموعة مجرات "إن جي سي 7752" (NGC 7752) وتنصهر نجومها في المجرة الحلزونية الكبرى، وهو شكل من أشكال "التفكك الكوني" الذي يشبه ما حدث سابقا في مجرة درب التبانة.

المجرات الغريبة
تُعرف المجرة الحلزونية الكبرى باسم "إن جي سي 7753" (NGC 7753)، ويقع كلاهما في كوكبة الفرس العظمى constellation of Pegasus. وتبدو المجرة الصغرى متصلة بالمجرة الكبرى، لذلك تم تصنيفهما في "أطلس المجرات الغريبة Atlas of Peculiar Galaxies " التي جمعها عالم الفلك هالتون أرب Halton Arp عام 1966، وأطلق عليها اسم "أرب 86".
اقرأ أيضا
list of 4 itemsما مدى سرعة تمدد الكون؟ المجرات تقدم الإجابة
لماذا تبدو مجموعات المجرات الكونية وكأنها شبكة من الخيوط؟
6 مجرات ميتة في طفولة الكون.. فما أسباب موتها؟
وتتوقع وكالة ناسا NASA أن معركة الجاذبية بين المجرتين ستؤدي في نهاية المطاف إلى تدمير المجرة الأصغر، وانتشار نجومها وغازاتها وغبارها في جميع أنحاء المجرة الكبرى.
وقد يكون انصهار مجرة صغيرة في مجرة عملاقة مشابها لما يعتقد علماء الفيزياء الفلكية أنه حدث سابقا في مجرة درب التبانة، التي كانت تتميز بشكل حلزوني يُشبه مجرة "إن جي سي 7753″، عندما كان عمرها أقل من 5 مليارات سنة. ويعني ذلك أن شكل مجرة درب التبانة حاليا، قد يكون نتيجة للانصهار مع مجرة أصغر حجما، وهي مجرة "غايا إنسيلادوس Gaia-Enceladus".

المواجهة العنيفة
وتشير أبحاث نُشرت بمجلة "نيتشر أسترونومي Nature Astronomy" إلى أن تلك المواجهة العنيفة حدثت منذ حوالي 10 مليارات سنة، وأدت إلى انفجار النجوم بعد حوالي 4 مليارات سنة وظهور مجرة درب التبانة بشكلها الحالي. وقد لا يكون هذا الصدام الأخير في تاريخ مجرة درب التبانة، حيث تسير حاليا في مسار تصادمي مع مجرة المرأة المسلسلة Andromeda.
وعندما يحدث هذا الاصطدام، تقول ناسا إنه سيعيد تشكيل مجرة درب التبانة، وإن الجزء الذي يحتوي الشمس وكوكب الأرض يمكن أن يصبح مكانا مختلفا تماما عما نعرفه اليوم. لكن هذا الاصطدام لن يحدث حسب العلماء إلا بعد 4 مليارات سنة، لأن المسافة بين المجرتين حاليا تبلغ 25 مليون سنة ضوئية.
وحسب الكاتب، فإن هذا النوع من الصدامات المجرية ليس شائع الحدوث في الكون، ويعتقد الباحثون أنها تلعب دورا مهما في التطور الكوني، حيث يؤدي الاصطدام بين المجرات إلى إعادة توزيع الغاز والغبار، مما يُسفر غالبا عن تكوين سحب ضخمة من الغاز وتشكل النجوم.