لغز محيّر.. التلسكوب "هابل" يجد 6 مجرات ميتة في بداية الكون

هناك العديد من الأبواب المفتوحة للأسئلة عن هذه المجرات الست، ويتطلب الأمر المزيد من المراقبة والبحث مستقبلا.

6 مجرات خالية تماما من سحب الهيدروجين البارد المسؤول عن تكوين النجوم الجديدة (ناسا)

تمكن فريق بحثي دولي من العثور على 6 مجرات ضخمة خالية تماما من سحب الهيدروجين البارد المسؤول عن تكوين النجوم الجديدة، والغريب في الأمر أن هذه المجرات تواجدت في وقت مبكر من تاريخ الكون، أي بعد 3 مليارات سنة من نشأته، في وقت كان من المفترض أن تكون كل المجرات نشطة.

وللتوصل لتلك النتائج -التي نشرت في دورية "نيتشر" (Nature) وأعلنت عنها وكالة الفضاء والطيران الأميركية "ناسا" (NASA) المشاركة في الدراسة ببيان رسمي في 22 سبتمبر/أيلول الماضي- استخدم الفريق البحثي بيانات قادمة من التلسكوب الفضائي "هابل" (Hubble)، وكذلك استخدموا مصفوفة مرصد "أتاكاما المليمتري/تحت المليمتري الكبير" المعروف اختصار بـ"ألما" (ALMA).

وبحسب الدراسة، حدد التلسكوب هابل مكان وجود النجوم في المجرات، بينما درس "ألما" -الذي يتكون من مصفوفة بها 66 مرقابا راديويا قطرها 12 مترا و7 أمتار- سحب الهيدروجين البارد، وحدد لعلماء الفلك أين يمكن أن تتشكل النجوم في المستقبل إذا كان هناك وقود كاف.

استخدم الباحثون بيانات تلسكوب "هايل" ومصفوفة "ألما" (غيتي)

مجرات ميّتة

تنشأ النجوم الطفلة في سحب كثيفة من الغاز والغبار الذي يحتوي على كميات هائلة من الهيدروجين الذي يتراكم على بعضه على مدى ملايين السنين، حتّى يكون الضغط والحرارة في مركز هذه الكتلة المتراكمة كافيا، فينشأ تفاعل اندماج نووي بين ذرات الهيدروجين، ويبدأ النجم حياته، والتي قد تستمر لعدة ملايين أو مليارات من السنين.

وبشكل عام، لا توجد مشكلة من أن تكون هناك مجرة ميّتة بالمعنى الفلكي، أي أنها تصل إلى مرحلة تكون خلالها أنهت كل ما تمتلك من الهيدروجين في إنشاء النجوم الجديدة، وهي المرحلة النهائية في حياة أية مجرة، بما في ذلك مجرتنا "درب التبانة" التي قاربت بالفعل على إنهاء محتواها من الهيدروجين.

إعلان

لكن العجيب في الأمر -بحسب الدراسة- أن هذه المجرات تواجدت خلال 3 مليارات عام فقط من نشأة الكون، وفي هذه الفترة كانت الغالبية العظمى من المجرات لا تزال في مرحلة الطفولة وتزخر بالهيدروجين وتولد النجوم الجديدة بها بمعدلات أعلى من الطبيعي.

وإلى الآن، لا يوجد تفسير لهذه الحالة الغريبة، ويفترض الباحثون في دراستهم أن شيئا ما ربما حدث وطرد الهيدروجين إلى خارج المجرة، أو ربما عمل الثقب الأسود في مركزها على تسخينه بسرعة هائلة، فاستُهلك كل الهيدروجين وانتهى الأمر.

وبحسب الدراسة، فإن هناك العديد من الأبواب المفتوحة للأسئلة عن هذه المجرات الست، ويتطلب الأمر المزيد من المراقبة والبحث مستقبلا، عسى أن يساعد كشف سرها يوما ما في تحقيق فهم أفضل لتطور المجرات في كوننا الواسع.

المصدر : ناسا

إعلان