ندوة الإيمان والعلم نحو قمة المناخ العالمية تطالب قادة العالم بالتعاون للحد من الانبعاثات
احتضن مقر دولة الفاتيكان يوم الاثنين 4 أكتوبر/تشرين الأول الجاري ندوة عالمية تحت عنوان "الإيمان والعلم نحو قمة المناخ العالمية (COP 26)" جمعت الخبراء في التغيرات المناخية بالقادة الدينيين من مختلف الأديان، يتقدمهم شيخ الأزهر عن الأمة الإسلامية.
وكان الهدف من تنظيم هذه الندوة التي أشرف عليها بابا الفاتيكان فرانشيسكو هو دعم الجهود العالمية الرامية لمكافحة التغيرات المناخية خاصة أن موعد القمة العالمية للتغيرات المناخية يقترب حيث ستعقد خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsحر وغرق وحرائق وأعاصير وفيضانات.. تغير المناخ يحاصرنا من كل اتجاه
كيف يمكنك المساهمة في الحد من آثار تغير المناخ؟.. 18 خطوة لفعل ذلك
القطار السريع لتغير المناخ.. هل توقفه زراعة 160 مليار شجرة؟
وقد تم في نهاية الندوة إصدار بيان مشترك تلاه بابا الفاتيكان وتم توجيهه لرئيس قمة المناخ الـ26 "ألوك شارما" (Alok Sharma) وإلى وزير الخارجية الايطالي لويجي دي مايو (Luigi Di Maio).
دعوة لرفع سقف الطموحات
وحث رجال الدين المجتمعون، حسبما جاء في البيان الختامي، حكومات دول العالم على الالتزام بالمعاهدات الدولية للحد من انبعاث الغازات الدفيئة في أقرب وقت ممكن لبلوغ نسبة احترار عالمي لا تتجاوز 1.5% مقارنة بالمستوى الذي كانت عليه قبل العصر الصناعي.
ودعا البيان الدول الغنية والمصنِّعة باعتبارها المسؤولة عن التغيرات المناخية، إلى قيادة قطار مكافحة التغيرات المناخية بكل مسؤولية وتقديم المساعدات المالية للدول الفقيرة التي تتحمل أعباء هذه الظاهرة العالمية، بالرغم من أنها ليست مسؤولة عن ذلك.
وطالب المشاركون من حكومات الدول بالعمل من أجل رفع سقف طموحاتها في مسار الحد من انبعاث الغازات الدفيئة، وذلك من خلال تعزيز التعاون المشترك من أجل المرور إلى الطاقة النظيفة والاستغلال المستدام للأراضي.
كما حث البيان رجال الدين على إشراك المؤسسات الدينية ورجالها في التوعية والنقاشات العامة حول البيئة والتغيرات المناخية وغيرها من مواضيع الساعة المتعلقة بالحفاظ على كوكبنا.
شيخ الأزهر: التأثير الروحي للحفاظ على كوكبنا
وأبرز شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب في كلمته أهمية استغلال التأثير الروحي للأديان ووقع الخطابات الدينية في قلوب الناس وعلى صناع القرار أيضا لحملهم على تحمل مسؤولياتهم كاملة تجاه الأزمة المناخية التي يعرفها العالم والمساهمة في نشر الوعي بخطورتها وبالتالي الحد من آثارها.
وأوضح شيخ الأزهر أن تصور الإسلام لمشكلة البيئة وتغير المناخ يتأسس على 3 حقائق إيمانية: الحقيقة الأولى أن الإسلام ينظر للوجود المادي الساكن نظرته للكائنات الحية فالحجر والتراب من مخلوقات الله وهي تسبح بحمده ولكن لا نفقه تسبيحها.
أما الحقيقة الثانية فهي أن الإسلام يرى في الإنسان خليفة الله في أرضه حيث سخر له كل ما فيها وعليها، وحذره من الإفساد فيها بأي وجه من وجوه الفساد التي أخّلت بالنظام البيئي بشكل عام.
والحقيقة الثالثة فهي أن كل أنبياء الله وأوليائه حذروا الناس من الإفساد في الأرض بعد إصلاحها وأن الله يعاقب المفسدين في الدنيا قبل الآخرة.
بابا الفاتيكان: كل إنسان مصيره معلق بإنسان آخر
بدوره، أكد بابا الفاتيكان في كلمته أن الجميع في هذا العالم مرتبط بغيره، فلا أحد من الكائنات الحية مستقل بذاته، والعلم والدين وحتى التقاليد والعادات تؤكد على ذلك.
وأضاف أن الله خلق هذا الكون في انسجام تام وترابط متين وكل كائن متعلق بكائن أو كائنات أخرى، ولذلك فكل موجود هو مكمل للآخر، وهكذا تسير الحياة ولكن باحترام وتقدير، حفاظا على الآخر وعلى خيرات هذا الكوكب.
ومن هذا المنطلق، أوضح البابا أن الحفاظ على خيرات كوكبنا ومكافحة التغيرات المناخية هو عمل جماعي يشترك فيه الكل دون استثناء بدافع الإيمان والعقيدة التي يحملها كل مؤمن في قلبه.
وخلص بابا الفاتيكان إلى الحديث عن دور رجال الدين والمؤسسات الدينية وضرورة انخراطهم الكامل في العمل البيئي، لأن ذلك يعتبر في نظر كل الأديان من صميم الإيمان والتدين، وهو ما يمكن أن يتجسد فعليا خلال قمة المناخ العالمية المرتقبة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.