دراسة حديثة: كوكب المريخ ربما يكون أصغر من أن يحتضن مقومات الحياة
الماء، وهو عنصر ثمين جدا وأساسي للحياة، جزيء يميل بسهولة إلى التطاير والاختفاء في الفراغ الفلكي، وقد خسر منه الكوكب الأحمر الكثير
كشفت دراسة أميركية حديثة أن كوكب المريخ قد لا يكون قادرا أبدا، بالنظر لصغر حجمه، على الاحتفاظ بكمية كافية من المياه والمواد العضوية الأخرى الضرورية ليصير مكانا صالحا للاستيطان البشري وإيواء الحياة، وفق ما نقلت مجلة لوبوان (Le Point) الفرنسية في تقرير.
النظائر الأخف وزنا
وللوصول لهذه الخلاصة، قام القائمون على الدراسة التي نشرت بمجلة بروسينجس أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس الأميركية "بناس" (PNAS) وهم من جامعة واشنطن بقيادة البروفيسور كون وانغ، بتحليل تركيبة حوالي 20 نيزكا مريخيا.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsفي إنجاز غير مسبوق.. ناسا تكشف عن التركيبة الداخلية لكوكب المريخ
عجائب المريخ.. 7 من أوهام الخداع البصري التي حيّرت أذهان البشر
من عرق ودماء ودموع رواد الفضاء ستبنى بيوت المريخ.. حرفيا
واعتمدوا في ذلك على البحث عن نظائر البوتاسيوم في الصخور (ذرات هذا العنصر تتميز فقط بعدد النيوترونات الخاصة بها) لتقييم وفرة المركبات المتطايرة التي تتغير بسهولة من الحالة السائلة إلى الغازية على الكوكب الأحمر.
وفي واقع الأمر، تكون النظائر الأخف وزنا لأي عنصر، بما في ذلك تلك التي تحتوي على أقل عدد من النيوترونات، أكثر قابلية للانتشار في الفضاء من النظائر الأخرى، لذا فإن النظر إلى نسبة كل من هذه النظائر يسمح بتقييم قدرة أي كوكب على الاحتفاظ بهذه العناصر السهلة التطاير.
وقد أظهرت الدراسة أن الماء، وهو عنصر ثمين جدا وأساسي للحياة، جزيء يميل على وجه التحديد بسهولة إلى التطاير والاختفاء في الفراغ الفلكي، وقد خسر منه الكوكب الأحمر الكثير -أكثر بكثير من الأرض- بالإضافة إلى عناصر أخرى لازمة لظهور الحياة.
حجم الكوكب وكتلته
وفي إطار تحقيقاتهم، قام الباحثون أيضا بمقارنة مقياس نظائر المريخ هذا بمثيله بالنسبة للأرض، وصخور مصدرها القمر وكويكب كبير يسمى "فيستا" (Vesta) تتوفر عينات له من خلال نيازك محددة بوضوح، وتوصلوا إلى أن هناك -وفق رأيهم- علاقة واضحة بين التركيب النظائري للبوتاسيوم وحجم النجم المعني.
وتقوم فرضيتهم على أنه بداية تكوين كل هذه الأجسام كانت تحتوي على نفس الكمية من العناصر المتطايرة، باستثناء أنه بداية نشأتها حينما كانت في حالة اندماج كانت ذراتها الأكثر تطايرا قد تبخرت في حين تم الاحتفاظ بشكل جيد إلى حد ما بما تبقى منها بفضل جاذبيتها، أي أنها تعتمد بشكل أساسي على كتلتها.
وباختصار: إذا فشل المريخ في الاحتفاظ بهذه المواد الثمينة والأساسية فذلك لأنه كان كوكبا صغيرا جدا. وإن تم تأكيد هذه النظرية فهذا سيعني أيضا أن حجم الكوكب -وكتلته طبعا- أمران حاسمان في تقييم قابليته للحياة، مما قد يفتح الباب على مصراعيه لمراجعة وتصحيح قائمة الكواكب الأخرى الخارجية المرشحة بشكل جيد لإيواء مظاهر الحياة.