تنظمها إيران وتوزع يوم المولد النبوي.. تتويج 5 من علماء المسلمين بجائزة المصطفى للعلوم والتكنولوجيا
أعلنت مؤسسة المصطفى للعلوم والتكنولوجيا يوم الثلاثاء الماضي 12 أكتوبر/تشرين الأول الجاري فوز 5 علماء مسلمين بجائزة المصطفى للعلوم والتكنولوجيا في دورتها الرابعة.
وتُوّج البروفيسور الإيراني كمران وفا، أستاذ الفيزياء بجامعة هارفارد الأميركية، الذي حصل على الجائزة في مجال الفيزياء النظرية إذ كان وراء تطوير "نظرية إف" (F-Theory) التي تعدّ فرعا من نظرية الأوتار.
الفائز الثاني هو البروفيسور زاهد حسن من بنغلاديش، أستاذ الفيزياء بجامعة برينستون، حصل على الجائزة تكريمًا لأعماله على أشباه معادن ويل فيرميون في مجال فيزياء الكم.
ومن العالم العربي، تُوّج البروفيسور اللبناني محمد الصائغ، أستاذ الطب والمناعة في الجامعة الأميركية ببيروت، وقد حاز الجائزة نتيجة تقديمه علاجات جديدة لتحسين نتائج الطعم الخيفي الكلوي والقلبي، وذلك في مجال الطب.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsانتخب عضوا بالأكاديمية الأميركية للعلوم.. تعرف على نابغة الرياضيات التونسي
حل ألغاز الأنظمة الفوضوية يفوز بجائزة نوبل في الفيزياء لعام 2021
فوز عالمين بجائزة نوبل في الكيمياء 2021 عن ابتكارهما طريقة التحفيز العضوي
وحصل البروفيسور المغربي يحيى تيعلاتي، أستاذ الفيزياء بجامعة محمد الخامس، على الجائزة لإسهاماته في مجال الفيزياء النظرية والجسيمات، وتحديدًا مراقبة الضوء بمراقبة تشتت الضوء والبحث عن أحادي القطب المغناطيسي.
أما الفائز الخامس والأخير في هذه الدورة فهو البروفيسور الباكستاني محمد إقبال شوداري، رئيس المركز الدولي للعلوم الكيميائية والبيولوجية (ICCS) بجامعة كراتشي، حيث حاز الجائزة نتيجة اكتشافه جزيئات جذّابة ذات تطبيقات علاجية في مجال الكيمياء الحيوية العضوية.
وسوف يقام حفل تسليم الجوائز بمقر المؤسسة بالعاصمة الإيرانية طهران، يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول الجاري الموافق لـ12 ربيع الأول 1443 هجرية، تاريخ مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم؛ وذلك ضمن مهرجان علمي يمتد على مدار 3 أيام تتخلله فعاليات علمية وثقافية مختلفة، ستكون مقتضبة بسبب فيروس كورونا.
500 باحث على خط التنافس
كان قد دخل في السباق على جوائز الدورة الرابعة من الجائزة نحو 500 عالم وباحث، قدموا أوراقا وبحوثا علمية، وتأهل منهم للمرحلة النهائية 41 عالما ليُختار في النهاية 5 فائزين.
وحسب شروط الجائزة، لا يمكن للعالم أو الباحث أن يترشح بمفرده بل يجب تقديم الأعمال من قبل الجامعة أو المؤسسات أو المراكز العلمية التي ينتمي الباحثون إليها.
وقال البروفيسور الإيراني كمران وفا، في تعليقه على هذا الفوز للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني "أنا سعيد لاختياري ضمن الفائزين الخمسة لجائزة المصطفى في دورتها الرابعة. أعتقد أن هذه الجائزة تعكس جليا أن البحث العلمي هو مغامرة بلا حدود وبلا نهاية أيضا، كما أن هذه الجائزة هي ملك لجميع الإنسانية".
وعن العمل الذي كان وراء فوزه بالجائزة، قال البروفيسور كمران "يدور عملي حول نظرية الأوتار وهي نظرية أساسية لفهم الطبيعة التي تجمع بين نظرية النسبية العامة لأينشتاين مع ميكانيكا الكم، حيث قمت بتطوير نظرية جديدة عن طريق استبدال الجسيمات النقطية بأوتار ذات أبعاد أعلى".
بدوره، قال البروفيسور اللبناني محمد الصائغ المتوّج بالجائزة في مجال الطب للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني "كان فوزي مفاجئا لي، وأنا أعدّه شرفا كبيرا لشخصي. لقد كان ذلك تتويجا لأعمالي في مجال زرع المناعة البشرية عندما كنت في جامعة هارفارد، أنا اليوم أشتغل في الجامعة الأميركية ببيروت".
من جهته، قال البروفيسور يحي تيعلاتي في تصريحات للجزيرة نت عبر البريد الإلكتروني "أعتقد أن مبادرة مؤسسة المصطفى للعلوم والتكنولوجيا هي مبادرة ممتازة في مسار تشجيع الباحثين العلميين وترقية البحث العلمي في العالم الإسلامي".
وأضاف "تتويجي بالجائزة كأول باحث أفريقي ومغاربي هو أولا تتويج للجامعة المغربية وكذلك للمغرب، وأنا بالطبع سعيد جدا بهذا الإنجاز لأن العمل الذي فزت به اشتغلت عليه على مدى سنوات عدة حيث بذلت فيه مجهودات كبيرة.. أنا أشتغل على العديد من المشاريع البحثية وسأوظف جزءا من مال الجائزة لتمويل هذه المشاريع وفتح آفاق أخرى".
كما تمنى البروفيسور يحي تيعلاتي إنشاء شبكة قوية من الباحثين المسلمين من أجل دعم البحث العلمي وترقيته في الدول الإسلامية وهو الهدف الذي تسعى مؤسسة المصطفى إلى تجسيده على أرض الواقع.
نوبل العالم الإسلامي
تعدّ جائزة المصطفى من أهم وأكبر الجوائز العلمية في العالم الإسلامي والعربي، وأطلقتها عام 2015 مؤسسة المصطفى للعلوم والتكنولوجيا، لتمنحها كل سنتين لأبرز العلماء والباحثين المسلمين سواء داخل العالم الإسلامي أو خارجه.
ويرمي المشرفون على هذه الجائزة إلى دعم البحث العلمي في الدول الإسلامية والتعريف بالعلماء والباحثين المسلمين الذين برزوا في تخصصاتهم سواء داخل العالم الإسلامي أو خارجه. وتمنح الجائزة في 4 مجالات هي: العلوم والتكنولوجيا الحيوية والطبية، وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، وتكنولوجيا النانو، ورابعا فئة بقية العلوم.
وقال محمد سعيد شبيبي عضو فريق الإعلام بمؤسسة المصطفى في تصريح للجزيرة نت عبر الهاتف إن "الجوائز المالية قيّمة جدا، تبلغ 500 ألف دولار في كل فئة وهو مبلغ معتبر سيسهم من دون شك في دفع عجلة البحث العلمي في العالم الإسلامي لأن كثيرا من المتوّجين وهبوا جزءا من أموال الجائزة لتمويل البحوث العلمية".
وأضاف "تمنح الجائزة للعلماء والباحثين المسلمين أينما وجدوا سواء داخل العالم الإسلامي أو في الجامعات العالمية، ونحن نتطلع في المستقبل إلى مشاركة العلماء والباحثين من غير المسلمين المقيمين في الدول الإسلامية".
وعن الجهات المموِّلة للجائزة ومؤسسة المصطفى للعلوم والتكنولوجيا، قال محمد سعيد شبيبي إن "مؤسسة المصطفى لا تتلقى تمويلا من أي جهة حكومية داخل إيران، كما لا نقبل أي تمويل من أي حكومة من خارج البلد وذلك حتى لا نضطر إلى مراعاة سياسة أي بلد".
"نحن نتلقى الدعم المادي من الهبات التي تقدمها بعض الشركات التي تؤمن بضرورة البحث العلمي وأهميته، وهناك الدعم الذي نلقاه من بعض العلماء الذين أسهموا في تمويل الجائزة والخيّرين وكثير من الجهات الاقتصادية، فضلا عن ذلك نتلقى مثلا من شركة الطيران والفنادق التي أجرت خصومات بنسبة 40%".
وسبق أن تُوّج بهذه الجائزة علماء بارزون يتقدمهم البروفيسور التركي أوغور شاهين مخترع لقاح "فايزر" لفيروس كورونا هو وزوجته، وقد حصل على الجائزة عام 2019 في الدورة الثالثة، والبروفيسور عمر ياغي من الأردن الذي يعدّ من أبرز علماء الكيمياء في العالم.