رغم أوجه التشابه بينه وبين الشمس.. لماذا لا يصبح المشتري شمسا ثانية؟
يعتبر النجم المعروف باسم "إي بي إل إم جي 0555-57 إيه بي" (EBLM J0555-57Ab) النجم الأصغر في مجرة درب التبانة، وهو قزم أحمر يبعد حوالي 600 سنة ضوئية، ويبلغ متوسط نصف قطره 59 ألف كيلومتر.
ويعرف هذا النجم بقدرته على دعم اندماج الهيدروجين في نواته، وهي العملية التي تحافظ على احتراق النجم حتى نفاد وقوده. أما فيما يتعلق بنظامنا الشمسي، فهناك جسمان أكبر من هذا النجم الصغير. أولهما الشمس، وثانيهما كوكب المشتري الذي يبلغ متوسط نصف قطره 69.911 كيلومترا.
المشتري والشمس
ونظرا لأنه لا يمتلك كتلة كافية لدمج الهيدروجين مع الهيليوم، فقد تعذر تصنيف كوكب المشتري على أنه نجم، حيث إن كتلته الصغيرة لا تسمح برفع درجة حرارة نواته إلى نقطة الاشتعال النجمي، التي تبدأ عندها الاندماجات النووية للهيدروجين مع الهيليوم، وهي العملية اللازمة للتحول إلى نجم.
وكما أشار تقرير موقع "ساينس ألرت" (Science Alert) في 4 يناير/كانون الثاني الجاري، فإن هناك صفات مشتركة بين المشتري والشمس. حيث تبلغ كتلته 2.5 ضعف كتلة جميع الكواكب الأخرى مجتمعة. كما أنه ذو كثافة منخفضة نظرا لطبيعته الغازية، حيث تقدر كثافته بـ1.33 غرام لكل سنتيمتر مكعب بينما تقدر كثافة الشمس بـ1.41 غرام لكل سنتيمتر مكعب.
أضف إلى ذلك التشابه في الكتلة التركيبية حيث تتكون الشمس من 71% هيدروجين و27% هيليوم، وتتكون النسبة المتبقية من كميات ضئيلة من عناصر أخرى. أما كوكب المشتري فيتكون من 73% هيدروجين و24% هيليوم.
هل المشتري نجم فاشل؟
هناك فئة مختلفة تقع في الفجوة ما بين تصنيف النجوم والكواكب، ألا وهي "النجوم الفاشلة"، أو ما يسمى بـ"الأقزام البنية". وقد أظهرت العديد من الأبحاث أن النجوم البنية التي اكتشفت بحلول عام 1995 كانت قد تشكلت تماما بالآلية نفسها التي تتشكل بها النجوم. إلا أنها فشلت في تحقيق شرط امتلاك كتلة كافية تدعم عمليات الاندماج الحرارية في اللب، وذلك بسبب حرق الديوتيريوم وانكماش اللب.
تختلف آلية تشكل الكواكب اختلافا جذريا عن الآلية التي تتشكل عبرها النجوم. حيث تتشكل النجوم عندما تنهار عقدة كثيفة من مادة في سحابة جزيئية (سحب تتألف من الهيدروجين والغبار الكوني) بفعل جاذبيتها الخاصة؛ لتشكل مجموعات جزئية تسمى بالنجوم الأولية.
ومع نمو كتلة النجم الأولي، وبالتالي جاذبيته يتم ضغط نواته الصغيرة بشكل محكم؛ مما يؤدي إلى ارتفاع كبير في درجة الحرارة، واشتعال اللب؛ لينطلق بذلك الاندماج النووي الحراري. وبمجرد أن يتكون النجم تبدأ عملية تكوين الكواكب من بقايا السحب الجزيئية المنهارة. وهكذا يمكن تفسير أوجه التشابه ما بين المشتري والشمس بأنه قد تكون من سحابة الغاز الجزيئي نفسها التي تكونت منها الشمس.
وبالرغم من تنامي كتلة المشتري لتبلغ ما يقدر بـ318 ضعفا من كتلة الأرض؛ إلا أنها لم تبلغ الكتلة اللازمة بالمقارنة مع كتلة الشمس، حيث تقدر كتلته بـ1 بالألف من كتلة الشمس فقط، وهي قيمة صغيرة جدا لا تسمح بانصهار الهيدروجين في اللب مما يرجعه في نهاية الأمر إلى خانة النجوم الفاشلة.