أعاصير استوائية متوالية على المحيط الأطلسي قد تجعل 2020 العام الأسوأ
عندما تشكلت العاصفة الاستوائية ويلفريد في 18 سبتمبر/أيلول الجاري، كان المركز الوطني للأعاصير بالولايات المتحدة (National Hurricane Center) قد استنفد قائمة أسماء العواصف للمرة الثانية فقط منذ بدء التسمية في عام 1950. وفي غضون ساعات، تشكلت عاصفتان أخريان تعرفان الآن باسم ألفا وبيتا.
موسم لم ينته بعد
في مقال لها على موقع "ذي كونفرسيشن" (The Conversation) بتاريخ 18 سبتمبر/أيلول الجاري استعرضت الكاتبة كيمبرلي وود الأستاذ المساعد للأرصاد الجوية بجامعة ولاية مسيسيبي (Mississippi State University) أسباب ارتفاع أعداد وشدة الأعاصير هذا العام.
تقول كيمبرلي إن "الأكثر إثارة للدهشة هو أننا وصلنا إلى العاصفة الاستوائية الـ 23 لهذا العام، بيتا، وهذا أبكر بأكثر من شهر مقارنة بعام 2005، العام الآخر الوحيد المسجل للعديد من العواصف المسماة".
مع ذلك، فإن موسم أعاصير المحيط الأطلسي لعام 2020 لم ينته بعد. ومع العواصف الجديدة، تحول المتنبئون من القائمة الأبجدية لأسماء الأشخاص إلى أحرف الأبجدية اليونانية. وفي موسم 2005، شهدنا 6 عواصف من الحروف اليونانية، تنتهي بزيتا.
إذن، ما سبب نشاط المحيط الأطلسي هذا العام؟ تقول كيمبرلي "كان علماء الأرصاد الجوية مثلي يتابعون بعض الاختلافات المهمة، بما في ذلك العديد من العواصف الاستوائية التي تشكلت بالقرب من الساحل الأميركي".
ما سبب كثرة الأعاصير المدارية؟
عندما يوجد اضطراب -كتلة كبيرة من السحب الحملية أو العواصف الرعدية- فوق المحيط الأطلسي، فإن بعض الظروف الجوية ستساعده في التحول إلى إعصار استوائي.
ويساعد الماء الدافئ والكثير من الرطوبة على اكتساب الاضطرابات للقوة. ويؤدي عدم الاستقرار إلى تمكين طرود الهواء من الارتفاع لأعلى والاستمرار في تكوين عواصف رعدية.
وهذا العام، كانت درجات حرارة سطح البحر أعلى من المتوسط عبر جزء كبير من المحيط الأطلسي وكان قص الرياح أقل من المتوسط، وهذا يعني أنه كان أكثر ملاءمة من المعتاد لتكوين الأعاصير المدارية.
وربما يكون لـ "النينيا La Niña" أيضا علاقة بها. وظاهرة النينيا هي عكس ظاهرة النينيو El Niño – تحدث عندما تكون درجات حرارة سطح البحر في شرق ووسط المحيط الهادئ أقل من المتوسط.
ويؤثر هذا التبريد على أنماط الطقس في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأماكن أخرى، بما في ذلك إضعاف قص الرياح في حوض المحيط الأطلسي.
وفي أوائل سبتمبر/أيلول الجاري، قررت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي "NOAA" (National Oceanic and Atmospheric Adminstation) أننا دخلنا في نمط مناخ "La Niña".
وقد كان هذا النمط يتراكم منذ أسابيع، لذلك كان من الممكن أن تكون هذه الظروف الشائعة قد ساهمت في مدى ملاءمة المحيط الأطلسي للأعاصير المدارية هذا العام.
منعطف قبالة الساحل الأميركي
وضربت 4 أعاصير ساحل الولايات المتحدة هذا العام -حنا، وإساياس، ولورا، وسالي- وهو أكثر من المعتاد في هذه المرحلة من موسم الأعاصير. لكننا لاحظنا أيضا العديد من العواصف الاستوائية قصيرة العمر التي كان لها تأثير أقل.
وعندما يتطور الإعصار المداري من اضطراب يتشكل فوق أفريقيا، فإن أمامه الكثير فوق المحيط مع مساحة للتنظيم واكتساب القوة. لكن هذا العام، تشكلت عواصف عديدة في أقصى الشمال، أقرب إلى الساحل الأميركي.
وقد جاء معظمها من الاضطرابات التي لم تكن واعدة للغاية حتى انتقلت فوق تيار الخليج (Gulf Stream)، وهو تيار محيطي كبير يحمل الماء الدافئ من خليج المكسيك حتى الساحل الشرقي إلى شمال المحيط الأطلسي.
وتحتاج الأعاصير المدارية لتتشكل عادة إلى درجات حرارة أعلى من درجة حرارة سطح البحر وتزيد على 80 درجة فهرنهايت "26.6 درجة مئوية"، ويمكن أن تساعد المياه الدافئة على طول تيار الخليج في حدوث الاضطرابات بالأعاصير المدارية.
ونظرا لأن هذه العواصف الاستوائية كانت بالفعل بعيدة إلى حد ما في الشمال، لم يكن لديها الكثير من الوقت لاكتساب القوة.
ولم يدرس خبراء الأرصاد الجوية بعد سبب تشكُّل العديد من العواصف بهذه الطريقة هذا الموسم، ولكن من المحتمل أن يكون ذلك بسبب مياه المحيط الأطلسي الأكثر دفئا من المعتاد وموقع تيار الخليج.