العواصف الجامحة لكوكب المشتري تكشفها صورة جديدة لتلسكوب هابل

موقع تلسكوب هابل الفضائي ينشر صورة جديدة تظهر التغيرات في الطقس الجامح المتطور للكوكب العملاق (ناسا-إيسا)

كوكب المشتري المهيب الأخ الأكبر المحارب لنظامنا الشمسي يُظهر أفضل جانب له، وكل جانب هو أفضل جانب لهذا الكوكب الفريد.

لكن صورة جديدة حادة من تلسكوب هابل الفضائي Hubble Space Telescope نشرها موقع التلسكوب في الـ17 من سبتمبر/أيلول الجاري تظهر الطقس الجامح المتطور للكوكب العملاق كاشفة عن تغيرات قصيرة وطويلة المدى.

البقعة الحمراء العظيمة

في النصف الشمالي منه يمكن أن تشير السحب المضطربة إلى تشكيل عاصفة دوامة جديدة، فيما بالجنوب يبدو أن عاصفة طويلة العمر نحو نصف حجم البقعة الحمراء العظيمة يتغير لونها ببطء من الأبيض إلى الأحمر.

وإذا لم يكن ذلك كافيا فعلى اليسار لدينا أيضا قنبلة ضوئية من القمر الجليدي أوروبا، أحد أهداف البحث عن حياة خارج كوكب الأرض.

أما البقعة الحمراء العظيمة (Great Red Spot) أشهر عواصف كوكب المشتري -وهي الميزة الأكثر لفتا للنظر في هذه الصورة الجديدة- فهي عاصفة هائلة حقا تدور عكس اتجاه عقارب الساعة، ويعتقد أنها كانت موجودة منذ 350 عاما على الأقل.

في العقود القليلة الماضية يبدو أن البقعة الحمراء العظيمة آخذة في الانكماش، وهو لغز كان يحير العلماء، لكنها لا تزال ضخمة، حيث يبلغ عرضها حاليا 15 ألفا و800 كيلومتر.

إعلان

وهذا أقل من 16 ألفا و350 كيلومترا في عام 2017، لكنها لا تزال أكبر بكثير من قطر الأرض البالغ 12 ألفا و742 كيلومترا، وفي الآونة الأخيرة تباطأ انكماش البقعة الحمراء العظيمة، لكنه لم يتوقف تماما.

في الآونة الأخيرة تباطأ انكماش البقعة الحمراء العظيمة لكنه لم يتوقف تماما (ناسا-إيسا)

عاصفة "بي إيه البيضاوية"

تحت البقعة الحمراء العظيمة مباشرة عاصفة تسمى "بي إيه البيضاوية" (Oval BA)، إنها أصغر بكثير من هذه البقعة، لكنها رائعة تماما بحد ذاتها، وقد تشكلت في أواخر التسعينيات من 3 عواصف أصغر كانت مستعرة لمدة 60 عاما، واشتدت منذ ذلك الحين.

ومن المثير للاهتمام أنها بدأت حياتها المدمجة حديثا كعاصفة بيضاء، ثم في عام 2006 لاحظ العلماء أنها كانت تغير لونها لتتحول إلى اللون الأحمر مثل ابنة عمها الأكبر، لكنها لم تبق على هذا النحو، فقد تلاشى اللون المكتسب عائدا إلى اللون الأبيض على مدار بضع سنوات.

لكن صورة هابل الجديدة تكشف أن اللون الأبيض لم يكن دائما أبيض، ويبدو أن "بي إي البيضاوية" تتحول إلى اللون الأحمر مرة أخرى.

وسوف يكون هذا شيئا رائعا يجب مشاهدته في المستقبل، لتحديد ما إذا كان هناك أي سبب وراء هذه التغييرات اللونية، ولكن من المحتمل أن تمر سنوات عديدة قبل أن يتم تمييز النمط.

عاصفة وليدة

وفي النصف الشمالي من كوكب المشتري عند خطوط العرض الوسطى ظهرت عاصفة بيضاء شديدة السطوع، تتحرك بسرعة حوالي 560 كيلومترا في الساعة متبوعة بعمود، والعواصف على كوكب المشتري تأتي وتذهب طوال الوقت، لكن هذه العاصفة تبدو مختلفة.

وهناك كتل إعصارية صغيرة ومظلمة -تدور عكس اتجاه عقارب الساعة- تأتي خلفها، مغروسة في العمود، لم نر هذه من قبل، ويعتقد العلماء أنها قد تكون عاصفة وليدة طويلة العمر، مثل البقعة الحمراء العظيمة و"بي إيه البيضاوية" في الجنوب.

ومن المؤكد أن هناك الكثير الذي ينتظر علماء الكواكب ليغوصوا فيه وهم يحاولون فهم جو كوكب المشتري الجامح والذي لا يمكن التنبؤ به، لكنه أيضا تذكير مذهل بجمال وروعة ركننا الصغير من الكون.

إعلان
المصدر : الصحافة الأسترالية

إعلان