اكتشاف فئة جديدة وغريبة من الانفجارات الكونية
في دراسة حديثة قام العلماء بتصنيف وتفسير نوع جديد وغريب من الانفجارات الكونية بعد تحليل نتائج مراقبة انفجارين غريبين لنجوم من فئة المستعر الأعظم تم رصدهما في مجرتين مختلفتين عامي 2016 و2018.
وأجرى الدراسة علماء الفلك في جامعة نورث ويسترن الأميركية والمركز الوطني للرصد الراديوي، ونشرت في دورية "أستروفيزيكال جورنال ليترز" في عددها الصادر يوم 26 مايو/أيار الماضي.
وتمت المراقبة الفلكية للانفجارين في مركزين مختلفين، هما مرصد المركز الوطني للرصد الراديوي التابع لمؤسسة العلوم الوطنية، ومرصد تشاندرا للأشعة السينية التابع لناسا.
واستهدفت الدراسة -التي استغرقت نحو عامين- معرفة طبيعة الانفجارين اللذين كان يعتقد أنهما ناجمان عن كائن غريب، وقد توصلت نتائج الدراسة إلى أن الانفجارين يشكلان نوعا جديدا من الانفجارات الكونية.
بداية الاكتشاف
بدأ الاكتشاف عندما رصد العلماء انفجارا غير عادي في عام 2018 بفعل كائن غريب أظهر خصائص وسلوكا غير متوقع.
وفسر العلماء الحدث بداية بأنه انفجار لنجم في مرحلة المستعر الأعظم، لكن كانت هناك بعض الاختلافات الغريبة التي تختلف عن الطبيعة المعروفة لهذا النوع من الانفجارات، حيث كان الكائن الغريب ساطعا بشكل لا يصدق في البداية، لكن بعد ذلك تلاشى في غضون أيام قليلة، حيث كان الإشعاع الراديوي للجسم ساطعا مثل انبعاثات أشعة غاما، لدرجة أن الباحثين اعتقدوا في البداية أنهم ارتكبوا خطأ.
وفي هذا الصدد، قالت رافايلا مارجوتي -من جامعة نورث ويسترن- المؤلفة المشاركة في إحدى الدراسات التي تفحص الأنواع الجديدة من الانفجارات "استغرق الأمر ما يقارب عامين لمعرفة ما كنا ننظر إليه لمجرد أنه كان غير عادي".
ثم بدأ الباحثون في النظر في انفجارين آخرين حدثا عامي 2016 و2018 وأظهرا خصائص غير عادية مماثلة، وذلك بحثا عن تفسير لهذين الانفجارين أيضا.
تفسير ظاهرة الكائن الغريب
من خلال التحليلات والمحاكاة الحاسوبية لبيانات المراقبة أدرك الباحثون أن ما يبعثه هذا الكائن له خصائص مشتركة مع الانفجارات النجمية المعروفة، كما أنه ذو خصائص وسمات مختلفة وغريبة جعلتهم يعتبرونها فئة جديدة من الانفجارات تختلف عن أي فئة أخرى.
وأطلق الباحثون على هذه الفئة الجديدة من الانفجارات تسمية "الضوء الأزرق العابر سريعا" (Fast Blue Optical Transient)، حيث تطلق هذه الكائنات الغريبة تدفقات أسرع من المواد وذات كتلة أكبر.
وتبدأ هذه الظاهرة أولا بنفس الطريقة التي تنفجر بها بعض المستعرات العظمى وأشعة غاما، ثم تصطدم موجة الانفجار بالمادة السميكة القريبة من النجم، وتتسبب في انفجار الضوء المرئي الساطع بعد وقت قصير من الانفجار، وهو ما جعل الفلكيين يسمون هذه الانفجارات "الضوء الأزرق العابر سريعا".