بمشاركة مغربية.. اكتشاف خصائص كوكب خارج المجموعة الشمسية

ساهم الباحثون في المرصد الفلكي أوكايمدن في المغرب بشكل فعال في هذه الدراسة (مرصد أوكايمدن)

تمكن فريق من الباحثين من مختبر فيزياء الطاقات العالية والفيزياء الفلكية من جامعة القاضي عياض ومرصد أوكايمدن، بالتعاون مع باحث من مختبر تابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) وباحث من جامعة هارفارد بالولايات المتحدة، من الكشف عن خصائص الغلاف الجوي لكوكب خارج المجموعة الشمسية.

وقال زهير بن خلدون مدير مرصد أوكايمدن للرصد الفلكي التابع لجامعة القاضي عياض بمراكش، في حديث للجزيرة نت، إن "هذه أول مرة يستطيع فيها فريق بحث مغربي اكتشاف خصائص الغلاف الجوي للكواكب الموجودة خارج المجموعة الشمسية".

وبحسب بن خلدون، فإن "الهدف من الدراسة المعنية هو محاكاة قدرة التلسكوب الفضائي جيمس ويب (JWST) على كشف المؤشرات الحيوية في الغلاف الجوي لنظام كواكب خارجية، تم اكتشافها مؤخرا بمشاركة مرصد أوكايمدن".

الماء في الغلاف الجوي

وركزت الدراسة على واحد من نوع محدد من الكواكب الخارجية یسمى بـ"سب نبتون" (Sub-Neptune) -أو "ما دون نبتون"- وتتمیز هذه الكواكب بخصائص یمكن أن تجعل منها وسطا ملائما لوجود الماء في الحالة السائلة مما یجعل من دراستها أمرا مهما، حسبما أوضحت جميلة شوقر باحثة الدكتوراه في مختبر فيزياء الطاقات العالية والفيزياء الفلكية التابع لجامعة القاضي عیاض بمراكش، والتي تدرس "الغلاف الجوي للكواكب الموجودة خارج النظام الشمسي".

إعلان

وتقول جميلة "نهدف في هذه الدراسة إلى الكشف عن البنیة الكیمیائیة والحراریة للغلاف الجوي لهذه الكواكب، للكشف عن مكوناته الكیمیائیة بما فیها تلك الضروریة للحياة، وأيضا تغیرات درجاته الحراریة، بما یعطینا فكرة عما إذا كانت هذه الكواكب توفر ظروفا ملائمة للحياة أو لا".

ويقول زهير بن خلدون "من حسن حظها أن جاء هذا الاكتشاف الجديد الذي استطاعت أن تطبق عليه تلك النماذج التي تشتغل عليها، وهذا مهم بالنسبة لها وسيكلل أطروحتها بنجاح".

ويتكون فريق البحث في هذه الدراسة من اثنين من طلبة الدكتوراه وأستاذين باحثين من مختبر الفيزياء العالية الطاقة والفيزياء الفلكية بجامعة القاضي عياض ومرصد أوكايمدن، إضافة إلى باحث من مختبر تابع لوكالة ناسا، وآخر تابع لجامعة هارفارد.

الدراسة توفر أرضية علمية وقاعدة بيانات سينطلق منها فريق تلسكوب "جيمس ويب" (ويكيبيديا)

قاعدة بيانات "جيمس ويب"

وجاء في البيان الصحفي الذي نشره فريق البحث المغربي بجامعة القاضي عياض ومرصد أوكايمدن: "نتوقع أن توفر هذه النتائج تنبؤات مفيدة للمجتمع العلمي، قد تقترح استخدام المنظار الفضائي جيمس ويب للكشف عن جو هذه الكواكب".

ويؤكد زهير بن خلدون مدير مرصد أوكايمدن أن "هذه الدراسة توفر أرضية علمية وقاعدة بيانات سينطلق منها فريق تلسكوب (جيمس ويب) الذي يتكون من عدة فرق دولية متنوعة من وكالات الفضاء، لبرمجة الكواكب والنجوم التي ستراقب بواسطة التلسكوب لسنة 2021 بمعطيات علمية دقيقة".

وأضاف بن خلدون -في حديث للجزيرة نت عبر الهاتف- "هذا الاكتشاف يعد سابقة بالنسبة لفريق بحث مغربي يقوم بدراسة الغلاف الجوي للكواكب الموجودة خارج المجموعة الشمسية.

الدراسة ركزت على أحد الكواكب الخارجية من المجموعة التي تسمى بـ"سب نبتون" أو "ما دون نبتون" (ناسا)

وتشير نتائج الدراسة المنشورة في دورية "مانثلي نوتيسز أوف ذا رويال أسترونوميكال سوسيتي" بتاريخ 2 مايو/أيار الماضي، إلى أن كواكب نبتون الصغيرة الواقعة خارج المجموعة الشمسية قد تكون كواكب مائية خلافا لكواكب الأقزام الغازية.

ويمكن لبعض كواكب نبتون الصغيرة أن تكون أهدافا رئيسية للرصد عبر المنظار الفضائي جيمس ويب.

ويقول بن خلدون "نحن ننتظر بفارغ الصبر إطلاق تلسكوب جيمس ويب الذي سيحدث ثورة في معرفتنا بالكواكب الخارجية على وجه الخصوص، حيث سيسمح لنا مراقبة نظام كوكب TOI-270 الذي خضع للبحث في هذه الدراسة بواسطة هذا التلسكوب، لتأكيد النتائج التي حققناها".

إعلان
المصدر : الصحافة البريطانية

إعلان