آثار أقدام عمرها 20 ألف سنة تغير أفكارنا عن سلوك الإنسان القديم
شادي عبد الحافظ
تمكن فريق بحثي من جامعة "تشاتام" الأميركية من استخدام آثار أقدام خاصة بمجموعة قديمة من البشر، في عصر ما قبل الحضارة، لفهم قوانين تقسيم العمل في تلك الفترة، والآلية التي استخدموها للبحث عن الغذاء.
قوالب سحيقة
وجاءت النتائج، التي نشرت في 14 مايو/أيار الجاري بدورية "نيتشر ساينتفك ريبورتس"، لتقول إن عمر هذه المجموعة من آثار الأقدام قد يصل إلى 19100 سنة مضت، وجدت في منطقة "أنجار سيرو" التنزانية، إلى جوار بحيرة ناترون شمالي البلاد.
ويرجع العلماء في نطاق علم الآثار بقاء أثر تلك الأقدام إلى الآن إلى أحد البراكين القريبة التي انفجرت في تلك الفترة، امتزجت المواد الخارجة من هذا البركان مع الوحل فصنعت قالبا جاهزا مرت عليه مجموعة البشر تلك بينما ما زال طريا، ثم تجمدت هذه المادة إلى صخور وبقيت كما هي.
قام الفريق البحثي بفحص مدى عمق آثار تلك الأقدام -وعددها 408 في 14 مسارا منفصلا- ومساحتها على الأرض، ثم مقارنتها بمتوسط آثار أقدام بشر يعيشون الآن، الأمر الذي أشار إلى أنها كانت مجموعة من 14 امرأة ورجلين وطفل.
تقسيم العمل
وبحسب الدراسة، فإن هذا الاكتشاف يشير إلى أن البشر في تلك العصور السحيقة كان لديهم قوانين لتقسيم العمل على أساس الجنس، المجموعة كانت بالأساس من النساء يمشين معا في اتجاه واحد، مما يعني أنهن يبحثن عن الطعام.
أما بالنسبة لوجود الرجلين مع تلك المجموعة فقد فسرته الدراسة على أنه عنصر أمني، أو ربما ساعدا المجموعة في بعض الأمور التي تستلزم تدخل جهد بدني أكبر، وبالنسبة للطفل فقد كان في ذيل المجموعة، أي أنه لم يساهم في الجمع.
في تلك الفترات من تاريخنا كان البشر يعتاشون بطريقة الجمع والالتقاط، أي أنهم كانوا يبحثون عن الطعام الذي يكفيهم يوما بيوم، ويتنقلون من موضع إلى آخر كلما شحت المصادر، على عكس المجتمعات التي تعمل بالزراعة واستئناس الحيوانات، السلوك الذي دعا معظم البشر للاستقرار في فترات لاحقة.
ليست المرة الأولى التي تكتشف فيها آثار أقدام بمنطقة أنجار سيرو التنزانية، ففي محيط هذه الآثار وجدت مجموعتان سابقتان في عامي 2008 و2016، لكنها المرة الأولى التي تستخدم تلك الآثار لفهم هذا الجانب من سلوك البشر في تلك الفترة من تاريخنا.