تناقلها الشارع ووسائل الإعلام.. هل سيضرب مصر إعصار غير مسبوق؟
الصغير الغربي
يتداول الشارع ووسائل الإعلام في مصر احتمال تعرض البلاد لإعصار شديد غير مسبوق قد يؤثر على كامل البلاد في الأيام القادمة، فما مدى صحة ذلك؟ وما علاقته بالتغيرات المناخية؟
رغم أن طقس مصر يوصف عادة -كما في أغلب دول المنطقة- بالعبارة الشهيرة "حار صيفا وممطر شتاء"، فإن ما شهدته في الآونة الأخيرة دفع بهيئة الأرصاد المصرية إلى تشكيل فريق عمل لدراسة المناخ المصري المتغير.
تقلبات جوية فوق مصر
فقد شهدت مصر ومنطقة الشرق الأوسط في الأشهر القليلة الماضية العديد من التقلبات الجوية التي أدت إلى هطول الأمطار بكميات غير معتادة، مثل التي شهدتها القاهرة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تلتها سيول اجتاحت الأودية الصحراوية في مرسى علم في نوفمبر/تشرين الثاني.
ثم أعقبتها تقلبات جوية شتوية هامة في شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط، يربطها البعض بما يشهده العالم من ظواهر مناخية متطرفة كالجفاف والفيضانات والأعاصير.
وتتناقل وسائل الإعلام المختلفة منذ يوم الاثنين الماضي تحذير هيئة الأرصاد الجوية المصرية من تعرض البلاد لشبه إعصار أو ما يعرف بالمنخفض المداري، حيث ستشهد البلاد منخفضا جويا شديدا وتقلبات جوية تبدأ الخميس.
وحسب البيان الذي أصدرته حول حالة الطقس المتوقعة على البلاد، قالت الهيئة إنه من المنتظر أن تتعرض البلاد لحالة شديدة مـن عدم الاستقرار في الأحوال الجوية، اعتبارا مـن يـوم الخميس الموافق 12 مارس/آذار وحتى يوم السبت الموافق 14 من الشهر نفسه.
ويقول البيان إن السواحل الشمالية لمصر ستشهد سقوط أمطار غزيرة تمتد إلى مدن القناة وخليج السويس، وتصل حد السيول فوق سيناء وخليج السويس ومناطق من سلاسل جبال البحر الأحمر وجنوب البلاد.
وسيصاحب هذه التقلبات انخفاض في الحرارة ورياح مثيرة للأتربة في العديد من المناطق تصل حد العاصفة في جنوب البلاد، مما سيؤدي إلى اضطراب في حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر والبحر المتوسط.
شرق ليبيا وشمال السعودية وبلاد الشام
هذه التقلبات المنتظرة ستشمل حسب المواقع العالمية المختصة في تنبؤات الطقس وهيئات الأرصاد في كل من الأردن وفلسطين والسعودية، إضافة إلى مصر ومناطق شرق ليبيا وبلاد الشام.
فمن المتوقع أن تنتقل التقلبات التي ستشهدها سواحل ليبيا ومناطقها الشرقية الأربعاء تدريجيا نحو الشرق وتزداد شدتها في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية لمصر في اليوم الموالي.
وسيشهد الأردن وفلسطين ولبنان ومناطق من سوريا والعراق وشمال السعودية هذه التقلبات بعد أن تنخفض حدتها بداية من يوم الجمعة صباحا.
لكن هل هذه التقلبات هي نتيجة للتغيرات المناخية التي تعيشها الأرض؟ لا بد هنا من التذكير بأن التغيرات المناخية هي تغيرات تحصل على مدى بعيد وتؤثر على منطقة معينة، وهي مختلفة عن التقلبات الجوية التي نشهدها في حياتنا اليومية.
وقد شهدت المنطقة خلال العقود الماضية العديد من هذه التقلبات، تمثلت في موجات من الحرارة غير المعتادة أو في رياح شديدة وأمطار غزيرة وسيول دون أن يكون لها رابط بالتغيرات المناخية.
من ناحية أخرى، تشير الدراسات العلمية إلى أن هناك فعلا تغيرات مناخية على المدى الطويل في منطقة البحر الأبيض المتوسط الذي "ستتركز فيه جميع الظواهر المتطرفة مثل الأمطار الغزيرة والجفاف وموجات الحرارة وارتفاع منسوب مياه البحر"، كما يقول روبرت فوتارد، عالم المناخ الفرنسي ومدير الأبحاث في المركز الوطني للبحوث المناخية.
ويضيف فوتارد في حديث لإحدى وسائل الإعلام أن "الأمطار الغزيرة ستزيد بنسبة 20% لكن إجمالي التراكم سينخفض". ولا يبدو هطول الأمطار في فصلها شيئا خارجا عن المألوف، لكن تواتر هطولها بغزارة غير معهودة على مدى طويل قد يؤشر على تغيرات مناخية في المنطقة.