علوم المحيطات.. النرويج تتصدر عالميا والكويت الأولى عربيا
اعتبر التقرير الدولي الثاني حول علوم البحار والمحيطات الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونيسكو" (UNESCO) يوم 14 ديسمبر/كانون الأول الجاري أن نقص التمويل المالي يعتبر من بين أهم المشاكل التي تحول دون تقدم البحوث العلمية في هذا المجال، على رغم من تزايد عدد تلك البحوث مقارنة بالإحصائيات المسجلة في التقرير السابق الصادر عام 2017.
ورغم الدور الكبير الذي تلعبه المحيطات والبحار في الحفاظ على حياة كوكبنا باعتبارها تساهم في التخفيف من حدة التغيرات المناخية وتمد كوكبنا بالأكسجين، فإن اهتمام الحكومات بالبحوث في المحيطات والبحار لا يزال ضعيفا وبعيدا عن الطموحات العالمية من أجل الحفاظ عليها.
ثلث سفن البحث أميركية
وحسب التقرير الذي أعدته لجنة المحيطات لما بين الحكومات (Intergovernmental Oceanographic Commission /IOC)، فإن حكومات الدول لا تخصص من ميزانياتها الموجهة للبحوث العلمية سوى 1.7% لمجال العلوم البحرية.
وأشار التقرير إلى أن المشكلة التي تواجه الكثير من دول العالم في هذا المجال هي افتقادها سفن البحث العلمي، وإنْ وجدت فهي تعمل على نطاق ضيق في غالب الأحيان يكون على المستوى الوطني فقط.
وتوجد في العالم حوالي 924 سفينة بحث في علوم المحيطات، ثلثها (367 سفينة) تعود ملكيتها للولايات المتحدة، كما أن 50% فقط من المجموع العالمي لهذه السفن يعمل على النطاق الدولي، وهو ما يضعف الإنتاج العلمي في الكثير من مناطق العالم النائية.
يقول الأستاذ الباحث بالمدرسة الوطنية العليا لعلوم البحار بالجزائر عبد الرحمن قصار في تصريح عبر الهاتف للجزيرة نت "البحوث العلمية في هذا التخصص مكلفة جدا مقارنة بالكثير من باقي المجالات العلمية الأخرى".
وأضاف "الحكومة تخصص سنويا ميزانية للبحوث العلمية بصورة عامة لكن هناك وسائل تتطلب إمكانات مالية كبيرة تفوق حجم الميزانية المخصصة. نحن في المدرسة مثلا، كانت لدينا سفينة بحوث علمية تم اقتناؤها في بداية الثمانينيات من القرن الماضي لكنها اليوم معطلة، ونحن ننتظر اقتناء سفينة جديدة قريبا".
وعلى الرغم من الإنفاق الضعيف على علوم البحار والمحيطات، فإن التقرير سجل حدوث زيادة في عدد البحوث العلمية المنشورة في المجلات العلمية بنسبة 10% مقارنة بالسنوات العشرين الفارطة. وقد سجلت منطقة جنوب وشرق آسيا أعلى نسبة زيادة بفضل الصين واليابان وكوريا الجنوبية التي أنتجت ما نسبته 50% من المنشورات العالمية، متفوقة بذلك على أميركا وأوروبا.
الكويت تتصدر عربيا
ووضع التقرير ترتيبا للدول من حيث عدد الباحثين في علوم البحار والمحيطات بالنسبة إلى عدد السكان، وهو يتراوح بين باحث واحد و400 باحث لكل مليون نسمة. واحتلت النرويج المرتبة الأولى عالميا بعدد ناهز 400 باحث علمي، متبوعة بالبرتغال بحوالي 350 باحث، ثم السويد بحوالي 150 باحثا.
عربيا احتلت الكويت المرتبة الأولى بنحو 10 باحثين فقط (المرتبة 22 عالميا)، متقدمة على المغرب وسلطنة عمان. كما احتلت الكويت الصدارة العربية من حيث الميزانية التي تنفقها على البحوث بنسبة 2% من الميزانية المخصصة للبحوث العلمية بصفة عامة.
ويعلق الباحث عبد الرحمن قصار بأن هناك "زيادة ملموسة في عدد الباحثين العلميين في هذا التخصص، فعلوم البحار والمحيطات مهمة جدا وقد أصبحت تستقطب اهتمام الطلبة الجدد بشكل لافت، وهذا أمر أظنه سيساهم في إعطاء دفعة للبحوث العلمية في هذا التخصص من حيث الكمية والنوعية أيضا".
وبالنسبة للتمثيل النسوي، فقد وجد التقرير أن عدد الباحثات في العالم يشكل حوالي 39% من العدد الإجمالي، وهو يختلف من بلد لآخر، وقد سجلت كرواتيا أعلى نسبة بـ63%. وقد انعكست هذه النسبة -حسب التقرير- من خلال عدد الباحثات المشاركات في المؤتمرات العلمية الدولية حيث بلغت النسبة في بعض المؤتمرات حوالي 53%، كما أنها لا تقل عن 29%.