في انتظار المزيد من الأخبار السيئة.. العالم على موعد مع تجدد انفجار أكبر براكين آيسلندا

تسبب بركان كريمسفوتن المغطى بالجليد في آيسلندا بانفجار بركاني كبير وقوي عام 2011 (روجر ماكلاسوس-ويكيبيديا)

تسبب بركان كريمسفوتن المغطى بالجليد في آيسلندا بانفجار بركاني كبير وقوي بشكل غير عادي عام 2011، مما أدى إلى انبعاث الرماد مسافة 20 كيلومترا في الغلاف الجوي، وتسبب في إلغاء حوالي 900 رحلة طيران. وبالمقارنة، أدى ثوران بركان إيافيالاتوكتل الأصغر عام 2010 إلى إلغاء حوالي 100 ألف رحلة جوية.

وكما يقول ديف ماكغارفي عالم البراكين في جامعة لانكستر في مقال له على موقع "ذا كونفريزيشن" (The Conversation)، فإن من المفهوم أن أي ذِكر لثوران بركاني آيسلندي آخر سيثير مخاوف في صناعة الطيران المدني التي تعاني حاليا من جائحة كوفيد-19.

ولكن هناك دلائل واضحة على أن بركان كريمسفوتن يستعد للانفجار مرة أخرى، ونتيجة لذلك، فقد رفعت السلطات الآيسلندية مؤخرا مستوى تهديد هذا البركان.

سمات البركان الغريب

بركان كريمسفوتن هو بركان غريب، حيث يقع بالكامل تقريبا تحت الجليد، والجزء الوحيد المرئي منه بشكل دائم هو سلسلة من التلال القديمة على جانبه الجنوبي، تشكل حافة فوهة بركان كبيرة (كالديرا). وعلى طول قاعدة هذه الحافة، تحت الجليد، حدثت أحدث الانفجارات البركانية.

ميزة أخرى هي أن ناتج الحرارة من البركان مرتفعة بشكل غير عادي (2000-4000 ميغاواط)، وهذا يذيب الجليد المغطى وينتج بحيرة مخفية تحت الجليد من المياه الذائبة يصل عمقها إلى 100 متر، وجليد يصل سمكه إلى حوالي 260 مترا يطفو عليه.

ويتدفق الجليد الطازج باستمرار إلى كالديرا حيث يذوب، وبالتالي يستمر مستوى الماء في الارتفاع والارتفاع. ويمكن لهذا الماء الذائب أن "يهرب" فجأة، وبعد أن يسافر جنوبا تحت الجليد لحوالي 45 كيلومترا، يظهر الماء عند الحافة الجليدية كفيضان، وقد جرف في الماضي الطرق والجسور.

ولحسن الحظ أنه يمكن تتبع مرور المياه الذائبة تحت الجليد إلى مخرجها، وبالتالي يتم إغلاق الطرق في الوقت المناسب لتجنب تعرض المسافرين للفيضان وتضررهم منه.

مع ذلك، هناك خصوصية مهمة أخرى لبركان كريمسفوتن وهي أنه يمكن أن تكون له استجابة محفزة للضغط. يحدث هذا عندما تستنزف بحيرة المياه الذائبة، وتؤدي إزالة الماء من أعلى البركان إلى تقليل الضغط بسرعة، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى انفجار البركان بما يشبه رفع الغطاء عن قدر الضغط، وقد حدث هذا مرات عديدة في كريمسفوتن.

وكريمسفوتن هو البركان الأكثر ثورانا في آيسلندا على مدى 800 عام الماضية، حيث عرف 65 ثورانا بشكل مؤكد.

والفجوات الزمنية بين تلك الانفجارات متغيرة. فعلى سبيل المثال، قبل اندلاع أكبر ثوران عام 2011 كانت هناك ثورانات أصغر في 2004 و1998 و1983، مع فجوات تتراوح بين 4 و15 عاما.

بشكل حاسم، ومع وضع الثوران التالي في الاعتبار، يبدو أن كريمسفوتن له نمط من الانفجارات الكبيرة غير المتكررة التي تحدث كل 150 إلى 200 سنة (على سبيل المثال: 2011، 1873، 1619)، مع حدوث ثورات بركانية أصغر وأكثر تواترا تقريبا مرة واحدة كل عقد بينهما.

أدى رماد بركان كريمسفوتن عام 2011 إلى إلغاء حوالي 900 رحلة طيران (مرصد الأرض-ناسا)

علامات النشاط

ويسمح التردد العالي لتكرار انفجارات البركان، للعلماء باكتشاف أنماط ما يحدث ويؤدي إلى هذه الانفجارات، وإذا كانت تلك الأنماط تتكرر في كل مرة، يصبح من الممكن للعلماء أن يكونوا أكثر ثقة في احتمالية حدوث ثوران في المستقبل القريب من عدمه. ومع ذلك، فمن النادر الوصول الدقيق إلى يوم محدد.

ولذلك، فقد كان العلماء الآيسلنديون يراقبون كريمسفوتن بعناية منذ ثورانه عام 2011، وقد شاهدوا من الإشارات المختلفة ما يشير إلى أن البركان يستعد للانفجار.

على سبيل المثال، كان البركان يتضخم مع تحرك الصهارة الجديدة إلى نظام الصرف تحته، وقد أدى النشاط الحراري المتزايد إلى ذوبان المزيد من الجليد، كما حدثت زيادة حديثة في نشاط الزلازل.

إذن ماذا سيحدث بعد ذلك؟ مرة أخرى، واستنادا إلى النمط الذي لوحظ في الانفجارات الماضية، فإن مجموعة مكثفة من الزلازل تستمر بضع ساعات (من ساعة إلى 10 ساعات)، مما يشير إلى أن الصهارة تتحرك نحو السطح وأن ثورانا بات وشيكا.

وفي الحالات التي تستنزف فيها البحيرة تحت الجليدية الخفية وتسبب ثوران البركان، تحدث الزلازل بعد جفاف البحيرة وقبل الانفجار مباشرة.

الجزء الوحيد المرئي من بركان كريمسفوتن هو التلال القديمة على جانبه الجنوبي التي تشكل حافة فوهة بركان كبيرة (مؤسسة سميثسونيان-المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي)

انفجار صغير.. ربما

تستهلك ثورات كريمسفوتن الأصغر الكثير من الطاقة عندما تتفاعل مع الماء والجليد على السطح، وهذا يعني أن الرماد الناتج يصبح رطبا ولزجا وبالتالي يسقط من السماء بسرعة نسبيا.

لذلك، فإن سحب الرماد لا تسافر سوى بضع عشرات من الكيلومترات من موقع الانفجار، وهذا سيناريو جيد للآيسلنديين وأيضا للسفر الجوي، لأنه يمنع تكوين سحب رماد كبيرة يمكن أن تنجرف وتغلق المجال الجوي.

لكن هل سيكون القادم انفجارا صغيرا؟ إذا استمر نمط كريمسفوتن السابق المتمثل في الانفجارات الكبيرة العرضية مع عدد أكبر من الانفجارات الصغيرة التي تحدث بينهما في المستقبل، فيجب أن يكون الثوران التالي صغيرا (نظرا لحدوث انفجار كبير في عام 2011).

ورغم ذلك، فإن براكين آيسلندا هي أنظمة طبيعية معقدة وأنماط لا تلتزم بنظام.

المصدر : الصحافة الأسترالية + الصحافة البريطانية

إعلان