هل سيؤثر التغير المناخي على مواسم الحج المقبلة؟

شادي عبد الحافظ
الحج والتغير المناخي
وأشارت النتائج، التي نشرت في 22 أغسطس/آب بدورية "جيوفيزيكال ريفيو ليترز"، إلى أن الحجاج بالفعل أكثر تعرضا في السنوات الحالية لمخاطر الموجات الحارة الشديدة، خاصة وأن أشهر الصيف في 2019 كانت الأكثر حرارة.
أضف إلى ذلك مشكلة أخرى تتعلق بدورة الشهور الهجرية، فالسنة الهجرية تتأخر 11 يوما تقريبا عن السنة الميلادية، ما يجعل الشهور الهجرية تتحرك بين الفصول الأربعة، فتارة يصبح الحج في الصيف وتارة في الشتاء.
وبينما تعرض الحجاج الذين أدوا مناسكهم خلال الحج الصيفي الحالي للخطر، فإن الخطر مستمر لعدة سنوات حينما يمر شهر ذي الحجة خلال شهري يونيو/حزيران ثم يوليو/تموز، ويعتقد باحثو الدراسة أن المشكلات الأكثر خطورة ستظهر بحلول منتصف إلى نهاية القرن في الفترات من 2047 إلى 2052 ومن 2079 إلى 2086، حيث يأتي الحج في الصيف مرة أخرى.

وبحسب الدراسة الجديدة، فإن التعرض المباشر للشمس مع درجات حرارة تصل إلى ثلاثين مئوية، مع ارتفاع نسب الرطوبة لعدد من الساعات المتتالية، قد يكون معيار خطورة شديدة حيث يفشل الجسم في تبريد نفسه ذاتيا ما قد يلحق الضرر بالدماغ والقلب والكلى والعضلات ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الوفاة، خاصة في الحالات والفئات العمرية الهشّة.
تدابير وقائية
وجاء في الدراسة أن ذلك قد يكون السبب في رفع عدد القتلى جراء حوادث التزاحم في موسم الحج، حيث أشارت إلى أن عدد القتلى الكبير في بعض حوادث التزاحم، كما في عام 1990 و2015، قد تزامن مع ارتفاع كبير في نسب الحرارة والرطوبة.
ويأمل فريق معهد ماساتشوستس أن تساعد تلك الدراسة في توجيه المملكة العربية السعودية إلى تطبيق مجموعة متنوعة من التدابير الوقائية لمقاومة الخطر الحالي والقادم، خاصة مع معرفة أن متوسط درجات الحرارة العالمي يرتفع عاما بعد عام، ومعه ترتفع معدلات وشدة الموجات الحارة.
وقد تشمل تلك التدابير إجراءات توسعة من أجل خفض كثافة الحجاج في كل متر مربع من الحرم، كذلك رش الماء على الحجاج بكثافة أكبر، وغلق بعض المناطق المفتوحة، والحد من الحجاج إلى عدد يمكن التحكم به في الظروف الطارئة.