الهند تنضم إلى الدول المالكة لأسلحة تدمير الأقمار الصناعية

الصغير محمد الغربي
نجحت الهند قبل أيام في إسقاط قمر صناعي على ارتفاع منخفض بواسطة صاروخ مضاد للأقمار الصناعية، لتكون بذلك رابع دولة تمتلك أسلحة لتدمير الأقمار الصناعية بعد الولايات المتحدة وروسيا والصين.
وأصاب الصاروخ الهندي الذي أطلق يوم 27 مارس/اذار الجاري من محطة إطلاق شرقي الهند، قمرا صناعيا كان يدور حول الأرض على ارتفاع منخفض يبلغ 300 كلم.
ورجحت مصادر مختلفة أن يكون القمر المستهدف أحد الأقمار الصناعية المصغرة التي أطلقتها الهند في المدار قبل نحو شهر لهذا الغرض. واستغرقت العملية التي أعلن عنها رئيس الوزراء الهندي ثلاث دقائق بين عملية إطلاق الصاروخ وإصابة القمر الصناعي.
وحسب مصادر حكومية، فقد أجري الاختبار على ارتفاع منخفض للتأكد من أن الحطام الناتج سيتحلل ويعود إلى الأرض في غضون أسابيع، ولا يبقى في الفضاء حيث يمكن أن يتلف معدات أخرى في المدار.
والأسلحة المضادة للأقمار الصناعية، التي تسمى اختصارا "أسات"، مصممة لتعطيل أو تدمير الأقمار الصناعية لأغراض عسكرية إستراتيجية. وتتمثل غالبا في صواريخ مدارية قادرة على إصابة الهدف مباشرة، أو في أسلحة ليزرية أرضية توجه نحو القمر الصناعي لتعطيله.
نادي القوى الفضائية "العظمى"
أصبحت الهند بعد هذا الإنجاز التقني رابع قوة فضائية تنجح في إسقاط الأقمار الصناعية على مستوى العالم. فقد سبقتها إلى ذلك كل من الولايات المتحدة وروسيا في ثمانينيات القرن الماضي، بينما أجرت الصين أول اختبار ناجح لها عام 2007.
وتمتلك الولايات المتحدة منذ ثمانينيات القرن الماضي إمكانيات تدمير الأقمار الصناعية. وقد استخدمت هذه التقنية فعليا في إسقاط القمر الصناعي الأميركي "آي 193" الذي أطلق في ديسمبر/كانون الأول 2006، لكنه خرج عن مداره بعد أقل من شهر، فدمرته البحرية بصاروخ "أس.أم3" المضاد للأقمار الصناعية.
وورثت روسيا عن الاتحاد السوفياتي أنظمة صاروخية لتدمير الأقمار الصناعية منذ ثمانينيات القرن الماضي. وقد كثفت اختباراتها لتطوير صواريخ مضادة للأقمار الصناعية خلال السنوات الماضية، ونجحت في إطلاق صاروخ من نوع "بي.أل-19 نودول" في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، ثم اختبرت هذا النوع من الصواريخ مرة ثانية في مايو/أيار 2016. وفي العام الماضي أجرت موسكو اختبارين ناجحين لصواريخ جديدة من نوع "تال".
| القمر المستهدف قمر صناعي مصغر أطلقته الهند في المدار قبل نحو شهر لهذا الغرض. واستغرقت العملية التي أعلن عنها رئيس الوزراء الهندي ثلاث دقائق بين إطلاق الصاروخ وإصابة القمر الصناعي |
وانضمت الصين إلى هذا النادي الحصري في يناير/كانون الثاني 2007 حين نجحت في تدمير قمر صناعي صيني للطقس يدور حول الأرض في مدار قطبي على ارتفاع حوالي 865 كلم، بواسطة صاروخ "أس.سي-19 أسات". وتعتقد مصادر غربية أن بكين كررت التجربة في مايو/أيار 2013، ثم في فبراير/شباط 2018.
وحسب وزارة الدفاع الأميركية فإن روسيا والصين تطوران تكنولوجيا جديدة مضادة للأقمار الصناعية، تشمل أجهزة التشويش وأسلحة ليزر قادرة على تعطيل أو إتلاف الأقمار الصناعية في مداراتها.
مخاوف
يثير هذا النوع الجديد من الأسلحة مخاوف تتعلق خاصة بمخاطر الحطام الذي تتركه عمليات تدمير الأقمار الصناعية في مداراتها. فقد خلفت التجربة الصينية عام 2007 سحابة هائلة من الحطام تضم قرابة ثلاثة آلاف قطعة كانت كبيرة بما يكفي لتتبعها من طرف وكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا)، إضافة إلى آلاف من القطع الصغيرة التي لا يمكن تتبعها وتكتسب سرعة عالية تصل نحو 28 ألف كلم/ساعة، وهي تشكل خطرا ليس فقط على آلاف الأقمار الصناعية الأخرى، بل كذلك على محطة الفضاء الدولية التي توجد على ارتفاع 400 كلم وتؤوي حاليا ستة رواد فضاء.