دراسة تقترب من حل لغز "دوائر الجنيات" في صحراء ناميبيا
أضافت دراسة حديثة نشرت قبل نحو أسبوع تفاصيل جديدة كخطوة في طريق حل لغز "دوائر الجنيات" المنتشرة في صحراء ناميبيا، كبرى صحاري العالم التي تمتد بمحاذاة ساحل جنوب أفريقيا الغربي وإلى حد بعيد داخل ناميبيا.
تنتشر على مسافات واسعة في صحراء ناميبيا بقع عارية دائرية الشكل. وقد حيرت تلك الدوائر ذات الحجم والتوزيع المتسقين الكثير من علماء البيئة.
وعزت بعض النظريات تشكل تلك البقع إلى طبيعة التربة، وبعضها الآخر إلى نشاط الحيوانات التي تسكنها وعلى رأسها النمل الأبيض، كما تبعها العديد من الأساطير التي نسبت سبب تلك البقع إلى ملامسة أرجل الجنيات للصحراء عند ممارستها طقوسا ما كالرقص مثلا، وبهذا سميت تلك البقع الدائرية الشكل بـ"دوائر الجنيات".
دوائر الجنيات وظروف التربة المحلية
تنبه عالم البيئة ستيفان غيتزين من جامعة غوتنغن في ألمانيا عام 2014 إلى وجود مساحة شبيهة بدوائر صحراء ناميبيا من الغطاء النباتي في منطقة بيلبارا القاحلة في أستراليا الغربية، الأمر الذي زوده بالأدلة التي يحتاجها لإجراء بحثه.
قام غيتزين وفريقه من إسرائيل وأستراليا بإجراء مسح شامل لعشرات من دوائر الجنيات الموجودة بالقرب من مدينة نيومان الأسترالية، وحفر 154 حفرة على طول 12 كيلومترًا.
وقد وجد الفريق أن مستويات الطين كانت متماثلة في التربة، كما أنهم فشلوا في العثور على طرق النمل السريعة، مما يدحض النظريات السابقة.
وبعد دراسة مستفيضة، وجد الباحثون في العام 2017 أن دوائر الجنيات في كل من ناميبيا وبيلبارا تتشكل بتأثير النباتات المتنافسة على المياه حول بقع من التربة تلك التي توصل المياه بمعدل أسرع.
وباستخدام صور غوغل إيرث، حدد الفريق مجموعة من البقع التي لم تكن تشبه دوائر الجنيات من حيث الشكل والحجم، إلا أنها كانت تشير إلى عوامل مشتركة من حيث التكوين.
وقد امتد بعضها ليصل إلى خطوط الصرف الصحي، والبعض الآخر قد تشكل في مناطق غير عادية مثل مسارات السيارات. وقد أظهرت دراسات رطوبة التربة هناك أن فعالية دوائر الجنيات كمخازن للمياه تكون مثالية في ظروف متجانسة ونموذجية للتربة وتقل فيما عدا ذلك.
دوائر الجنيات والنمل الأبيض
وبهذا توصل الفريق إلى تحديد العامل الأول المتعلق بالتربة والغطاء النباتي.
واستمر البحث لمعرفة ما إذا كان النمل الأبيض حطابا صغيرا ينحت دوائر الجنيات أم أنه مجرد عابر سبيل.
وحصل الفريق على الإجابة عام 2019 حيث أوضح الفريق أن الفجوات في الغطاء النباتي التي سببها النمل الأبيض تمتلك نصف حجم دوائر الجنيات، كما أنها أقل مرتبة منها بكثير من حيث التنسيق والتوافق.
وأوضحت الدراسة أن تجمعات النمل يمكن أن تحدث في منطقة دوائر الجنيات، إلا أن ارتباط النمل الأبيض والدوائر لم تثبت صحته بشكل مؤكد.