منظومة الروبوت التعليمي الجزائري.. الهدف 8 ملايين تلميذ

صور لبعض الشباب الجزائري مشارك في إحدى الورشات التعليمية لمنظومة الروبوت الجزائري
إحدى ورشات منظومة الروبوت التعليمي (الجزيرة)

الجزائر-عياش سنوسي

أكد مدير منظومة الروبوت التعليمي الجزائري فؤاد لموشي استفادة نحو عشرة آلاف طفل من برامج المنظومة رغم حداثة الفكرة والنشاط التعليمي في الجزائر، مبرزا سعي المنظومة إلى تمكين نحو ثمانية ملايين تلميذ من طلبة المدارس من استعمال وبرمجة مختلف أنواع الروبوتات التعليمية.

ويعد "الروبوت التعليمي" أحدث النشاطات التعليمية بالجزائر القائمة على التعلم التفاعلي الذي يحبب العلوم للأطفال، ويقلل بالتالي من الاستغلال السلبي للتكنولوجيا التي يشكو منها أولياؤهم، ويساهم في تحقيق مجموعة من الأهداف التي يبرزها مدير منظومة الروبوت التعليمي في جملة "ابني منتج للتكنولوجيا وليس مستهلكا سلبيا لها".

وفي حوار مع الجزيرة نت، أكد لموشي أن منظومة الروبوت التعليمي التي تتخذ لها شعار "المستقبل بين يديك" تمثل ثمرة مشروع ساهم فيه مجموعة من المهندسين والباحثين الجزائريين المقيم أغلبيتهم بالخارج بالتنسيق مع مجموعة من المؤسسات والمخابر العلمية الموجودة في سويسرا وفرنسا.

ويهدف المشروع إلى "تمكين جميع الجزائريين من استعمال وبرمجة مختلف أنواع الروبوتات التعليمية تحضيرا لعالم الغد (عالم الروبوت)". وأوضح لموشي أن "المستهدف الأول من برامج المنظومة هم الأطفال بين 3 و17 سنة".

وأشار إلى أن المنظومة رغم حداثتها منتشرة حاليا عبر عشرين ولاية (محافظة) (من بين 48 ولاية بالجزائر) ويستفيد من برامجها أكثر من عشرة آلاف طفل، لكنه شدد على أن "الهدف يبقى تمكين جميع الأطفال في مدارس الجزائر من هذا البرنامج، أي ثمانية ملايين طفل".

‪الشعار‬ الشعار (الجزيرة)
‪الشعار‬ الشعار (الجزيرة)

إقبال كبير وتجاهل إعلامي
ويعتقد لموشي أن هذا النوع من النشاط التعليمي مفيد جدا للأطفال بحيث يسهم في إنشاء جيل على قدر عال من الذكاء والتركيز والخيال الواسع والذاكرة القوية فضلا عن تعزيز قدرات الطفل على البرمجة باستخدام برامج خاصة كبرنامج "سكراتش" (Scratch) وتعليمه أخلاقيات المنافسة والإبداع من خلال المشاركة في مختلف المنافسات الوطنية والدولية.

ورغم عدم اهتمام الإعلام المحلي بمثل هذا النوع من النشاطات التعليمية الهادفة، فإن مدير منظومة الروبوت التعليمي لا يبدي أي قلق حيال الأمر" لأنه "يتعلق بنشاط تعليمي حديث ليس في الجزائر فقط بل العالم بأسره".

من جهة أخرى، يؤكد لموشي على التجاوب الكبير الذي لقيته النشاطات التعليمية من قبل الشباب، مؤكدا شغفهم لتعلم كل ما له علاقة بالعلوم والتكنولوجيا، على حد تعبيره.

وتابع "الروبوت التعليمي وتحضير التلاميذ لتعلم البرمجة منذ الصغر مادة علمية حديثة بأوروبا، بدأت تأخذ حيزا في المناهج والمقررات المدرسية منذ بضع سنوات. وفي الجزائر أيضا ومع برامج الجيل الثاني من الإصلاحات (خلال السنوات الأخيرة لفترة حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة) نجد أنه بدأ يأخذ مكانة خاصة في التعليم المتوسط مع ظهور تعليم لغات البرمجة للأطفال مثل سكراتش بالمقررات المدرسية للتعليم المتوسط".

كما يبرز إقبال الشباب على مختلف النشاطات التعليمية للروبوت التعليمي "شغف أبنائنا في الجزائر ورغبتهم في تعلم أي شيء يتعلق بالتكنولوجيا وعالم الغد" على حد قول لموشي.

إحدى الورشات
إحدى الورشات

وأوضح لموشي بهذا الشأن قيام منظومة الروبوت التعليمي بتنظيم دورات ونشاطات في المجال بالشراكة مع مجموعة من المراكز في البلاد "بهدف تلبية رغبات أبنائنا الشغوفين للتكنولوجيا وعالم الغد" مؤكدا أنهم حققوا "نتائج جيدة في جميع المراكز".

الروبوت التعليمي بعامين
في السياق، اعتبر لموشي أن 2018 تعتبر "سنة الإنجازات الكبرى لمنظومة الروبوت التعليمي من خلال المساهمة بتكوين أكثر من مئة مدرب على المستوى الوطني لتغطية العجز الرهيب في هذا الميدان، وتنظيم أكثر من عشرين دورة تدريبية في مجموعة من الولايات".

وقال "أيضا تمكنا من عقد أول بطولة وطنية للروبوت التعليمي للأطفال للفئة السنية بين ثلاث وخمس سنوات شارك فيها أكثر من 170 طفلا من مجموعة من الولايات، ولقيت استحسانا كبيرا من طرف شركائنا الأوروبيين كونها أول بطولة في العالم من هذا النوع وبهذا الحجم".

وبشأن برنامج المنظومة العام المقبل، أكد لموشي الاستمرار في تكوين المدربين من خلال تنظيم قافلة الروبوت التعليمي التي ستتجول في عدد من الولايات، وتنظيم مجموعة من البطولات الجهوية والوطنية، فضلا عن تحضير فريق وطني للمشاركة بالبطولات الدولية.

أما الهدف الأبرز -بحسب لموشي- فسيكون العمل على إثبات الوجود ونشر هذا النشاط التعليمي عبر 48 ولاية في البلاد.

المصدر : الجزيرة