الاستثمار في المواهب.. كلمة السر في نجاح الشركات الناشئة

تشكل الميزة التنافسية عنصرا بالغ الأهمية يساعد في تسويق المنتجات وتحقيق الأهداف الاستراتيجية للشركة.
يدرك رواد الأعمال أن الاستثمار ليس في المنتجات فقط، بل في الأفكار والبشر أيضا (شترستوك)

يدرك رواد الأعمال جيدا أن الاستثمار ليس في المنتجات فقط، فالاهتمام بالأفكار والبشر من أسرع الاستثمارات نموا. وكما يقول فولتير "التربية تطوّر المواهب، ولكن لا تخلقها"، أي أن المواهب تولد بالفطرة مع الإنسان.

وكما توجد موهبة كروية أو غنائية، توجد موهبة إدارية وابتكارية. ويبحث رواد الأعمال عن تلك المواهب البشرية كما يبحث المنقبون عن الذهب.

ولا سبيل لنجاح أي شركة ريادية إلا بالبحث عن الأفراد الموهوبين والمدربين لدفع الشركة إلى الأمام. وفي تقرير نشره موقع "فوربس" (Forbes) الأميركي، أكد الكاتب يودي دورنر أن من أهم أولويات أي شركة البحث عن المواهب واستقطابها والمحافظة عليها، وتزداد أهمية ذلك في شركات التكنولوجيا الناشئة.

التنبؤ والندرة والتميز

امتلاك أي شركة ناشئة مواهب ابتكاريةً يساعد على التنبؤ باتجاهات السوق المستقبلية، كما أن امتلاك تلك المواهب يعد كنزا ثمينا لأي شركة، فبوجود هؤلاء ضمن موظفي الشركة ستكون النتائج النهائية في ارتفاع باستمرار، وتشير إحصائيات شركة "ماكينزي" (Mackenzie) العالمية للتنمية البشرية إلى أن وجود مواهب ابتكارية يقلّص النفقات بنسب تتراوح بين 12% إلى 24% في نهاية العام، كما يمنح الشركة ميزة تنافسية عن مثيلاتها في المجال نفسه.

التطور المستمر

من ضمن المميزات الرئيسية للاستثمار في المواهب في قطاع حيوي مثل شركات التكنولوجيا ما يعرف برأس المال الفكري. ومع نمو سوق العمل واكتساب الشركات مميزات تنافسية، تناضل الشركات من أجل ضم أفضل المواهب التي يمكن أن تساعد في الارتقاء بها إلى المستوى التالي. في هذا الصدد يعد الاستثمار في المواهب من الأصول الهائلة التي يجب امتلاكها.

وللحفاظ على تلك المواهب في شركتك وضمان استمراريتها في العمل وقيادة الشركة إلى النجاح، نشر موقع "لينكدإن" (linkedin) تقريرا كتبه جون سبينز، جاء فيه أن إيجاد وتوظيف المواهب يشكل تحديا حقيقيا لمؤسسي الشركات الناشئة، حيث يعد الوصول إلى المواهب التحدي الأكثر شيوعا بالنسبة للمؤسسين. وفي دراسة ميدانية، أشار 84% من المؤسسين إلى أن الوصول للمواهب الإدارية كان عقبة كبيرة أمامهم.

ولا تكتمل فعالية الشركة الناشئة دون مشاركة الموظفين المناسبين، حيث تؤثر حركة التعيينات الأولية بشكل كبير على درجة نجاح الشركة. وتعاني الشركات الناشئة من عدم قدرتها على منافسة الشركات الكبرى في عملية توظيف المواهب تحديدا من حيث القدرة على منح رواتب كبيرة.

وأوضح الكاتب أنه يجب على المؤسسين تعلم كيفية إيجاد وتوظيف فريق العمل المثالي، وذلك من أجل ضمان دفع شركاتهم الناشئة على طريق النجاح، ومن أهم النصائح التي أشار إليها التقرير ما يلي:

مزايا تنافسية

تعد المزايا التنافسية من أقوى أدوات جذب المواهب لأي شركة ناشئة، كونها تساعدهم في استقطاب وتوظيف أفضل المواهب. ومن أبرز المزايا التي تستطيع الشركات الناشئة تقديمها لموظفيها خيارات تملك أسهم أو حصص في الشركة، وجداول العمل المرنة، والتأمينات الصحية، والإجازات غير المحدودة، وإجازة أمومة، والرعاية الأبوية المدفوعة الأجر، وتمنح الشركات الناشئة كل هذه المميزات مع التعاقد للعاملين.

بيئة عمل آمنة وجذابة

سواء كان العمل يستلزم الحضور للمكتب أو العمل عن بعد، فإن توفير بيئة عمل آمنة من شأنه التأثير بشكل كبير على نجاح الشركة الناشئة في توظيف المواهب.

إتاحة فرصة العمل ضمن مشاريع مبتكرة

عندما تتاح الفرصة أمام أعضاء الفريق للعمل في مشاريع مبتكرة، سيتمكنون من طرح الأفكار الخلاقة وتنفيذها دون الحاجة للقلق إزاء البيروقراطية أو الروتين. هذه الدرجة من الحرية قادرة على توفير بيئة عمل جذابة في الشركات الناشئة، من شأنها استقطاب المهنيين الشباب الباحثين عن مغريات تتخطى حدود الراتب.

إتاحة فرص النمو والتطور

من أهم الأدوات التي من الممكن أن تحافظ بها الشركة على العاملين لديها هي منح موظفيها حرية المشاركة في الورش، وبرامج التوجيه، والتدريب الداخلي التي توفر الخبرة والإرشاد في بداية الحياة المهنية. عندما تظهر الشركة الناشئة استعدادها للاستثمار في هذه الأمور، فإنها ستعزز إحساس فريق العمل بالرضا عن وظائفهم.

المصدر : مواقع إلكترونية