لأصحاب الميزانية المحدودة.. كيف تدير أموالك في البورصة بأقل المخاطر؟

تُعد سوق الأسهم سوق استثمار طويل الأمد لأولئك الذين لديهم مخاوف مالية بشأن المستقبل، حيث تعد البورصة من مجالات الاستثمار الآمنة نسبيا إذا كنت مُلمًّا بإستراتيجيات إدارة المال أثناء الاستثمار فيها.

وقالت الكاتبة توبا نور دوغان، في التقرير الذي نشره موقع "براتيك" (paratic) التركي، إن كل شخص لديه مدخرات قد يفكر في استثمارها في سوق الأسهم، لكن التغييرات اللحظية في قيمة الأسهم تصعب على معظم الناس النجاح في هذه السوق، ومع كونها سوقًا قانونية ذات معاملات موثوقة، فإن الشيء الوحيد المهم هو أسلوب إدارة الأموال واستثمارها لجني الأرباح، مما يلبي توقعات المستثمرين بزيادات ملحوظة في مدخراتهم.

وأوضحت الكاتبة أنك إذا كنت تعتقد أن ميزانيتك غير كافية ولديك مخاوف مالية بشأن المستقبل فعليك القيام باستثمارات مستقبلية، ولفعل ذلك تعد سوق الأوراق المالية من الخيارات المفضلة لأن مكاسب سوق الأسهم تحصّل على المدى البعيد، لذلك فإن سوق الأسهم ليست للمعاملات القصيرة الأجل، ورغم وجود مستثمرين يرغبون في المخاطرة بإجراء معاملات فورية، فإن هذه الصفقات تعد فخًّا للمتداولين المبتدئين ولا ينبغي تنفيذها بكمية كبيرة من المدخرات، ويجب أن تكون لديك المعرفة اللازمة للسيطرة على أموالك.

كيف يمكنك إدارة أموالك في سوق الأسهم؟

أكدت الكاتبة أن التداول بكل أموالك في سوق الأسهم يعد خطأ فادحا، لأن حجم التداول المنخفض في السوق يزيد الضغط على تغيرات الأسعار، لذا يجب أن تلمّ بكل ما يؤثر على قيم كل من أدوات الاستثمار المحلية والأجنبية، ومن خلال تعلم هذه الجوانب يمكنك تحقيق استثمارات مربحة، لكن هذا وحده لا يكفي، فيجب أيضًا أن تستطيع التوفيق بين التغييرات الاقتصادية والأحداث الطارئة وأدوات سوق الأسهم، وذلك يعني أنك بحاجة إلى إحكام السيطرة على الطريقة التي تدير بها أموالك، لأنه لا يمكن تحقيق الربح المتوقع من المعاملات المنفذة عشوائيا.

وأفادت الكاتبة بأن معظم المتداولين الناجحين في سوق الأسهم يديرون أموالهم عبر تجزئتها والتداول على مستويات أسعار مختلفة، وذلك لتحقيق عوائد عالية من خلال الاستفادة من تقلب الأسعار، حيث يختلف الربح المحصل من المعاملات المنفذة على مستوى سعر واحد عن ذلك الناتج عن التداول على أسعار مختلفة، ومع ذلك فإنك يجب ألا تغفل تفسير تغير الأسعار المفاجئ، لأن التوقعات الخاطئة قد تؤدي إلى الخسارة، وذلك يؤكد ضرورة تعلم ماهية سوق الأسهم بشكل تدريجي وخبرة متصاعدة.

وحسب الكاتبة، فإن التركيز على أداة مالية واحدة يمكن أن يسبب لك الأذى، لهذا يجب أن تبقي محفظتك على قيد الحياة من خلال التنوع، فمع انخفاض قيمة أداة مالية ما ستزداد قيمة الأداة الأخرى، ومن ثم يتحقق التوازن وتُتَجنب المخاطر بسهولة.

وحتى تتمكن من جديد من التحكم في أموالك مع تقلبات الأسعار في الأسواق المالية يجب عليك أن تكون ملما بالعديد من الأدوات والمفاهيم التي تجعلك مؤهلا لذلك. موقع "فوربتس" المعني بشؤون المال والاستثمار نشر تقريرا للكاتبة روبين كونتي يوضح فيه أهم هذه الأدوات والمفاهيم.

كيف يمكنني إدارة أموالي في البورصة؟

ذكرت الكاتبة أن هناك العديد من الأدوات يمكن من خلالها تقييم أموالك في سوق الأسهم، لكن ما تجب معرفته هو ضرورة الاستثمار في الأسهم التي ستؤخذ في الاعتبار في تحقيق أرباح في المستقبل وليست الأسهم الأكثر شيوعا اليوم، لأن الأسهم التي تكتسب قيمة في المستقبل هي تلك التي  ستكسبك المال، بينما تلك التي ينخفض سعرها تتسبب في خسارتك. لهذا السبب، عليك إضافة الأسهم التي يكون اتجاه أسعارها في ارتفاع إلى محفظتك، والابتعاد عن التي لست متأكدًا منها.

ويمكنك التعرف على الاتجاه القادم سواء كان صاعدا أو هابطا بواسطة تعليقات الخبراء، لهذا يجب عليك إلقاء نظرة على التقارير المالية لتحليل الوضع الحالي، والمتابعة لاتخاذ الخطوات الصحيحة التي يجب القيام بها، وهذا لأن الآراء تختلف عن بعضها، ومن خلال آرائهم يمكنك بناء نظام التداول الخاص بك.

ما أهم المفاهيم المطلوبة للاستثمار في البورصة؟

وأوضحت الكاتبة أن إدارة المال والوقت والمخاطر تعد مفاهيم مهمة للغاية لتحقيق الأرباح في سوق الأسهم، وإذا استطعت التعامل مع هذه المفاهيم يمكن أن يدر ذلك عليك أرباحًا، لأنك إذا لم تتمكن من تحديد الوقت ومستويات الأسعار التي يجب أن تستثمر فيها في هذه الأدوات فسوف تخسر، ولهذا السبب تحتاج إلى إدارة المخاطر بشكل صحيح، ومن أجل الحفاظ على المخاطر عند الحد الأدنى يمكن استخدام برامج التدريب المؤهلة التي تقدمها المؤسسات الوسيطة، كما يمكنك زيادة خبرتك من خلال التدرب على حسابات تجريبية أو ألعاب افتراضية في سوق الأوراق المالية.

ومن أجل إدارة أموالك بطريقة خاضعة للرقابة في سوق الأسهم، يجب أن تكون لديك معلومات مفصلة عن الأدوات التي تستخدمها في استثماراتك؛ حيث يجب ألا تستثمر في أدوات لا تعرفها أو لا تستطيع رؤية التغييرات في قيمها، لأنك تكون أكثر عرضة للخسارة إذ لا تستطيع تفسير هذه التغييرات، لهذا يجب عليك اللجوء إلى الأدوات التي يمكنك تتبّعها وتقدير سعرها بدقة، وبهذه الطريقة يمكنك إدارة أموالك بشكل فعال، وتلبية توقعاتك بالحصول على مبلغ كبير من الأرباح.

واختتمت الكاتبة التقرير بقولها إن عدم خسارة الأموال في أسواق الأسهم يتطلب الحفاظ على السيطرة على كيفية إدارة هذه الأموال، ولضمان هذه السيطرة من الضروري أن يكون لديك معرفة وخبرة جيدة في سوق الأسهم، لذا عليك المشاركة في الأنشطة التعليمية التي ستطور معرفتك وتجعلك على دراية بكيفية الاستثمار في مثل هذه السوق.