%90 من الشركات الناشئة تفشل في سنواتها الأولى.. 5 خطوات لتجنب أخطائها

أطلقت الحكومة الجزائرية برنامجا جديدا لتحديث المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
الدرس الأهم الذي يجب تعلمه في إدارة الشركات الناشئة هو الحاجة الشديدة للصبر (غيتي)

أصبح مصطلح الشركات الناشئة ورواد الأعمال من المصطلحات الدارجة في عالم الأعمال والاقتصاد.

وتشير الإحصائيات إلى أن هناك 472 مليون شخص في العالم يعرفون أنفسهم على أنهم رواد أعمال، ويتم تأسيس أكثر من 300 مليون شركة ناشئة في العالم كل عام، لكن هذه الأرقام لا تعكس الحقيقة؛ فالأبحاث تقول إن معدل إخفاق الشركات الناشئة خلال السنوات العشر من تأسيسها يصل إلى 90%.

وتأتي هذه الإحصائيات في المقال الذي نشره موقع "إنتروبرونير" (Entrepreneur) للكاتب زهير دوديا، وهو رائد أعمال مقيم في نيوجيرسي ولديه أكثر من 20 عاما من الخبرة في إدارة الشركات الناشئة في مجال التصميم الغرافيكي والتكنولوجيا، وهو يؤكد في مقاله أن هذه الإحصائيات لا ينبغي أن تخيف من يريدون إنشاء شركاتهم الناشئة، بل بالعكس؛ هذه الأرقام الكبيرة خاصة في عدد الشركات المنشأة سنويا هي دلالة على أن إنشاء هذه الشركات ليس أمرا مخيفا، لكنه يتطلب تفكيرا مدروسا وتخطيطا وأشياء أخرى.

وينقل دوديا في مقاله خبراته في إنشاء الشركات الناشئة التي راكمها من خلال إنشائه شركة عبر الإنترنت وانخراطه في أعمال تجارية مختلفة؛ حيث يقول:

تكيف مع الطوارئ

وهي القاعدة الأولى -وفق الكاتب- التي تجعل الشركة الناشئة قادرة على البقاء والاستمرار سواء في شركات الإنترنت أو غير العاملة في الإنترنت، مشيرا إلى أن هذا يتضح بشكل جلي في السنة ونصف الماضيين؛ أي منذ بدء وباء كورونا؛ حيث أغلقت الشركات أبوابها لأسابيع وشهور في كل مرة، لافتا إلى أن الوباء دفع الشركات لتقديم الخدمات عبر الإنترنت بشكل متزايد وصل في نهاية عام 2020 إلى جعل حصة مبيعات التجارة الإلكترونية من المبيعات التجارية بشكل عام تبلغ نسبة 44%.

ويوضح الكاتب أن هذا يعني أن من تكيفوا مع التغيير الذي فرضته الظروف هم الذين نجوا، ويعني أن عام 2020 يقدم درسا مهما، وهو أنه يجب وضع خطط قوية لجميع حالات الطوارئ.

كن مستعدا للمخاطرة

ويستكمل الكاتب نصائحه فيقول إنه يجب أن يكون رائد الأعمال مستعدا للاستثمار الشخصي في وقته وجهده وطاقته واهتمامه وحتى مشاعره حتى ينجح في تأسيس شركته الناشئة، مبينا أن الفكرة الرائجة التي تقول إن الشركات الناشئة هي طريقة سهلة لكسب المال بدون الحاجة للعمل هي فكرة خاطئة.

ويؤكد الكاتب على أن التمويل المادي أمر مهم لبداية حيوية للشركة الناشئة، فكلما زاد التمويل كان من الأسهل تجاوز السنوات القليلة الأولى من العمل وتغطية الأوقات الصعبة التي تسببها حالات الطوارئ والكوارث، لكنه شدد على ضرورة أن يستعد رائد الأعمال للتضحية بشكل كبير من أجل تحقيق ذلك النجاح، فيكون مستعدا لنوم أقل ومشاكل أكبر حلولها ليست سهلة.

الموهوبين وأصحاب الكفاءة يبحثون دائما عن الشركات التي تقدر موظفيها وتمنحهم أعلى الرواتب وتضمن لهم فرص التطور.
يجب أن يكون رائد الأعمال مستعدا للاستثمار الشخصي في وقته وجهده وطاقته واهتمامه (شترستوك)

كن منافسا

هنا يلفت الكاتب إلى حالة تمر على كثير من رواد الأعمال، وهي أنه عندما يفكر في منتج أو خدمة ويجد شخصا آخر قدمها أو عمل عليها فإنه يتوقف ويتجاهل هذه الفكرة وينساها، مشددا على أن هذا خطأ؛ لأن لتجربة لا تقول إننا يجب أن نخاف من المنافسة، بل تؤكد على أن رواد الأعمال يجب أن يكونوا منافسين.

ويسأل الكاتب، كيف ستكون صناعة الهواتف المحمولة لو أن كل الشركات قالت إن شركة "موتورولا" (Motorola)‏ قد صنعت أول هاتف محمول يدويا في 1973، ثم لم تشارك هذه الشركات في هذه الصناعة؟، مشددا على أنه بدلا من تجاهل الفكرة يجب أن يتم عرض العديد من الأسئلة مثل؛ ما الاختلافات بين فكرتك والمنتج الموجود بالفعل؟ ماذا ستغير أو ستضيف للسوق؟ ثم قم بتحويل تلك الأسئلة إلى إجابات حقيقية.

ويقول دوديا إن فرص الشركات الناشئة توجد في كل مكان، من الإسقاط إلى خدمات التوصيل إلى بيع أجهزة الكمبيوتر المحمولة المستعملة مقابل النقود وإعادة بيع خدمات الاستضافة، وليس لأن شخصا آخر لديه نفس الفكرة يعني أنها تستحق اهتماما أقل.

يجب أن تتحلى بالتركيز

ويستطرد الكاتب فيوضح أن أحد المشاكل التي تواجه رواد الأعمال هو تشتت الانتباه بين الأفكار التي يعملون عليها ويؤسسون شركاتهم وفقها، مؤكدا أنه على الرغم من أن امتلاك أفكار جديدة مهارة لا يمتلكها الجميع إلا أنه لا ينبغي السماح للأفكار الجديدة بالتغلب على الأفكار القديمة، خاصة إذا كانت لا تزال في مرحلة بدء التشغيل الدقيقة.

وتابع، من المهم معرفة متى تتصرف بناء على فكرة، ومتى يتم تأجيلها لوقت لاحق حتى تتمكن من الاستمرار في التركيز على شركتك الناشئة الحالية.

كن صبورا

ويشدد الكاتب على أن الدرس الأخير والأهم الذي تعلمه في إدارة الشركات الناشئة هو الحاجة الشديدة للصبر، مبينا أن الشركات الناشئة تشبه الأطفال كثيرا؛ موضحا ذلك بقوله "نحن جميعا، كمنشئين للشركات الناشئة، آباء قلقون، نتطلع إلى النقطة التي يبدأ فيها إنتاجنا في المشي والتحدث بمفرده".

ويتابع مؤكدا أنه يجب اتباع نهج خاص مع الشركات الناشئة فلا ينبغي أن نتوقع منها الكثير في وقت مبكر، ولا يجب أن نتركها وحدها كثيرا، كما يجب وضع أهداف الشركة وحدود عملها بكل دقة. ويختتم دوديا مقاله بتلخيص هذه النصائح، حيث يشدد على أن الشركات الناشئة حتى تنجح فإنها تتطلب استثمار الوقت والجهد والدعم.

كما ينبغي التعامل معها بشكل دقيق من خلال رؤية واضحة للمستقبل، إضافة إلى وجوب التحلي بالصبر وترك الشركة تنمو بشكل تلقائي بدون  استعجال.

المصدر : الصحافة الأميركية