تطبيق مسواك.. تجربة رائدة للتسوق الإلكتروني في العراق

شهد تطبيق "مسواك" نموا واسعا خلال العام الماضي، وتجاوزت أعداد المشتركين في التطبيق أكثر من نصف مليون مشترك مع تضاعف حجم المبيعات، وأصبح التطبيق يغطي كل أنحاء العراق

مروان جبار: مهمة "مسواك" هي بناء مؤسسة تكنولوجية أكثر إبداعا وكفاءة في العراق (الجزيرة)

بغداد- في خلال 4 سنوات فقط، استطاع الشاب عمار أمين تحقيق حلمه بإنشاء أكبر موقع للتسوق الإلكتروني في العراق بعد تخليه عن وظيفته كأستاذ في الجامعة، ليتجه بعدها نحو ريادة الأعمال، حيث أسس مشروعه الخاص عام 2014 بدأ فيه بتطبيق إلكتروني بسيط، ليصبح اليوم أكبر منفذ إلكتروني لديه أفرع موزعة على جميع أنحاء العراق.

يقول مروان جبار، نائب المدير التنفيذي لتطبيق "مسواك"، في حديثه لصفحة "ريادة -الجزيرة نت" إن مسؤول المشروع عمار أمين اعتمد على جهود الشباب اليافعين في تصميم الموقع، وكان ذلك تحديا بالنسبة له، أراد من خلاله أن يثبت أن الأيادي العراقية قادرة على بناء مشروع ضخم يمكن أن يقدم بضائع لعلامات تجارية أصلية في العراق.

وبحسب جبار، فإن التطبيق يوفر كافة المستلزمات والاحتياجات المنزلية والملابس والعطور والأجهزة الكهربائية والإلكترونية من مناشئ عالمية، كما يتيح التطبيق الفرصة للتجار بعرض بضائعهم باستخدام هواتفهم أو حواسيبهم، لبيعها مباشرة للعملاء.

القائمون على المشروع يسعون إلى تطوير مهام التطبيق من موقع تسويق إلكتروني إلى موقع لتطوير وتأهيل الشباب من رواد الأعمال (الجزيرة)

هدف جديد

ويضيف جبار أن مهمة "مسواك" هي بناء مؤسسة تكنولوجية أكثر إبداعا وكفاءة في العراق، تحرص على صقل أيادي عاملة تقنية محترفة جاهزة لمواكبة هذه التطورات السريعة والآنية، لعبور أصعب حقبة اقتصادية مرت على البلاد.

ويقدم المشروع فرصا للشباب الخريجين للانخراط في مجال الأعمال التقنية، حيث يقول الشاب محمد ثائر، خريج هندسة حاسبات والمسؤول في قسم التغليف، إنه سعيد للالتحاق بالعمل والانضمام إلى فريق مسواك، لأن إمكانية العمل في مجال تخصصه العلمي من الصعب أن تتوفر في القطاع الحكومي.

وأشار ثائر إلى الخبرة التقنية للتطبيق في مجال الأعمال الإلكترونية.

جانب من مرحلة تعبئة وتغليف المنتجات في شركة مسواك (الجزيرة)

نصف مليون مشترك بسبب الجائحة

وبفضل وباء كورونا، انتعش التسوق الإلكتروني في العراق، حيث غيرت الجائحة الكثير من عادات المستهلكين بسبب العزل المنزلي.

ووفقا لجبار، فإن التطبيق قد شهد نموا واسعا وصل إلى الضعف، وازدادت نسبة المشتركين إلى أكثر من نصف مليون مشترك وتضاعف حجم المبيعات، ولذلك توسع العمل في المشروع وازداد عدد العاملين فيه، وأصبح التطبيق يغطي جميع محافظات العراق ويشمل جميع الفئات.

وحول الفئات الأكثر استخداما لمسواك، أشار المدير التنفيذي للتطبيق إلى أن فئة النساء هي الأكثر استخداما له، وبحسب دراسة أجراها فريق العمل، فإن ربات البيوت والأمهات العاملات هن الأكثر تسوقا، كما سجلت الدراسة أن مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة والشعر هي الأكثر مبيعا في تطبيق "مسواك"، ويضم التطبيق الآن أكثر من 2000 علامة تجارية وحوالي 450 تاجرا موزعا أو وكيلا.

التسوق الإلكتروني انتعش في العراق، حيث غيرت الجائحة الكثير من عادات المستهلكين بسبب العزل المنزلي (الجزيرة)

ويرى باسم أنطوان، خبير اقتصادي، أنه بالرغم من تعثر العراق في الكثير من الأعمال، فإنه يجب أن يواكب التغيرات الاقتصادية الحاصلة في العالم، واعتبر أن المشاريع الخاصة والصغيرة يمكن لها أن تقضي على البطالة والفقر وتحقق تطورا في المستقبل، لأن الشعب العراقي يمتاز بقدرة شرائية كبيرة.

ويسرد أنطوان في حديثه لريادة- الجزيرة نت أن الاقتصاد المنتج يخفف من إصرار المواطنين على التحاقهم بدوائر الدولة، ويشجع الشباب للعمل من خلال حسابهم الخاص لتحقيق نتائج مرضية تساعدهم في إعالة أُسرهم.

وأردف أن "على الدولة أن تسهل لهم القروض الميسرة وتدعمهم بالقوانين التي تستوعب التغيرات الحاصلة في مجال التجارة الإلكترونية، دون المرور بالبيروقراطية والروتين اللذين يعرقلان تقدم المواطنين في بناء مشاريعهم الاقتصادية".

المصدر : الجزيرة