والآن.. شركات ناشئة تصنع "روبوتا" يقوم بطلاء الأظافر

الشركات الناشئة تستخدم التقنية لاتخاذ مسار آلي في التعامل مع تجميل الأظافر (نيويورك تايمز)

كان أومري موران موجودًا في الوقت المحدد لموعده الغرامي الأول مع فتاة ما، لكن الفتاة -لسبب غير مفهوم- تأخرت. وصلت أخيرا لكنها تمكنت من تفادي السؤال عن سبب تأخرها، وتذكر موران تبريرها وهي تقول: "لا تهتم، فإنك لن تستوعب الأمر".

ولم يكن من السهل ردع موران، الذي كان آنذاك رئيس شركة ناشئة للتتبع الجغرافي، وواصل واكتشف السبب: لقد كانت الفتاة قد أفسدت طلاء أظافرها الجديد المعد لموعدهما، ثم حاولت ولم تنجح في معالجة ذلك.

في وقت المواعدة عام 2016، لم يستوعب موران الأمر حقا، لكن تلك اللحظة أتاحت له نوعا من الإلهام.

قال موران: "أنا واحد من الأشخاص الذين عندما يرون أشياء سيئة، يبدؤون للتو في التفكير في حلول لها"، وتابع: "لقد تساءلت: لماذا لا يمكن أن يكون الأمر آليا؟ وهكذا تحركنا نوعا ما في هذا الاتجاه".

فلقد تصور موران أسلوبًا يستخدم فيه الروبوت في عمليات تجميل الأظافر، وبدأ العمل على تنفيذ فكرته في ذلك العام، وهو ما تحول فيما بعد إلى شركة نيمبل (Nimble). ويسعى ذلك المفهوم، الذي تعمل عليه شركتان ناشئتان بشكل منفصل، إلى تقديم طريقة بسيطة لتوفير طلاء أظافر مضمون. وطورت شركتا كلوك وورك (Clockwork) وكورال (Coral)، بالإضافة إلى شركة نيمبل التابعة لموران، تقنيات متميزة ونماذج أعمال مختلفة لتزويد العملاء بتغيير سريع في لون الطلاء.

ولكن لا تتخلي عن موعدِك الاعتيادي في الوقت الحالي. ففي حين أن الشركات الثلاث قد حصلت على تمويل خارجي كبير، لا تزال الأجهزة قيد الاختبار والتعديل قبل ظهورها بالكامل في السوق. ولا تقدم أي من الشركات الثلاث طلاء أظافر كاملا على طريقة الصالونات التي تشمل عادة التشكيل والتلميع. ومع ذلك، يمكنها في النهاية قلب سوق العناية بالأظافر المتنامي.

وكجزء في السوق، تعتبر عمليات تجميل الأظافر هدفًا يستحق المتابعة، حيث تشير التقديرات إلى أن سوق العناية بالأظافر يقترب من 10 مليارات دولار، ويمكن أن يصل إلى 11.6 مليار دولار بحلول عام 2027. وفي حين أن حجم سوق الألوان وحده لم يتم اختباره، فإن المستثمرين يجدونه مغريًا. وكما قالت جولي بورنشتاين، مؤسسة تطبيق التسوق "يس" (Yes) التي استثمرت في كلوك وورك، فإن الفكرة كان لها صدى لأن عمليات تجميل الأظافر تستغرق وقتًا طويلاً.

وقالت بورنشتاين: "أنا شخصياً لا أحب قضاء 40 دقيقة في الذهاب إلى صالون الأظافر".

وتتضمن التقنية بعض الأجهزة -مثل ذراع آلية في بعض الحالات- لطلاء الأظافر، مع برنامج يعتمد على التعلم الآلي لتمييز الظفر عن الجلد المحيط به. وتستخدم كل شركة نهجًا مختلفًا، ولكنها تعتمد بشكل أساسي على مسح ضوئي لآلاف من أشكال الأظافر وإنشاء قاعدة بيانات. وتلتقط الكاميرات الموجودة داخل الأجهزة صورًا لأظافر المستخدم، وهي عملية تتكرر في كل مرة يتم فيها إجراء تجميل للأظافر حتى على نفس الشخص. وأثناء تطوير هذا، حاولت الشركات الثلاث تقليل عدد الأجزاء المتحركة والاعتماد بشكل أكبر على البرمجيات، لأن الأجزاء المتحركة يمكن أن تتعطل بمرور الوقت.

لقد كانت كلوك وورك أول من دخل إلى السوق، وإن كان ذلك بطريقة محدودة. ويوم 28 مايو/أيار الماضي، افتتحت الشركة متجرًا يطل على الشارع في منطقة مارينا في سان فرانسيسكو، وهو موقع مرحلي، من المتوقع أن يكون مفتوحًا لمدة 6 أشهر على الأقل. وسيدفع العملاء 7.99 دولارات لاختبار الجهاز، وهو أكبر قليلاً من الميكروويف. ويأتي الافتتاح التجريبي بعد إجراء اختبارات عام 2019 في مكتبهم لشكل سابق للجهاز مع موظفي "دروب بوكس" (Dropbox)، حيث التقى رينوكا أبتي وآرون فيلدشتاين -مؤسسا كلوك وورك- لأول مرة، (وفي ذلك الوقت، كانت الشركتان على بعد مبانٍ قليلة من بعضهما).

ونتاج ذلك كان تتويجًا لـ4 سنوات من العمل، حيث بدأت أبتي وفيلدشتاين شركتهما عام 2017، وذلك على حد قول أبتي، حيث تمت غربلة ما يقرب من 70 فكرة قبل الاستقرار على ما أسموه "تجميل أظافر".

صورة غير مؤرخة وفرتها شركة نيمبل لجهازها لتجميل الأظافر (نيويورك تايمز)

ويشتمل جهازهم المحمول -المخصص للمتاجر والمكاتب والمجمعات السكنية- على منضدة، وعلى مزيج من الرؤية الحاسوبية والذكاء الاصطناعي لطلاء الأظافر. وبدلا من استخدام ذراع آلية، تشتمل أجهزتهم على ما يُعرف باسم الرافعة المتحركة، وهي تقنية قديمة تعتمد على حركات المحاور المتعددة واستخدامها في إضافة ملمع الأظافر.

لقد اختارا اسم شركة "كلوك وورك"، وهو تلاعب بالكلمات للإشارة الى الميل إلى عمليات تجميل الأظافر في أوقات منتظمة مع التعقيد التقني للساعات. وكان الاثنان يعملان دون أجر حتى أواخر عام 2019، عندما حصلوا على 3.2 ملايين دولار في جولتهما الأولى لجمع التمويل.

وحصلت شركة كورال -وهي شركة أخرى تحاول تغيير صناعة صالونات التجميل- على 4.3 ملايين دولار من تمويل المشاريع في نفس الوقت تقريبًا. ولكن الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس للشركة برادلي ليونج، قال إنه نظرًا لعدم تمكنهم من تخفيض سعر الجهاز كما كانوا يأملون في الشكل الحالي، فقد جعلوه نصف روبوت فقط لتقليل التكلفة.

وقامت شركة "نيمبل" بدمج ما يسمى بالرؤية الحاسوبية للعمل مع الذكاء الاصطناعي وذراع آلية؛ لتقديم عمليات تجميل بسيطة للأظافر مدتها 10 دقائق في جهاز قريب أيضًا من حجم محمصة الخبز. ولبناء الوعي بالعلامة التجارية، قامت الشركة -التي بدأت في تل أبيب ولكن يقع مقرها الآن في مدينة نيويورك- مؤخرًا بإدارة حملة لجمع التمويل على منصة "كيك ستارتر" (Kickstarter)، وحصلت أيضًا على تمويل أولي بقيمة 10 ملايين دولار.

وكما هي الحال مع أي روبوت، هناك سؤال لا مفر منه حول ما إذا كان سيتم استبدال تلك الأجهزة بالوظائف. فوفقًا لمكتب إحصاءات العمل، في عام 2019 كان هناك 155 ألفا و300 وظيفة؛ بمتوسط أجر يبلغ 27 ألفا و870 دولارًا في السنة، أو 13.40 دولارا في الساعة (قبل الإكراميات). وبدون أي توقف، معدل النمو المتوقع هو 19%.

ولا تقوم أي من الآلات المستقبلية تلك بتشكيل الأظافر، لذا فلم يتم تعطيل هذا الجزء من خدمة الصالونات. وقالت أبتي إنها لا تتوقع فقدان أي وظيفة في الصالونات، لأن جهازها سيعمل كخدمة إضافية. وقال ليونغ أيضًا إنه لا يتوقع أن يؤدي جهاز شركته إلى توقف الناس عن العمل، لأنه لا يحل محل التجميل الكامل للأظافر.

© مؤسسة نيويورك تايمز 2021

نقلتها للعربية صفحة ريادة-الجزيرة نت

المصدر : نيويورك تايمز