مستشهدة باستهداف فلسطينيين وصحفيين.. آبل تقاضي شركة إسرائيلية تتجسس برعاية حكومات

شركة آبل أعلنت مساء أمس الثلاثاء رفع دعوى قضائية ضد مجموعة "إن إس أو " (NSO) الإسرائيلية (الجزيرة)

أعلنت شركة "آبل" (Apple) مساء أمس الثلاثاء رفع دعوى قضائية ضد مجموعة "إن إس أو" (NSO)الإسرائيلية للتجسس الرقمي لمحاسبتها على مراقبة واستهداف مستخدمي آبل لحساب حكومات قمعية.

وتقدم الشكوى -التي حصلت صفحة ريادة الجزيرة على نصها الكامل- معلومات جديدة عن كيفية استهداف مجموعة "إن إس أو" الإسرائيلية لأجهزة الضحايا ببرنامج التجسس المسمى "بيغاسوس" (Pegasus) الخاص بها. وقالت شركة "آبل" -في بيان صحفي منفصل- إنه لمنع مزيد من الإساءة والضرر لمستخدميها، تسعى "آبل" أيضا إلى "إصدار أمر قضائي دائم لمنع المجموعة الإسرائيلية من استخدام أي برنامج أو خدمات أو أجهزة تتعلق بشركة آبل على الإطلاق".

بيان آبل: تستهدف هذه الهجمات عددا صغيرا جدا من المستخدمين فقط، غير أنها تؤثر في الأشخاص عبر منصات متعددة، بما في ذلك "أندرويد" و"آي أو إس".

يذكر أنه حسب نص أوراق القضية، الواقعة في ٢٢ صفحة، فإن المجموعة الإسرائيلية تصنع تكنولوجيا رقابة برعاية بعض الدول القمعية لتمكين برامج التجسس العالية الاستهداف من مراقبة ضحاياها من كثب، وحتى التحكم في بعض البرامج على الهواتف، خصوصا الميكروفون والكاميرا.

وقال البيان الصحفي "تستهدف هذه الهجمات عددا صغيرا جدا من المستخدمين فقط، غير أنها تؤثر في الأشخاص عبر منصات متعددة، بما في ذلك (أندرويد) و(آي أو إس)".

وقد وثق باحثون وصحفيون علنا تاريخا من إساءة استخدام برامج التجسس الإسرائيلية هذه لاستهداف الصحفيين والناشطين والمعارضين والأكاديميين والمسؤولين الحكوميين، خصوصا في منطقة الشرق والفلسطينيين ومعارضي حكومات عربية وشرق أوسطية.

يقول كريغ فيدريغي نائب الرئيس الأول لهندسة البرمجيات في شركة آبل "تنفق الجهات الفاعلة التي ترعاها حكومات بعينها مثل مجموعة (إن إس أو) ملايين الدولارات على تقنيات المراقبة المتطورة من دون مساءلة فعالة، وهذا يحتاج إلى تغيير".

وأضاف "أجهزة آبل هي الأجهزة الاستهلاكية الأكثر أمانا في السوق ولكن الشركات الخاصة التي تطور برامج تجسس برعاية حكومات أصبحت أكثر خطورة. وفي حين أن تهديدات الأمن السيبراني هذه لا تؤثر إلا على عدد قليل جدا من عملائنا، فإننا نأخذ أي هجوم على مستخدمينا على محمل الجد، ونحن نعمل باستمرار لتعزيز الحماية الأمنية وحماية الخصوصية في دائرة الرقابة الداخلية للحفاظ على سلامة جميع مستخدمينا".

ووفق عريضة الدعوى التي راجعتها صفحة ريادة من محكمة شمال كاليفورنيا بمدينة سان هوزيه، فقد استشهدت شركة آبل بالأنباء الصحفية عن استهداف فلسطينيين ناشطين في مجال حقوق الإنسان، وذكرت الدعوى "في الأيام الأخيرة، ذكرت صحيفة الغارديان أن 6 مدافعين فلسطينيين عن حقوق الإنسان -أحدهم مواطن أميركي- تعرضوا للهجوم والمراقبة باستخدام برامج التجسس التابعة لشركة (إن إس أو)".

وعلى الرغم من ادّعاء شركة "إن إس أو" أن برامجها لا يمكن أن تستخدم في التجسس داخل الولايات المتحدة، فإنه قد تم التنصت على مواطنين أميركيين وعلى هواتفهم الذكية، حسب عريضة الدعوى.

كما تسعى دعوى شركة آبل إلى الحصول على تعويض مالي عن "الانتهاكات الصارخة التي ارتكبتها الشركة للقانون الفدرالي وقانون الولايات الأميركي، الناشئة عن جهودها لاستهداف ومهاجمة آبل ومستخدميها".

وتكرّس مجموعة "إن إس أو" وعملاؤها الموارد والقدرات الهائلة للدول والحكومات السلطوية لتنفيذ هجمات إلكترونية مستهدفة عالية الدقة، مما يسمح لهم بالوصول إلى الميكروفون والكاميرا والبيانات الحساسة الأخرى على أجهزة آبل وأندرويد.

وقال رئيس قسم الهندسة الأمنية في "آبل" إيفان كريستيتش "نعمل دائما على الدفاع عن مستخدمينا ضد حتى الهجمات الإلكترونية الأكثر تعقيدا. إن الخطوات التي نتخذها اليوم ستبعث برسالة واضحة في مجتمع حر تقول إن من غير المقبول تسليح برامج التجسس القوية التي ترعاها حكومات ضد أولئك الذين يسعون إلى جعل العالم مكانا أفضل".

يقول رون ديبرت مدير مختبر "سيتيزن" في جامعة تورنتو "لقد سهّلت شركات التجسس المرتزقة مثل مجموعة (إن إس أو) بعض أسوأ انتهاكات حقوق الإنسان وأعمال القمع العابرة للحدود الوطنية في العالم، في حين أثرت هي ومستثمروها".

وقالت آبل إنها لزيادة تعزيز جهود الذين يراقبون مثل هذه الهجمات، ستسهم بمبلغ 10 ملايين دولار، فضلا عن أي تعويضات من الدعوى القضائية، للمنظمات التي تتابع أبحاث الدفاع عن الإنترنت.

كما ستدعم آبل الباحثين في "مختبر سيتيزن" (the Citizen Lab) الذي كان من أول من تتبع الشركة الإسرائيلية، بتوفير مساعدة تقنية وهندسية مجانية للمساعدة في مهمتهم البحثية المستقلة. وقالت آبل في بيانها "عند الاقتضاء، ستقدم المساعدة نفسها للمنظمات الأخرى التي تقوم بعمل حاسم في هذا المجال".

وقال رون ديبرت مدير مختبر "سيتيزن" في جامعة تورنتو "لقد سهلت شركات التجسس المرتزقة مثل مجموعة (إن إس أو) بعض أسوأ انتهاكات حقوق الإنسان وأعمال القمع العابرة للحدود الوطنية في العالم، في حين أثرت هي ومستثمروها".

وأضاف "أشيد بآبل لمحاسبتهم على انتهاكاتهم، ونأمل القيام بذلك. آبل سوف تساعد على تحقيق العدالة لجميع الذين وقعوا ضحايا لسلوك مجموعة (إن إس أو) المتهورة".

وقالت الشركة الأميركية التي مقرها كوبرتينو بولاية كاليفورنيا بمنطقة وادي السيليكون إنه في أي وقت تكتشف فيه آبل نشاطا متسقا مع هجوم برامج التجسس الذي ترعاه الحكومات، ستقوم بإخطار المستخدمين المتأثرين بذلك الهجوم.

المصدر : الجزيرة