لتغيير صورة المسلمين على الشاشة.. ديزني تدعم قاعدة بيانات رائدة للفنانين المسلمين

مشهد من فيلم "زفاف علي" (2017).
مشهد من فيلم "زفاف علي" (2017). (مواقع التواصل الإجتماعي)

تم إنشاء مبادرة جديدة لتعزيز إدماج المسلمين في صناعة الأفلام من قبل مجموعة مناصرة بدعم من شركة "والت ديزني"(Walt Disney)، بعد تقرير صدر هذا العام وجد أن المسلمين نادرا ما يصورون في الأفلام الرائجة، وأن العديد من الشخصيات الإسلامية يتم ربطها بالعنف.

وقد تم الإعلان عن المشروع، واسمه "قاعدة بيانات بيلرز للفنانين المسلمين" (the Pillars Muslim Artist Database)، يوم الثلاثاء من قبل صندوق بيلرز، وهي مجموعة نشطة في شيكاغو كانت قد أصدرت تقريرا عن التنميط بمشاركة "مبادرة أنينبرغ للإدماج بجامعة جنوب كاليفورنيا" (the University of Southern California Annenberg Inclusion Initiative) وآخرين.

وقال كاشف شيخ، أحد مؤسسي "بيلرز" ورئيسها، إنه عندما ناقشت المجموعة النتائج، قال العاملون في صناعة السينما إنهم في كثير من الأحيان لا يعرفون أين يجدون الكتاب أو الممثلين المسلمين.

"قال التقرير إن من بين 8965 شخصية ناطقة، كان 1.6% منهم مسلمين. وأضاف أن ما يزيد قليلا على 60% من الشخصيات الإسلامية الابتدائية والثانوية ظهرت في أفلام تدور أحداثها في الماضي التاريخي أو القريب".

وقال شيخ إن قاعدة البيانات هذه تهدف إلى منح الممثلين المسلمين والمخرجين والسينمائيين وفنيي الصوت وغيرهم، والذين يمكنهم المساعدة في خلق صور أكثر دقة علاوة على الفرصة، لتكوين ملفات تعريف على الإنترنت يمكن اللجوء إليها من قبل أولئك الذين يقومون بعمليات التوظيف لإنتاج الأفلام والتلفزيون والبث.

وبهذه الطريقة، قال شيخ إن "المسلمين في جميع أنحاء البلاد سيتمكنون من الاشتراك ثم التحدث عن مواهبهم و عن خبراتهم".  وأضاف "من المفترض حقا أن يكون هذا موردا للإستوديوهات، ولصناعة السينما".

يذكر أن التقرير واسمه "مفقود ومضار" الذي بحث في عملية التنميط، قد صدر في يونيو/حزيران، وقام بتحليل 200 فيلم ذات أعلى الإيرادات التي تم إصدارها بين عامي 2017 و2019 في جميع أنحاء الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا.

وقال التقرير إنه من بين 8965 شخصية ناطقة، كان 1.6% منهم مسلمين. وأضافت أن ما يزيد قليلا على 60% من الشخصيات الإسلامية الابتدائية والثانوية ظهرت في أفلام تدور أحداثها في الماضي التاريخي أو القريب. وقال التقرير إن أقل من 40% فقط ظهروا في 3 أفلام جرت في أستراليا الحالية، وظهرت معظم هذه الشخصيات -بما في ذلك "الزعيم المسلم الوحيد في الوقت الحاضر"- في فيلم واحد، "حفل زفاف علي"، صدر في عام 2017.

كما أصدرت "ركائز" أو "بيلرز"، إلى جانب مبادرة الإدماج تلك بمشاركة الممثل البريطاني ريز أحمد وشركة الإنتاج التابعة له، واسمها "أفلام اليد اليسرى" (Left Handed Films)، أصدرت تقريرا مصاحبا بعنوان "تفاصيل إدماج المسلمين" يهدف إلى "تغيير جذري في الطريقة التي يتم بها تصوير المسلمين على الشاشة".

"المسلمون في جميع أنحاء البلاد سيتمكنون من الاشتراك ثم التحدث عن مواهبهم وعن خبراتهم.. من المفترض حقا أن يكون هذا موردا للإستوديوهات، ولصناعة السينما".

وقال شيخ إنه قبل إصدار التقارير، بدأت "بيلرز" محادثات مع شركة ديزني، التي دعمت إنشاء قاعدة البيانات بمنحة قدرها 20 ألف دولار.

وقالت لاتوندرا نيوتن، نائبة الرئيس الأول وكبيرة مسؤولي التنوع في ديزني، في بيان، إن الدعم جزء من جهد مستمر "لتضخيم الأصوات الممثلة تمثيلا ناقصا والقصص التي لا تروى"، مضيفة "يشرفنا دعم قاعدة بيانات الفنانين المسلمين الجديدة".

ويأتي ذلك في أعقاب الإعلان الأسبوع الماضي عن دليل بعنوان "الوقت الآن: قوة تمثيل السكان الأصليين في الترفيه"، كان ذلك نتيجة لشراكة بين ديزني و"إيلوميونيتف"(Illuminative)، وهي مجموعة غير ربحية تعمل على تسليط الضوء على "الأمم والشعوب الأصلية في المجتمع الأميركي".

وقالت المجموعة في بيان إن هذا الدليل تم إنشاؤه "للمساعدة في تجاوز الصور البالية وغير الدقيقة والهجومية في كثير من الأحيان عن السكان الاصليين في الثقافة الشعبية". والدليل يتضمن أقساما عن "مكافحة القوالب النمطية السلبية" و"تجنب الإسقاط الثقافي" و"دعم رواة القصص من السكان الأصليين".

وهذا الدعم لـ"بيلرز" و"إيلوميونيتف" هو أحدث مثال على كيفية دعم ديزني للتنوع، وسط شكاوى من أن هوليود تقدم فرصا قليلة جدا للنساء والملونين والمعوقين.

وقد تعرضت بعض أشهر عروض ديزني منذ عقود، بما في ذلك "أغنية الجنوب" (Song of the South) و"دمبو"(Dumbo)، للانتقاد بسبب تضمينها صورا عنصرية وما اعتبر رسوما كاريكاتيرية عنصرية مبطنة.

وفيلم "علاء الدين"، وهو فيلم رسوم متحركة حائز على جائزة الأوسكار أصدرته ديزني في عام 1992، ظهر فيه أصوات من الجنس الأبيض بشكل رئيسي وأغنية افتتاحية مع كلمات عن مكان بعيد "حيث قطعوا أذنك / إذا كانوا لا يحبون وجهك / إنه همجي، ولكن مهلا، إنه المنزل". (وقالت ديزني في عام 1993، بعد اعتراضات من أعضاء اللجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز، إن الإشارة إلى قطع الأذن ستزال ولكن كلمة "همجية" ستظل في مكانها).

ومع ذلك، وعلى مدى السنوات القليلة الماضية كما أكد الرئيس التنفيذي للشركة، روبرت إيغر، وبالتركيز على تنوع القصص والتمثيل فقد نُظر إلى بعض مشاريع الإستوديو على نطاق واسع على أنها رائدة.

فيلم "النمر الأسود"، وهو فيلم من إنتاج ديزني وشركة "مارفل"(Marvel) عن بطل خارق صدر في عام 2018، كان له طاقم من ذوي الجنس الأسود بالكامل تقريبا، بالإضافة إلى مخرج أسود. كما أكدت مجموعة من الأفلام وعروض خدمة البث التي أعلنت عنها "مارفل" في عام 2019 ضرورة التنوع على جانبي الكاميرا.

وعندما أصدرت ديزني طبعة جديدة حية من "علاء الدين" في عام 2019، حلت كلمة "الفوضى" محل "الهمجية" في الأغنية الافتتاحية.

© مؤسسة نيويورك تايمز 2021
نقلتها للعربية صفحة "ريادة الجزيرة".

المصدر : نيويورك تايمز