خبراء الأمن السيبراني يطلقون صافرة إنذار بشأن خطط الاتحاد الأوروبي وشركة آبل لمراقبة الهواتف

ستسمح التقنية الجديدة لشركة آبل باكتشاف صور الانتهاكات الجنسية ضد الأطفال في هاتف شخص ما عن طريق إجراء مسح على الصور التي تم تحميلها على خدمة تخزين آي كلاود (iCloud) السحابية (الجزيرة)
ستسمح التقنية الجديدة لشركة آبل باكتشاف صور الانتهاكات الجنسية ضد الأطفال في هاتف شخص ما عن طريق إجراء مسح على الصور التي تم تحميلها على خدمة تخزين آي كلاود (iCloud) السحابية (الجزيرة)

انتقد أكثر من 12 خبيرًا بارزًا في مجال الأمن السيبراني أمس الخميس خطط شركة "آبل" (Apple) والاتحاد الأوروبي لمراقبة هواتف الأشخاص بحثًا عن المواد غير المشروعة، واصفين هذه الجهود بأنها إستراتيجيات خطيرة وغير فعالة من شأنها أن تشجع الرقابة الحكومية.

وفي دراسة مكونة من 46 صفحة، كتب الباحثون أن الاقتراح الذي قدمته شركة "آبل" بهدف التقاط صور الاعتداء الجنسي على الأطفال على أجهزة "آي فون"(Iphone)، بالإضافة إلى فكرة دعمها أعضاء في الاتحاد الأوروبي للكشف عن الانتهاكات المشابهة والصور الإرهابية على الأجهزة المشفرة في أوروبا، يستخدم "تكنولوجيا خطيرة".

وبحسب الباحثين، فيجب أن تكون "مقاومة محاولات التجسس على المواطنين الملتزمين بالقانون والتأثير عليهم من أولويات الأمن القومي".

ستسمح هذه التقنية، والمعروفة باسم الفحص/المسح من جانب العميل، لشركة "آبل"، أو ربما أيضا، مسؤولي إنفاذ القانون في أوروبا، باكتشاف صور الانتهاكات الجنسية ضد الأطفال في هاتف شخص ما عن طريق إجراء مسح على الصور التي تم تحميلها على خدمة تخزين "آي كلاود" (iCloud) السحابية من "آبل".

وعندما أعلنت شركة "آبل" عن أداتها المخطط لها في أغسطس/آب، قالت إنها ستقارن ما تسمى ببصمة الصورة بقاعدة بيانات معروفة لمواد الاعتداء الجنسي على الأطفال، للبحث عن التطابقات المحتملة.

في دراسة مكونة من 46 صفحة، كتب الباحثون أن الاقتراح الذي قدمته شركة "آبل" بهدف التقاط صور الاعتداء الجنسي على الأطفال على أجهزة "آي فون"(Iphone)، يستخدم "تكنولوجيا خطيرة".

لكن الخطة أثارت ضجة بين المدافعين عن الخصوصية، وأثارت مخاوف من أن هذه التكنولوجيا قد تقوض الخصوصية الرقمية وتستخدم من قبل الحكومات الاستبدادية لتعقب المعارضين السياسيين والآخرين من أعدائها في نهاية المطاف.

وقالت شركة "آبل" إنها سترفض أي طلبات من هذا القبيل بواسطة حكومات أجنبية، لكن الاحتجاج ضدها أدى بها إلى تعليق إصدار أداة المسح هذه مؤقتًا في سبتمبر/أيلول الماضي. وامتنعت الشركة عن التعليق على التقرير الذي صدر أمس الخميس.

وقال باحثو الأمن السيبراني إنهم بدؤوا دراستهم قبل إعلان "آبل". إذ كانت وثائق أصدرها الاتحاد الأوروبي واجتماعًا مع مسؤولين في الاتحاد خلال العام الماضي قد قادتهم إلى الاعتقاد بأن قيادة الكتلة الأوروبية تريد برنامجًا مشابهًا، لا يقتصر فقط على الكشف عن صور الانتهاكات الجنسية ضد الأطفال، ولكن أيضًا بحثًا عن علامات الجريمة المنظمة والمؤشرات على الروابط الإرهابية.

قالت شركة "آبل" إنها سترفض أي طلبات بواسطة حكومات أجنبية، لتعقب المعارضين السياسيين.

ويعتقد الباحثون أن مقترحًا للسماح بفحص الصور في الاتحاد الأوروبي يمكن أن يأتي قريبًا، ربما هذا العام.

وقال الباحثون إنهم قرروا نشر نتائجهم الآن لإعلام الاتحاد الأوروبي بمخاطر هذه الخطة، ولأن "اتساع رقعة صلاحيات الرقابة الممنوحة للدولة تتعدى حقيقة الخط الأحمر" حسبما قال قال روس أندرسون، أستاذ الهندسة الأمنية في جامعة كامبردج والعضو في مجموعة الباحثين.

وبصرف النظر عن مخاوف المراقبة، قال الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن التكنولوجيا لم تكن فعالة في تحديد صور الاعتداء الجنسي على الأطفال. وقالوا إنه في غضون أيام من إعلان شركة "آبل"، كان الناس قد اكتشفوا طرقًا لتجنب اكتشاف الصور عن طريق إجراء تعديلات طفيفة عليها.

وأضافت سوزان لاندو، أستاذة الأمن السيبراني والسياسات في جامعة "تفتس"(Tufts) الأميركية، وهي عضو آخر في المجموعة، "إنها تسمح بمسح جهاز شخصي خاص دون أي مبرر محتمل لحدوث شيء غير شرعي". وتابعت "إنه أمر خطير للغاية. خطير على الأعمال التجارية، والأمن القومي، والأمان العام والخصوصية".

© مؤسسة نيويورك تايمز 2021

نقلتها للعربية صفحة "ريادة الجزيرة"

المصدر : نيويورك تايمز