السودان.. مظاهرات بعدة مدن للمطالبة بحكم مدني ومواجهات بين الشرطة ومحتجين قرب القصر الجمهوري

المتظاهرون اتهموا حمدوك بخيانة الثورة وجددوا تمسكهم بالدولة المدنية (الفرنسية)

أطلقت قوات الأمن السودانية اليوم الاثنين الغاز المسيل للدموع على متظاهرين في محيط القصر الرئاسي بالعاصمة الخرطوم، في حين أبدت الولايات المتحدة ترحيبها "بالتزام" الحكومة السودانية بحماية المتظاهرين الرافضين لإجراءات قائد الجيش عبد الفتاح البرهان.

ويتظاهر آلاف السودانيين وسط العاصمة ومدن أخرى للتنديد "بالانقلاب العسكري" الذي نفذه قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان منذ نحو شهرين، والمطالبة بتسليم السلطة للمدنيين، وتنحي الجيش عن العملية السياسية، كما يطالبون بالقصاص لقتلى الثورة السودانية.

وفي بث مباشر على صفحة "لجان مقاومة الخرطوم" أظهرت مشاهد مصورة من موقف مواصلات جاكسون الرئيسي وسط العاصمة المحتجين الذين يحملون الأعلام الوطنية وهم يتوجهون صوب القصر الرئاسي.

وانطلق موكب احتجاجي ثان من شارع الحرية (وسط الخرطوم) نحو القصر الرئاسي، حسب شهود عيان.

كما نشرت صفحة "لجان مقاومة الخرطوم بحري" بثا لحشد في منطقة الشعبية بالمدينة (غرب) يحمل لافتة عليها عبارة "الردة مستحيلة".

الوصول الي شارع القصر

تم النشر بواسطة ‏لجنة مقاومة الشجرة الحماداب‏ في الاثنين، ١٣ ديسمبر ٢٠٢١

وفي حي دار السلام أمبدة (غربي العاصمة) خرج محتجون رفضا "للانقلاب"، ورفعوا لافتات كتب عليها: حرية وسلام وعدالة.

وفي مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور (غرب) خرج محتجون للمطالبة بمدنية الدولة، ورفعوا لافتة كتب عليها "لجان مقاومة نيالا – موكب 13 ديسمبر/كانون الأول لدعم التحول المدني الديمقراطي".

كما شهدت مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (غرب) احتجاجات مماثلة ورفعوا لافتات كتب عليها شعارات منها "العسكر للثكنات".

وفي مدينة عطبرة بولاية نهر النيل (شمال) خرج العشرات رافعين الأعلام الوطنية على الدراجات النارية ولافتات كتب عليها "الثورة ثورة شعب…السلطة سلطة شعب".

كذلك خرج محتجون في مدينة الدمازين بإقليم النيل الأزرق للمطالبة بالقصاص لشهداء الثورة السودانية، متهمين رئيس الوزراء عبد الله حمدوك بخيانة الثورة.

نحن الثورة ونحن القوة ويا برهان جايينك جوة القصر الجمهوري ✌🔥

تم النشر بواسطة ‏لجان أحياء البراري‏ في الاثنين، ١٣ ديسمبر ٢٠٢١

وجاءت هذه المظاهرات بدعوة من لجان مقاومة الخرطوم أمس الأحد، التي قالت إن هذه المواكب ستتوجه إلى القصر الرئاسي بالعاصمة.

وفي وقت سابق اليوم الاثنين، أبدت الولايات المتحدة ترحيبها بالتزام الحكومة السودانية بحماية المتظاهرين الرافضين لإجراءات البرهان.

في غضون ذلك، أكد تجمع المهنيين تمسكه بما سماها "لاءات المقاومة" (لا تفاوض لا شراكة لا شرعية) مع السلطة الحالية والتمسك بالنضال السلمي لإزالة المجلس العسكري عن الحكم، وانتقال السلطة الفعلية للقوى المدنية الديمقراطية.

وأكد التجمع -في بيان- أنه لن يقبل أن يبقى السودان رهينة أطماع أو مخاوف حفنة من جنرالات المجلس العسكري.

في حين كشف المكتب التنفيذي لقوى الحرية والتغيير-مجموعة المجلس المركزي عن أن التحالف يجري مشاورات مع قوى مختلفة لبناء أوسع جبهة مقاومة الانقلاب، حسب تعبيره

ويشهد السودان -منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي- احتجاجات رفضا لإجراءات اتخذها البرهان في اليوم ذاته، وتضمنت إعلان حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وعزل حمدوك، عقب اعتقال قيادات حزبية ومسؤولين، ضمن إجراءات وصفتها قوى سياسية بأنها انقلاب عسكري.

ورغم توقيع البرهان وحمدوك اتفاقا سياسيا، في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، يتضمن عودة الأخير لمنصبه، وتشكيل حكومة كفاءات، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وتعهد الطرفين بالعمل سويا لاستكمال المسار الديمقراطي، فإن قوى سياسية ومدنية عبرت عن رفضها الاتفاق بوصفه محاولة لشرعنة الانقلاب، متعهدة بمواصلة الاحتجاجات حتى تحقيق الحكم المدني الكامل.

المصدر : الجزيرة + وكالات