"الورشة" يناقش دور الكوميديا في الإعلانات وأثرها على الجماهير
وقال مقدم البرنامج أحمد أمين إن هذا النوع من الإعلانات لا بد أن يجد زاوية يدخل منها للجمهور مع ضرورة الابتعاد عن الوعظ المباشر، مشيرا إلى أن دور الكوميديا هو إيصال الرسائل بشكل غير مباشر.
وإلى جانب ذلك، فإن خفة الظل أمر مطلوب جدا في الإعلان الكوميدي، لأنها تشبه الغلاف الذي يتم تقديم المعلومة بداخله، كما يقول أمين، مشيرا إلى أن الكوميديا هي وسيلة قديمة لإيصال المعلومة.
وحتى في مجال السياسة، كانت الكوميديا دائما وسيلة لانتقاد كثير من الأمور بشكل غير مباشر، وقد أدت لتغيير بعض القوانين في بعض الدول، حسب أمين، الذي يرى أن أهم عوامل نجاح الإعلان الكوميدي هو النجاح في ربط الجماهير عاطفيا بموضوع الإعلان.
وقال أمين إنه لا يوجد نوع شوكولاتة يمكنه تحقيق الأحلام ولا نوع بسكويت يمكنه بناء العضلات، لكن صناع الإعلانات الكوميدية يمكنهم الترويج للمنتج بطريقة تجعل المتلقي يقبل بهذه الفرضية من منطلق ساخر.
وينسحب هذا الأمر على الأدوية، وعلى السياسة التي يتحول بعض كتاب المنشورات الساخرة فيها إلى مؤثرين معروفين، كما يقول أمين.
ويرى الكوميديان السوري ملكي ماردينلي أن الإعلانات الكوميدية لها تأثيرات مباشرة تتمثل في محاولة خروج الناس من همومها اليومية عبر الضحك، وآخر غير مباشر يتمثل في محاولة الآخرين تقليد ما تقوم به وتقديم عمل كوميدي خاص بها.
الكوميديا تفتح باب النقاش
وتحدث المخرج والكاتب علي الكلثمي عن تجارب إحدى شركة "توب ثري" السعودية التي كان لديها مشكلة في ترويج منتجها، وأن وضعيته تغيرت بشكل كامل بعد تحولها إلى عمل إعلانات كوميدية.
وقال الكلثمي إن الكوميديا قد تدفع لحسم بعض القضايا المعلقة لدى الأشخاص أو لدى الحكومات، وإن كثيرا من القرارات تم اتخاذها بسبب تناول الموضوع بشكل ساخر.
وفي السياق، قال الكوميديان شاكر الشريف إن الكوميديا "هي الغلاف الحلو الذي يوضع بداخله الدواء المر"، وإن كثيرا من الأفكار التي كان المجتمع يرفض مناقشتها بشكل صريح أصبحت قابلة للنقاش بعد تناولها بشكل كوميدي.
وخلصت الحلقة إلى أن الكوميديا تلعب دورا كبيرا في الإعلانات كما في غيرها، فضلا عن دورها الكبير في السياسة وحياة الناس بدليل أن الرؤساء الأميركيين يعينيون كوميديانات لمراجعة خطابتهم وإضافة بعض الجمل المضحكة عليها أحيانا، خصوصا في فترات الانتخابات.