تمام الأكحل.. فلسطين بريشة الفنان ج2
– فنانان مختلفان في بيت الزوجية
– جمعية يافا للتنمية الاجتماعية
روان الضامن: في الحلقة الماضية فتحت الفنانة التشكيلية تمام الأكحل مع الجزيرة ملفات طفولتها المؤلمة، كيف هُجِّرت من مدينتها يافا في فلسطين بحرا وتحت قوة السلاح عام 1948 واضطرت للعمل في بيروت وهي لم تكمل الثالثة عشر، ثم سافرت إلى مصر لدراسة الفن وأقامت معرضها الأول في تموز / يوليو عام 1954 مع الطالب الجامعي الفنان الفلسطيني إسماعيل شموط والذي أصبح فيما بعد رفيق عمرها ليشكلا ثنائيا فلسطينيا في الفن التشكيلي، كتب الصحفي محمد عروق عام 1954 معلقا على المعرض الفني في مجلة الإذاعة المصرية، تمتاز لوحات الطالبة الفلسطينية تمام الأكحل بالدقة والشمول.
تمام الأكحل: هذه هون رسوماتي أنا عمال بأتفرج لما نجي نتخرج إحنا نلبس البلوزة البيضاء مع التنورة الرمادي مع الربطة هدي بدون هذه الرابطة ما نبقاش متخرجين. هون والدتي هذه وهذا أبوي وهدول أخواتي البنات واحدة اثنين ثلاثة أربعة وزوج أختي أخوي وأخوي هنا وأخو إسماعيل وزوج أختي.
روان الضامن: يعني كيف كنتما تعيشان حياتكما الفنية ترسمان في نفس المكان لكن لكل منكما أسلوبه المختلف؟
تمام الأكحل: صح، الفن هذا من أول ما كنا من خلال التفاهم تبعنا أنه لكل واحد أسلوبه حتى لو نتعاطى الموضوع الواحد الموضوع الواحد همنا الوحيد التعبير عن الإنسان وانهو إنسان أهم من الكل. الحقيقة اللي أنا عشتها وجربتها وذقت المر فيها وتغلبت وشفت غيري والمخيمات والدنيا والدين هذه المشاعر ما كنت أقدر أتخلى عنها ما دامت قائمة هذا لا يعني أنه ما رسمناش مناظر طبيعية ما رسمناش ورد مرسمناش إنسان فرح ورسمناش شغلة للفرح شيء وأسلوبه وألوانه شيء غير عن ما أتعاطف مع شغلات حساها من جوايا فيها آه فيها وجعنا اللي في الداخل نحكيها للآخرين وهذه التجربة اللي خلتنا إحنا الاثنين موجعين نفس الوجع بس كل له أسلوبه في التعبير.
روان الضامن: هل كنتما تعلقان على أعمال بعضكما يعني أثناء الرسم؟
تمام الأكحل: آه، كلانا كان يستعين في وجهة نظر الآخر على طول في أي لوحة نرسمها سواء هو أو أنا، لا يسعني أن أوقع إلا إذا سألته وكذلك هو أوقعها وأقوله والله يا إسماعيل آه بتتوقع لأنه كنا نشوف بعض فنيا.
روان الضامن: كنتما ترسمان معا ويعني عشتما حياتكما الفنية وأنجبتي يعني ثلاثة أطفال يزيد، بشار وبلال، ماذا أضافت الأمومة لكِ يعني من الناحية الفنية؟
تمام الأكحل: زادت مشاعري في الحفاظ على أطفالنا والأجيال اللي طالعة أنا كان يبقى عند مثلا مساعدة في البيت تساعدني أقول لها كل شيء بالبيت تعملي ما عدا الأولاد.. الأولاد أنا اللي بده أربيهم نفسيا فكريا عقليا أنا اللي أطعمهم أنا اللي أغير لهم ثيابهم بس شغلتين اثنين ما أتنازل عنهم اللي هي الطبيخ وتربية أولادي فكريا وذهنيا.
روان الضامن: هل تأثروا بالفن يعني؟
تمام الأكحل: لحد اللحظة اللي بأحكي فيها هنا بتابعوا كل ما يجري في العالم من فنون، بتابعوني أنا من خلالها وردة فعلهم معنا.
بشار إسماعيل شموط – ابن تمام الأكحل: كانت بأذكر تسرق الوقت سرقة عشان تقدر ترسم أو تنجز بعض الأفكار الفنية اللي في بالها الوالدة برأيي هي يعني بأسمح لحالي أقول إن أجرأ شوية من الوالد في اقتحام عالم الفن وفي التجارب في اللون يعني الوالد كان يعني شوي محافظ في استعمال الألوان الرموز الفنية إنما الوالدة كانت جريئة يعني من اللوحات الشهيرة تبعتها لوحة الحصان اللي هي يعني بس خطوط خارجية للحصان إنما داخل جسم الحصان فهو فارغ فهو لون أبيض فيعني أي فنان تاني ممكن يكون يقول لا إنه لا هذه اللوحة لسه غير متكاملة لكن الوالدة كانت جريئة إنها تقول لا هذه اكتملت كما هي وهي بالفعل يعني لوحة بحد ذاتها.
روان الضامن: قضيت في بيروت 24 عاما رسمتي فيها وانطلقتي منها فنيا ماذا أضافت لكِ بيروت؟
" حاولت أن أمزج بين المدارس الحديثة في الرسم وبين الشيء الذي أحمله داخلي وهو الهم الفلسطيني " |
تمام الأكحل: بيروت شوفي في مصر درسنا على إيدين فنانين درسوا بالخارج جابوا لنا المدارس اللي من برة يطبقوها علينا لما رجعت لبيروت رجعت حاملة معي المدارس المعاصرة من التجريد المطلق لكن في شيء جوايا اسمه الهم الفلسطيني عشان أمزج بين الاثنين المدارس الحديثة ما عم تلبيني في الشيء اللي جوايا اللي أنا بدي أقوله فتتعترس الشغلة معي.
روان الضامن: فيه تناقض عم بيصير.
تمام الأكحل: بالضبط فيه اثنين عم يتصارعوا معي هل أرسم المدرسة التأثيرية والانطباعية بحيث أقول أنا إيش اللي جوايا ولا أرسم التجريد المطلق عشان أبقى مودرن وزي زي الباقيين اللي ساعدني في البحث عن الذات إنه صار في شيء اسمه تأسيس اتحاد الفنانين التشكيليين العرب هذا كله شغلات تجارب كانت وإحنا في بيروت هلا صار دور أنه وبنعمل معارض لحالنا وبتنجح المعارض والشغلة زي هيي مثلا من اللوحات اللي كنت بدي أعبر عنها لما رحت على خان يونس وغزة وشفت مذبحة خان يونس وآثارها بعيني وشفت الناس اللي هناك ويحكوا لي عن الحدث وتفرجني المرأة بقع الدم تبع أولادها اللي لسة على الحائط ودفناهم في بيتها في الجنينة تحت بيتها ويحكوا لي شو اللي صار واللي حصل.
روان الضامن: هذه المذبحة اللي حصلت في 1956؟
تمام الأكحل: نعم، فهذا رجعت أنا مفعمة في هذه المشاعر لأن شفت الناس وشفت الدمعة في عينهم وشفت اللي بيحكوا واللي يدها متعطلة نتيجة رصاصة تدافع فيها عن جوزها وعن ابنها عن أخوها يضربوها برصاصة تعطل يدها المهم فهذه الشغلات خلتني أعمل لوحة اللي مذبحة خان يونس، ثلث سنين وأنا أشتغل فيها ما غيرتش ثلاثة سنين وأنا أشتغل أمحي وأرجع تاني يقولوا لي الحبايب والأصحاب إنها لوحة عظيمة عبرتي فيها كويس لا مش هذا اللي بده أقوله إلى أن طلعت هذه الأخيرة اللي
شفيق الحوت: تمام هي إنسانة فتاة ميزتها الأساسية زي ما بقولوا في مصر بنت بلد يعني شعبية دائما تستلهم صورها من البيئة البلدية يعني هي تذهب إلى المخيمات إلى الأسواق الشعبية وتحب الإنسان البسيط يعني بطلها هو المواطن العادي المواطن المعاني المواطن المتألم لكن الحقيقة تمام شأنها شأن معظم أبناء فلسطين من المبدعين اضطرت بحكم الظروف أن تكون من الفنانات الملتزمات بالمعنى الذي حصر كل إنتاجها إن لم يكن معظمه في المجال في الفضاء الفلسطيني في القضية الفلسطينية تداعيات القضية الفلسطينية ما أفرزته من مآسي وأحيانا أتساءل أي نوع من الصور كان يمكن أن تقدم تمام لو لم تكن فلسطينية.
تمام الأكحل: من النقاشات كانت اللي بتدور أين نحن من الفن التشكيلي العالمي من نحن أطلع يا عمي ما فيش لنا ملامح عربية.
روان الضامن: يعني هوية فنية عربية.
تمام الأكحل: هوية فنية عربية تقول إن إحنا مدرسة فنية لا ما فيش شيء كل فنان على ذوقه اللي بتشتغل زي بيقلدوا هذه المدارس الحديثة اللي برة كانت تصعب علي بالإضافة إلى أنه المدارس الحديثة لا تربي مشاعرهم تجاه وطنهم قضاياهم العربية وكأن إحنا صرنا يعني مرفهين مدللين من غير الشر زي الأوروبي اللي عنده تأمينه الصحي موجود وتأمينه الجامعي موجود مجانا واللي يروح على شغله مأمن طلع من شغله له تعويض ما بيشتغلش له راتب وشغلة زي كأنه إحنا كتير مرتاحين من حقه أن ينتخب ومن حقه أن هذا الشعب الحكومة اللي يختارها تخدمه مش إحنا بنخدم حكامنا يعني إحنا عندنا لسة قضايا إنسانية موجعة للمواطن العربي في الوقت اللي بدك تفكري فيه تعملي براحة نفسية حصلت 1982 تبعت بيروت.
روان الضامن: الاجتياح الإسرائيلي لبيروت يعني شهدتي الاجتياح وشهدتي أيضا مذبحة صبرا وشاتيلا.
تمام الأكحل: صبرا وشاتيلا.
روان الضامن: كيف تفاعلتي مع تلك الفترة.
تمام الأكحل: بالضبط هنا هذا الحدث نقطة مفصلية في حياتي وبعدين لما بدي أنا أتخطى عدوي اللي محتل بلدي ومحتل أرضي وعم ينكل بشعبي بهذا الشكل والظلم لاحق شعبي وما أعبرش عنه هذا المطلوب بالنسبة للصهيونية أو للأوروبيين أنه حاجة تعبروا عن حالكم في الموضوع هذا طب أنا معاناته بألغي جرائمها.
روان الضامن: وبتستر عليها كأني..
تمام الأكحل: وبتستر عليها بالضبط فأنا مش ملزمة أنا بدي أقول حتى لو بده يطلع فني تسجيلي ووثائقي لهيك مرحلة أفضل من أنه ما أقولش اللي جوايا لأنه بأحس اللوحة هي جزء مني بأحكي مع الجماهير إيش اللي حساه أنا ولما الأوروبي يشوف لوحاتي يصدق المشاعر بتاعتي ويتفاعل معي لأنه أنا عم بأتعب في التعبير في الإنسان الفلسطيني أو فيما يجري على أرضه أو أرضي أنا يعني..
روان الضامن: بسبب أوضاع طبعا بيروت غادرت بيروت عام 1983 إلى الكويت وهناك تفرغتي للرسم وأيضا للتدريس يعني..
تمام الأكحل: درستهم لهم كأنهم بدرسوا هندسة درستهم الإنسان أحط لهم (Figur) أمامهم وأشرح لهم التشريح ابتداء من العظم زي ما أنا درست أعلمهم شوي تاريخ فني أخذهم معارض شغلة ظلوا معي بالأسبوع أخذهم ساعتين وبعدين يكملوا في بيوتهم كل الأسبوع يرسموا يعني والله وعملت لهم معارض ومنهم أخذوا شهادات ومنهم كملوا في رسمهم وصاروا فنانات هلا معروفين وكله..
مي نوري: تمام لما علمتنا الرسم في الأكاديميات يعلمون 12، 13 درجة لونية إحنا تمام الأكحل علمتنا 90 درجة لونية لهذه ما صارت ما أعتقد أي أحد في الدنيا علمها الطريقة هذه يعني كنت معها خطوة بخطوة لما بدأت تخطط اللوحة أنا كنت معها لما بدأت تلون اللوحة أنا كنت معها لما يعني كل الاسكتشات كلها شفتها فحسيت إن هذه قطعة مني هذه اللوحة هذه تمام رسمتها حجي أنا بحيث.. فلسطينية لما يشوفها في المعرض يقولوا إشمعنى يا يعني وحدة كويتية آخذه لوحة يافا.. يافا اسمها اللوحة. وايد أعتز إني أقول إن تمام الأكحل هي إللي وصلتني حق هالمرحلة هذه.
روان الضامن: هل كان لك صلة يعني سواء في بيروت أو في الكويت بالفنان الفلسطيني الشهيد ناجي العلي..
تمام الأكحل: نعم، صديقنا الحميم أول ناجي ما طلع في بيروت كنا إحنا لسانا كمان أنا وإسماعيل في بداية حياتنا الزوجية كان يجئ يقول لنا أنا نفسي أرسم هيك.. ويفرجينا رسوماته وكنا معه لغاية الله يرحمه، خسارته. مصورة الشعوب العربية اللي بتلعب فيهم زي الماريونت مع القيادات العربية بتاعتنا..
روان الضامن: زي الدمي يعني..
تمام الأكحل: آه، عملاهم أميركا دمي مغرقاهم في بحارهم مع سوى كلهم والشعوب العربية مش طالع بيدها إشي، زي الورق المقصوص وملزوق هيك.
فالبارودة اللي وضعاها فوق رأس الناس لا ماء ولا هواء عشان تبني الـImpire State تبعتها
روان الضامن: وسميتها النظام العالمي الجديد؟
تمام الأكحل: نظام العالم الجديد بتاع أميركا وهذا المايسترو الأميركاني وحاطط البريق تبع النظريات تبعتهم الديمقراطية والإنسانية وحقوق الناس ومش عارفة إيش وهي أكذب من هيك ما في وهادوول عليهم يعزفوا العالم الثالث فأنا بأقول الأنغام المضللة تاعة أميركا..
روان الضامن: كيف تقييمين أثر عشرات المعارض التي يعني عرضت فيها اللوحات سواء في الولايات المتحدة أو في أوروبا في عرض القضية الفلسطينية..
تمام الأكحل: عرضنا في 12 ولاية واجهنا طبعا عدة صعوبات من الإسرائيليين في محاربة المعرض على أن لا يقام..
روان الضامن: يعني هذا كان في 1964 وكان في دعاية مضادة ضد..
تمام الأكحل: بـ 1964 من أولها إحدى جامعات فلاديفيا كان المعرض فيها وراحوا الطلبة يحتجوا على إقامة المعرض كانت اللوحات خلاص اتصفطت..
روان الضامن: طلع الطلبة الإسرائيليين أو المتعاطفين معهم يعني..
تمام الأكحل: الإسرائيليين اليهود طلعوا لفوق يطالبوا في عدم إقامة هذا المعرض لأن هذا بروبجندا قال لهم لا بروبجندا ولا أي شيء إحنا لنا أكثر من عشرين سنة وثلاثين سنة نسمع صوتكم بدي مرة واحدة بس أسمع صوت الجماعة الآخرين وأنتم مش مخلينا نسمع صوتهم هلا أنا لما مريت وهم بصفتوا اللوحات على الأرض حسيت إنهم صادقين وحسيت إن تجربتهم حقيقية وأنتم إيش اللي بتعملوه فيهم أنا هذا المعرض مش راح ارفضه بالعكس أنا اللي راح أفتتح المعرض هذا اللي قاله جئنا على ساعة الافتتاح، ساعة.. ساعة ونصف ساعتين ولا طل علينا زبون مش معقولة..
روان الضامن: يعني لم يأت رئيس الجامعة؟
تمام الأكحل: لم يأتِ لا رئيس الجامعة لا الافتتاح ولا أحد أرسلنا نشوف من في اللي على الباب رحنا لقوا هؤلاء الطلبة في طريق يدخل منها السيارات وبعدين يروح في (Parking) تبعهم وبعدين يفوتوا الطلبة للجامعة تبعهم وإذا اليهود واقفين برة بيفاطات كاتبين عليها وحملينها إن هذا المعرض تأجل إلى أجل غير مسمى الناس بدل ما تجئ وتفوت ظلوا ماشيين بما فيهم العميد قال لك أبصر إيه إيش اللي صار يظهر ما خلصوش حتى أجلوا المعرض..
روان الضامن: نعم.
تمام الأكحل: في لوس أنجلوس جئنا يوم المعرض ولقوا الباب مسكر لقينا الباب مسكر البلدية في دار البلدية كان المعرض يقام لقينا فوق مائتين رسالة تهديد إذا يقام هذا المعرض لن ننتخبك ما نحطش مصاري للبلد وبنخرب وبنعمل ونسوي من التهديدات بطّل، هذا كان معرض للوحات الفنية والحرف الشعبية الفلسطينية في مدريد وافتتحته الملكة صوفيا هي هون بتوقع يعني شكرها بتقول بالإعجاب الكامل أعجبت وأحببت زيارة هذا المعرض..
روان الضامن: الرائع للشعب الفلسطيني..
تمام الأكحل: الرائع للشعب الفلسطيني، شكرا جزيلا.
روان الضامن: ماذا عن المعرض يعني في آسيا سواء في الصين ماليزيا اليابان تركيا كيف كان استقبالهم للفن التشكيلي العربي والفلسطيني بالذات..
تمام الأكحل: شوفي في الصين دعينا أيام ماوتسي تونج، كنا نستقبل كرؤساء جمهورية اليافطات من أول الشارع لأخره ونلاقي الناس المصطفين على الشارع ويرحبوا فينا في موسكو طبعا كانوا في أكثر من بلد عملنا في موسكو في أكثر من معرض في الدول الاشتراكية مشي كلها في متحف البيرغمون كانوا مقدرينني كتير وبعدين..
روان الضامن: في ألمانيا..
تمام الأكحل: في ألمانيا آه في برلين اقتنوا منا لوحة مني أنا اللي هي لوحة الأم اللي عن أمه لماجد أبو شرار..
روان الضامن: غطت المعارض ربما أكثر ست عشر دولة يعني عربية واثنتي عشرة وأكثر دولة غير عربية هل هناك فرق في الجمهور يعني ما يعلقونه استيعابهم للوحات ردود فعلهم بين العرب وغير العرب..
تمام الأكحل: أه شوفي العرب تعتبريه ابن القضية بيفوت وكله آه معنا ويتفاعل معنا اللي في دول آسيوية في منهم يجهلنا تماما وفي منهم بس تعاطف شغلة محدودة لما يشوف اللوحات يختلف مشاعره تماما ويبدأ يسأل أكثر وأكثر..
روان الضامن: تشعرين أن المعارض الفنية التي تعرض لوحات للقضية الفلسطينية تشكل يعني توعية؟
تمام الأكحل: طبعا يعني هون بتذكر كلمات عبد الخالق باشا حسونة لما قال أنتم وضعتهم حجر الأساس للقضية الفلسطينية الإعلام المرئي، الإعلام المرئي هو أكثر صدقا من إعلام مقروء القراءة بتتخيلي زي ما بدك وبيمشي بس اللي يشوفوه في العين عمره ما ينساه الواحد..
روان الضامن: يعني لم تصل معارضك أو لوحات يعني لدول عربية مثل السودان السعودية اليمن هل من سبب خاص لذلك..
تمام الأكحل: السودان الحقيقة شوفي في البلاد العربية كلها حتى والأجنبية ندعى دعوات إحنا ندعى دعوات وعادة ما نطلب من أي جاليري نعرض في أي جاليري تطلب من اللوحات وتعرض في متاحف فاللي حصل إنه مثلا في السودان لما ندعى ولم نطلب إحنا مشاكلهم اللي قائمة قاعدة وهذه اليمن كذلك أنا بأتمنى يعني بأتمنى لكن لم تحصل السعودية كان لها شروط معينة مرة حاولنا وزير الثقافة دعانا ورحنا أنا وإسماعيل هناك وكان لهم شروط تعجيزية فطفشنا ما عرضناش هناك..
روان الضامن: وحتى عندما تعرضت لحادث طارئ فإن تمام الأكحل لم تتخل عن الاهتمام بتفاصيل ترتيب معرضها الفني.
[فاصل إعلاني]
روان الضامن: توجهنا والفنانة تمام الأكحل في العاصمة الأردنية عمَّان إلى جمعية يافا للتنمية الاجتماعية والتي صممت الأكحل شعارها.
سامي أبو عجوة: كان حرصنا الأول أن نضع قارمة على العمارة إن هذه جمعية اسمها جمعية يافا حتى الناس تعرف شو كان فطبعا كل اللي الزوار اللي يأتونا من الخارج مثلا ما عندهمش فكرة يرجعوا للجمعية يعرفوا إن في جمعية في عندنا مصادر معلومات قوية..
تمام الأكحل: ركزت في هذا الشعار على أن يكون البرتقالة والبرتقالة لها أوراق خضرة ناضجة ثم كانت هذه تشحن عبر البحر فرمز البحر المركب الشراعية اللي يصدر البرتقال للخارج..
[مقطوعة غنائية]
أذكر يوماُ كنت بيافا
خبرنا خبر عن يافا
و شراعي في ميناء يافا
يا أيام الصيد بيافا
نادانا البحر و يوماُ صحو فهيأنه المجدافا
نلمح في الخاطر أطيافا عدنا بالشوق إلى يافا
فجراُ أقلعنا زبداُ و شراع
في المقلة ضعنا و الشاطئ ضاع
هل كان الصيد وفيرا
و غنمنا منه كثيرا
قل من صبحٍ لمساء
نلهو بغيوب الماء
لكن في الليل في الليل
جائتنا الريح في الليل
يا عاصفةُ هوجاء وصلت ماءُ بسماء
عاصفة البحر الليلية قطعان ذئاب بحرية
أنزلنا الصاري أمسكنا المجداف
نقسو و نداري و الموت بنا طاف
قاومنا الموج الغاضب غوطنا البحر الصاخب
و تشد و تعنف أيدينا و يشد يشد القارب
روان الضامن: هُجِّرت من يافا عام 1948 وعدت لزيارتها عام 1997؟
تمام الأكحل: نعم.
روان الضامن: هل وجدتها كما كانت في خيالك؟
تمام الأكحل: شوفي شفتها أجمل مما كانت في خيالي لأني لما كنت صغيرة كنت أشوفها من ضمن العائلة وشغلات محدودة المرة هذه شفتها بنضوج شفتها سمائها أنقى شفت أحجارها أحلى شفت أشجارها بريقه غير شكل لونه غير شكل هوائها تضاريس الأرض تبعها كتير أجمل مما تخيلتها بس هلا عما بأشوفها بعين وبقلب مجروح.
روان الضامن: هل وجدتي المنزل التي وُلدت وعشت فيه؟
تمام الأكحل: طبعا وأنا بأعرف إن في محتلاه واحدة يهودية اسمها شوشانا فلنكشتاين ومحولاه إلى جاليري وقاحتها..
عمر السكسك: هذا اللي إحنا شافينوه أمامنا هذا بيتها هذه شرفة شقتها هنا تربت تمام الأكحل وهنا سكنت تمام الأكحل.. تمام الأكحل آتت بزيارة قبل حوالي عشر سنوات وكانت حابة تشوف بيتها وللأسف الشديد الساكنة الجديدة رفضت إنها تدخلها على بيتها وأصرت إنها ما تدخلش بعد ما طلبنا منها أنه ولو خمس دقائق بس تشوف غرفتها اللي هي سكنت فيها على أساس تستعيد ذاكرة طفولتها وكذا فرفضت الساكنة أن تدخلها إلى بيتها فهذا هو بيتها هذا هو الباب تبع بيتها زي ما كان بس اللهم إن هنا غيروا هذه كذبة جديدة ما كانتش موجودة وطبعا اللافتة هذه ما كانتش موجودة أما البيت كما كان في قبل عام 1948..
تمام الأكحل: هذا دارنا من الداخل نفتح الباب بنفوت في هذه اللي يسموها المدخل تبع البيت هذا المحل اللي إحنا نسميه الياخور يعني المخزن اللي نحط فيه كلنا إحنا ودار عمنا واللي ما بدناش إياه بنحطها في قلبها زي (Store room) وزي ما تقولي هذا المحل اللي هو فيه الكلبين كانوا يناموا ستوب وجاك تبعون أبوي وعمي هذا الدرج اللي يطلع لبيتنا فوق هذه المصطبة هون اللي كنت أنا وأخواتي نلعب الآلات قد إيه بأحبها ورسمتها بلوحة ثانية كيف كنت أقعد أنا وأختي حتى نلعب عليها لما رحت على بيتنا لقيتهما عمالة تدخل في قلب البيت أنا فوجئت لأنه إحنا في الشارع وما فيش أحد بتفتح الباب وبتفوت هي دخلت وراحت تريك إحنا جئنا نفوت نقولها بدنا نشوف هذا معي بنت عمي بتحكي عبري زيهم لأنها من يافا راحت قفلت الباب بوشنا ومسكرة بالمفتاح هي والرجل طلعوا على الدرج تبع دارنا أنا جننت ظللت أرن في الجرس أرن في الجرس راح قايل أنتم يا عرب ما بتفهموش أنتم حمير ما بتفهموش بالعبري طبعا قالت له هيك أنتم تعاملوا الضيوف اللي يجئيوا يعملوا معكم يشوفوا معرضكم أنا انفجرت هون صرخت فيه قلت له هذا البيت بيتي هذا أنا اللي ولدت فيه إذا اليوم ما جيتش بكرة راح أجئ وماكنش بكرة بعد بكرة راح أجئ وأسكن فيه غصب عنكم أنتم سواء في البلد وإلا ومش في البلد وحكيت وانفجرت في صراخ وشغلة المهم..
روان الضامن: فرسمتي اللوحة؟
تمام الأكحل: فرجعت رسمت هذه اللوحة وهي عملت لها بابين باب وهي بتفتح وباب وهي بتسكر وكتبت رسالة لأبوي أقول له إنه جئت أنت أعطتني مفتاح بيتك عشان يوم ما أفتح الباب فيه اللي أنت ظللت تنقعه في الزيت والخل مدة طويلة من الزمن عشان ما يصديش لكن لقيت واحدة جاية أجنبية بتفتحه بمفتاح غير شكل مش عربي المفتاح ولا الحديد اللي كان أنت قلت لي بيتنا خشب ومدقق وله يد فيها طابة قلت له هذه عملاه كله حديد رسالة بعت له إياها بس هو هذا المفتاح اللي ورثنا إياها للبيت..
روان الضامن: عام 1997 لم تقم تمام الأكجل بزيارة يافا فقط بل كان لها لقاء فني بدعوة من بلدية مدينة الناصرة في داخل فلسطين 1948.
رامز جرايسة: خلال افتتاح المعرض حدث أمر جميل وهو أننا كنا نعد لمشروع الناصرة 2000 وخلال كلمتي الترحيبية طرحت على الفنانين أن يقوما بعمل ما عمل فني ما ليتم تخليده في مدينة الناصرة ضمن مشاريع كثيرة في الجانب الثقافي نحو سنة 2000 فردت تمام حالا أنا سأقوم برسم لوحة خاصة لمدينة الناصرة اللي أنجزتها سنة 1999..
تمام الأكحل: العذراء مريم هون عمالة تبشر عندها سوسنة والسوسنة البيضاء بس تطلع في الناصرة لبس الناصرويين في هذه المرحلة شجرة الزيتون اللي هي جذورها أعمق منهم هذا النبع القديم والمباني وكتبت عليها عنوانها الناصرة فوق الجميع..
رامز جرايسة: حين ذهبنا خصيصا إلى عمان لتسلمها كتبت على ظهر اللوحة أنها أمانة بيد رئيس بلدية الناصرة حتى تكون جزء من نواة لمتحف مستقبلي للفن التشكيلي في هذه المدينة..
روان الضامن: هذه الزيارة كانت هي الدافع وراء يعني مشروع السيرة والمسيرة ومشروع أو مشروع الجداريات..
تمام الأكحل: نعم صح هلا لما رحنا على فلسطين بعد 49 سنة نزور بلادنا كنا نمينا فكريا نمينا ثقافيا نمينا سياسيا نمينا قدرتنا العضلية إحساسنا كبر ومشاعرنا كبرت لما شفنا نضجنا بكل شيء ولما شفنا فلسطين مرة ثانية هون بيتنا هذا بيته هو شو عملوا فينا شو سوا فينا وتذكرنا كل الماضي من هون طلعنا ومن هون انكبينا كل المشاعر كبرت هلا كبرت ونميت منيح في داخلنا رجعنا عشان نعبر عنها فقررنا نعمل هذا المشروع اللي هو لوحات نبدأ نشتغل فيها لوحات كبيرة جدارية ونقدمها هدية لمتحف فلسطين في المستقبل المتحف لا يكون ملكنا نكون إحنا مشينا لكن في الحالة هذه في أجيال راح تشوف المسيرة اللي صارت هون في المتحف أقمنا هذا المعرض 11 لوحة لإسماعيل و8 لوحات لي صاروا 19 لوحة اشتغلنا فيهم أربع سنين ونصف متواصل، هنا بأقول مؤتمرات القمة باحاكيهم بأقول لهم لا تتركوا الحصان وحيدا يعني لا تتركوا الأصالة العربية وحيدة وانتم تتصرفوا كأنه لوحده في هذا العالم.
روان الضامن: وهي يعني وضعت على غلاف أحد الدواوين أيضا؟
تمام الأكحل: غلاف ديوان محمود درويش لماذا تركت الحصان وحيدا.
روان الضامن: وبعد ستين يعني حوالي ستين عام من التهجير هل ما زالت تشعرين أنك لاجئة
تمام الأكحل: إلى حد ما نعم كل ما بأشوف ليش هل زالت القضايا الإنسانية اللي هي مازالت المجازر مستمرة في بلادنا.
روان الضامن: يعني البعض يقول إنه يعني قضية فلسطين ارتبط فيها أدباء وفنين نتيجة مأساة قضية فلسطين يعني وبمعنى أنهم استفادوا من قضية فلسطين أكثر مما خدموها ما تعليقك على ذلك؟
" الفن الضعيف يؤثر في القضية سلبا، لكن إذا كان المستوى الفني راقيا وعند الشخص القدرة على التعبير فهذا ينعكس إيجابا على القضية " |
تمام الأكحل: أنا بأقول الفنان فنان لو بده يرسم زهرة شيلي القضية عنها هل تجردي هذا الإنسان من فنه أما أنت أن تتمحكي بالقضية ما أنت تضعفيها إذا فنك ضعيف تضعفي القضية وتخليها تتحلل لكن إذا كان أنت مستواك الفني راقي وممتاز وعندك القدرة في التعبير الصحيحة تشقلي القضية لما تحكي عنها.
روان الضامن: تم تكريمك في أكثر من مناسبة يعني حصلت على جائزة الشراع العربي عن لوحة مريم العذراء في الكويت وكرمت كرائدة في الفن التشكيلي في الأسبوع التشكيلي العربي كان هناك استفتاء لأكثر من 65 دولة برعاية ألمانية وكان عملك الفني من بين أفضل عشرة أعمال هل برأيك يعني أن العرب فهموا قوة الفن كسلاح في التعبير عن قضيتهم؟
تمام الأكحل: مش بالحد اللي هو لازم لسانا مش واعيين على قيمة الفن ونشره في العالم بذات المستوى اللي هو لازم يكون فيه.
روان الضامن: هل السبب هو ربما تدريس الفن في البلدان العربية أم أنه يعني عدم وعي بدور الفن في تطوير المجتمع؟
تمام الأكحل: نعم أولا هذه شغلة الشغلة الثانية عدم دور الفن من ناحية النقاد ما عندناش نقاد فنيين صحيحين الناقد الفني اللي يكتب في جريدة ما هو تعلم في الجامعات أن ينتقد الأدب والشعر وفن المسرح فن السينما مثلا الفن التشكيلي خلص يرتبط لسانه عليه يا يكتب كلمات زي هون يعني خليني أعمل التجربة هون يكتبوا كلمات مائة عقدة فيها أنا لا أفهم إيش اللي بده يقوله معدوم عندنا في المدارس تدريس الفن للأطفال أستاذ الجغرافيا أستاذ التاريخ أستاذ الدين يعطوه يدرس إذا في مدرسة تعطيه يعطوه يدرس فن.
روان الضامن: أو يقولوا لهم ارسموا أي شيء؟
تمام الأكحل: ارسموا أي شيء عمالة أنا بتقتل أنا وبعض المدرسين إنه رسميهم ووتر كلر وشغلة يقول يا عم هذه ألوان الطباشير اللي عم بستعملها الولد أو اللي هي هذا لون الشركة مش اللون اللي هو يختاره أعطوا له لون هو يكونه الولد حتى يطلعوه يستعمل الأصفر هذا الأصفر مش عاجبه من هون المواهب بتاعتنا عم تنقتل.
[شريط مسجل]
تمام الأكحل: مش ضروري كلها تبين شمس ممكن تعطيني الضوء تبعها.
أحد الطلبة:..
تمام الأكحل: الشمس مش لها شعاع..
أحد الطلبة: أه..
تمام الأكحل: الشعاع بتاعها لون إيش..
أحد الطلبة: برتقالي أحمر..
تمام الأكحل: طب عال إذا رسمته هو لحاله بأعرف إن وراء هذا في شمس مش ضروري أرسم الشمس هيك يعني..
أحد الطلبة: أرسم البحر اللي عليه لون..
تمام الأكحل: ارسم طيب ارسم بس مش إنه ضروري نفس الشمس تبين بس ضوئها هو ما إحنا قاعدين في ضوء الشمس بس ما بنشوفها..
زاهد حرش: تمام الأكحل خلال مسيرتها استطاعت أن تصل إلى مستوى بأن تعطيك شعور بالحزن لامرأة بدون ملامح استطاعت أن تعطي كثير من الملامح من الإنسان الفلسطيني والمرأة الفلسطينية والزخرفة العربية وكل ما تريد من خلال الأعمال التي كانت تنتجها ولكن مع تطورها وتقدمها في العمل وإخلاصها لما تؤمن به من ناحية فنية من ناحية فنية تشكيلية كعنصر أساسي للتعبير الثقافي عن دور أو فكر هي تؤمن به بدأت تدخل أو تدخل في تجارب جديدة لوحة رسمتها الفنانة تمام الأكحل لفتى بعمر 13 أو 14 سنة يحمل جثة رجل عملاق وهو ميت هذا الرجل مش يعني كل ملامح البرود والموت موجودة في اللوحة يعني في لوحة الجسد المتدلي رجلين الجثة من الناحية الأمامية من أمام الطفل ويده من الخلف يعني بأنه يحمله على كتفه لأن عملية الحمل على كتفه وجدت وكأنه هادوول القدمين اللي يعني ممتدين منسابين مع الأرض هما يشكلوا بشكل أو بشكل آخر عائق أمام أي خطوة لتقدم هذا الفتى فأنا قلت إذا كان هذا هو واقعنا فهذه مصيبة جدا يعني مصيبة كبيرة جدا فكيف يمكن أن نخرج من هذا الواقع إذا الفنانة تمام الأكحل وضعتنا في هذا الحال وكنت وذكرت حتى جملة أنا اليوم يعني أعجب كيف إن أنا كتبتها يعني كيف تريد يعني أو أنه يجب إعادة صياغة اللوحة.
روان الضامن: يصنف عدد من النقاد الفنيين تجربة تمام الأكحل مع الفن التشكيلي إلى ثلاثة مراحل المرحلة الواقعية وهي عرض موضوعات عن واقع الحياة اليومية ومعاناة اللجوء الفلسطيني ثم الانطباعية وفيها تصوير الآثار النفسية والاجتماعية للجوء ومفردات التراث الفلسطيني ثم مرحلة الرمزية كما أنها في كثير من أعمالها أحييت الأسلوب العربي القديم برسم أكثر من مشهد في اللوحة الواحدة واعتماد أسلوب التكرار المتدرج.
تمام الأكحل: الابستركت ماذا يعني هو التجريد تجريد الشيء من تفاصيله بس مش إلغائه مثلا هاددول ما تشوفيش فيهم تفاصيل وجوه بس تحسي بحركة وفي ناس وهذا عامل وهذا شاب وإيشي وهذا كذلك مثلت غزة بالبرتقال وبرضه محاصرة مثلت أريحا اللي هي أولا بعدين الخليل بعدين بقية فلسطين الشمس والقمح كلها القدس والكنائس والجوامع شو بده يصير فيهم صحيح إحنا مؤمنين بالله وأرضنا بدها تنحرث وبدها تنزرع بس يعني التساؤل بتاعي كان يومها أنهم محطوطين في علب مسكر علينا بدون ما نعرف شو المصير بعد غزة وأريحا أولا ، اللي بين يدي هلا برسمها عن الجدار رسمت الجدار بـ 1993 هيك تخيلت أنه راح يصير في جدار عنصري هلقد أسود وهلقد غليظ الدم الفلسطيني نازل وهم عم يبنوا هذا الجدار وماشين بس اليوم عم بأرسم الجدار وماذا يعني بدؤوا بالجدار بهذا الشكل اللي هو المدينة بقسموها من النص القرية بقسموها من النص وبفرقوا العائلات ويفرقوا المدارس أطفالنا هون خازئين الجدار متحدينه وداخلين لجواه المدرسة بتاعتهم وأنا بأتحدث إلى المتلقي مش يمكن هلا لهذا الجيل للجيل الجاي واللي بعده حتى لا تموت الفكرة.
شفيق الحوت: إن ما أعطته تمام ومعها طبعا إسماعيل هو يصعب الحديث عن تمام دون الحديث عن إسماعيل أو الحديث عن إسماعيل دون الحديث عن تمام يعني هم أرخوا للقضية الفلسطينية وللمأساة الفلسطينية بريشة الفنان التشكيلي وهو تراث نعتز به وسيروي لأجيال وأجيال في مستقبل الأيام حكاية فلسطين وحكاية شعب فلسطين ونضال شعب فلسطين.
تمام الأكحل: يا حبيبي يا إسماعيل حملت وطنك بين أضلعك فعاش معك أينما حللت في المنافذ طلبت يا إسماعيل من الجراح الألماني إذا كانت هناك خطورة يا دكتور اتركني لأرجع وأكمل لوحتين نفسي أعملها من أجل وطني وشعبي فأنا فلسطيني ومن قسوة الحياة حاولنا أن نصنع الجمال وتعلوا لوحاتنا بموسيقاها فوق كل البشاعات لتستمر أغنية الحياة.