بلا حدود

الشيخ كمال الخطيب: اقتحامات اليهود للأقصى شجعها التطبيع والتنسيق الأمني

قال الشيخ كمال الخطيب، رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة في الداخل الفلسطيني، إن تطبيع الأنظمة العربية لعلاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي شجّع هذا الأخير على المضي في مخططاته لتدنيس الأقصى.

وقد أرجع الشيخ الخطيب أسباب اقتحامات المسجد الأقصى المبارك إلى التطبيع الذي تقوم به بعض الأنظمة العربية مع الاحتلال الإسرائيلي، وإلى التنسيق الأمني الذي تقوم به السلطة في رام الله مع الاحتلال، إضافة إلى ما سمّاه التجديد الفكري ممثلا في وجود حزب عربي داعم لحكومة نفتالي بينيت الإسرائيلية.

وأكد الخطيب لحلقة (2021/10/13) من برنامج "بلا حدود" أن العربي الذي يقف عند حائط البراق وكأنه القبلة يمثل نوعا من محاولة فرض واقع جديد برضا عربي وإسلامي وفلسطيني، في إشارة من الخطيب إلى أحد أعضاء الوفد البحريني الذي نشر صورا له على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يفتخر بصلاته مع اليهود أمام حائط البراق، لكن -يضيف الخطيب- طالما أحدث الأقصى هزات ارتدادية، وعلى حكومة بينيت أن تدرك ذلك.

ودعا الخطيب -وهو أحد أبرز وجوه مقاومة تهويد القدس في السنوات الماضية- القادة والملوك العرب الذين طبّعوا مع الاحتلال الإسرائيلي إلى التراجع عن مواقفهم وقراراتهم، وتوجيه البوصلة جيدا، وإلا فإن التاريخ سيكتب عنهم كما كتب عن الذين تآمروا قبلهم على القدس وعلى المسجد الأقصى، مشيرا إلى أن الرهان يبقى على الشعوب العربية والإسلامية.

وأكد أن الصلوات اليهودية في المسجد الأقصى مرفوضة ولا حق لليهود في المسجد الأقصى بالمطلق، وقال إن الهدف مما يحدث الآن في المسجد الأقصى هو التقسيم الزماني والمكاني الذي سعت المؤسسة الإسرائيلية إلى تحقيقه، لكن الشعب الفلسطيني أفشل التقسيم المكاني الذي كان يهدف له الاحتلال، وأفشل مقولة إن ما تحت الأرض لليهود وما فوق الأرض للمسلمين.

وأشار إلى مساعي الحكومة الإسرائيلية بقيادة نفتالي بينيت -وهو أول رئيس وزراء من التيار الصهيوني المتديّن- إلى تهويد الأقصى من خلال السماح بأداء اليهود لصلوات تلمودية في ساحات المسجد الأقصى وإقامة طقوس وممارسات، وكل ذلك بهدف تكريس الأمر الواقع على الفلسطينيين، في حين يحرم الشيخ رائد صلاح منذ عام 2007 من دخول المسجد الأقصى.

ضغوط على فلسطينيي الداخل

ومن جهة أخرى، تحدث الخطيب لحلقة "بلا حدود" عن الضغوط التي يتعرض لها فلسطينيو الداخل، حيث تعمد الماكينة الإسرائيلية إلى تمزيق لحمته، من خلال إشاعة السلاح في أوساطه ومنع فرص العمل عنه وتمرير المخدرات إليه، مشيرا إلى أن انتشار الجريمة في الداخل سياسة ممنهجة من الاحتلال للاقتتال الفلسطيني، وأن الهدف من كل ذلك هو إبعاد الشعب الفلسطيني عن الدفاع عن قضاياه الوطنية الأساسية.

ورغم كل الجهود الإسرائيلية -يضيف الخطيب- فلم تفلح سلطات الاحتلال في تحقيق مخططاتها، لأن الجيل الحالي من الفلسطينيين هو جيل النخوة والعزة والكرامة، كما كان من قبل جيل النكبة وجيل النكسة.

وردا على سؤال بشأن معادلة قضية القدس ـ غزة التي فرضتها المقاومة الفلسطينية، عبر الخطيب عن قناعته بأن إسرائيل لن تهزم بالضربة القاضية، لكن الشعب الفلسطيني يسجل العديد من النقاط لصالحه، بدليل ما أحبط من مخططات إسرائيلية، مؤكدا في نفس السياق أن معادلة القدس وغزة تمثل تطورا نوعيا لصالح القضية الفلسطينية.

يذكر أن الشيخ الخطيب كان قد اعتقل من قريته كفر كنا داخل الخط الأخضر في غمرة أحداث الأقصى في مايو/أيار الماضي ثم حوكم وأخلي سبيله بشروط منها إبعاده عن قريته لمدة 45 يوما.