من برنامج: بلا حدود

أيمن نور: لهذه الأسباب لم تنجح ثورة يناير والحال سيكون أفضل بوجود بايدن

قال زعيم حزب “غد الثورة” المصري أيمن نور إن ثورة بناير التي قام بها المصريون قبل 10 سنوات لم تنجح ولكنها لم تفشل بعد، معتبرا أن هناك تحولا لم يتم، ولكن هناك تغيير حقيقي ونجاحات جزئية حدثت بالفعل.

واعتبر في حديثه لبرنامج "بلا حدود" (2021/1/27) أن الثورة المصرية التي انطلقت بتاريخ (2021/1/25) قد نجحت في إزاحة رأس السلطة الاستبدادية آنذاك، ولكنها لم تتخلص من جسد السلطة، ومع أنها بدأت في مسار المحاسبة، إلا أنها ارتكبت خطأ جسيما عندما تركت عملية المحاسبة للسلطة التي ثارت ضدها بالأساس، في إشارة إلى العسكر.

وبحسب نور، فإن أحد أهم أسباب عدم نجاح "ثورة يناير" هو احتفال المصريين بلحظة تنحي الرئيس محمد حسني مبارك، واعتبار أن تلك هي النهاية السعيدة لثورتهم وتحقيق مطالبهم بالعيش والحرية والكرامة الاجتماعية، دون أن يكون للثورة رؤية إصلاح لتصحيح المسار وتحقيق المطالب التي قامت الثورة لأجلها، "وكانت هذه الثغرة التي استغلها الجيش لتفريق الثوار وتحويلهم إلى أحزاب وفرق، وظهرت لكل منهم مطامع انتخابية.

وقال نور إن المجلس العسكري قام بالالتفاف على الثوار واستغلال الاختلافات السياسية، حيث تم إغراء الإخوان بالحكم لكونهم الأكثر عددا وتأثيرا وأنهم الأحق بالحكم، وفي الوقت ذاته كان يحذر الليبراليين من أن الإخوان سيسرقون الثورة، و"كانت النتيجة كارثية على الجميع".

ورغم تأكيده أن ثورة يناير لم تنجح بعد مرور عقد من الزمن عليها، فإنه شدد على أنها لم تفشل أيضا، وأنها ما زالت مستمرة، حتى لو لم تتمكن من الوصول للحكم.

وبخصوص الفترة التي حكم فيها الرئيس الراحل محمد مرسي -أول رئيس مدني منتخب بتاريخ مصر- قال نور إن الفصيل -الإخوان المسلمين- الذي حكم لمدة سنة فقط لم يتملك من مقومات النجاح أو الفشل، خاصة في ظل تغلغل الثورة المضادة ودعمها من طرف الدولة العميقة والنظام الإقليمي وتخاذل الموقف الدولي الذي لم ينحز بشكل حقيقي للثورة.

وبرأيه أنه رغم أن الثورة المضادة حكمت لمدة 9 سنوات فإنها لم تحقق عودة هيبة الدولة ولا الرفاهية الاقتصادية ولا الحد الأدنى من المستوى المعيش للناس، ولا الحد الأدنى من المصالحة المجتمعية والإصلاحات السياسية، بل إن سنواتها التسع -لغاية الآن- تميزت بـ "الفشل"، الذريع في كل ما ادعته وتعهدت به، حسب قوله.

وقال نور إن الثورة ستكتمل عند تمكن الثوار الحقيقيين من الحكم، موضحا أن معظم القوى السياسية المصرية هي تيارات إصلاحية تؤمن بالتغيير السلمي والمرن، ولكن عند إغلاق هذه الآليات يتم عندها اللجوء إلى آليات أخرى، كما حدث في الثورة الفرنسية والروسية والإيرانية.

وبشأن التدخل الخارجي في الثورة، اعتبر أن الأنظمة الاستبدادية تستغل عادة الروح العدائية للإسلامفوبيا الموجودة عند الدول الغربية، ولكن المصريين يريدون من الدول الغربية وقوى المجتمع الدولي دعم الديكتاتور المفضل الذي يتحكم بالبلاد كأنها "إقطاعية" يدريها وفقا لهواه بعيدا عن القيم الإنسانية والمواثيق الدولية، حسب تعبيره.

وقال نور إنه لا ينظر للرئيس الأميركي الجديد حو بايدن على أنه المخلص لعذابات المصريين من النظام الاستبدادي، لكنه شدد على قناعته بأن بايدن سيكون أفضل بكثير من سلفه دونالد ترامب الذي كان يصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ "ديكتاتوره المدلل".