بلا حدود

الطيب والسيسي.. كيف ستنتهي المعركة حول الأزهر؟

قال الشيخ محمد الصغير مستشار وزير الأوقاف السابق في مصر إن الأزهر كان بعيدا عن التدخلات السياسية إلا في مراحل الضعف، وحاولت الحكومات المتعاقبة أن يمر منصب مفتي الجمهورية عبر عدة اختبارات.

وأضاف في تصريحات لحلقة (2020/7/22) من برنامج "بلا حدود" أن وصول الشيخ أحمد الطيب لمشيخة الأزهر كان شيئا استثنائيا، ومنذ وصوله وهو يسعى لإصلاح الأزهر من الداخل، ويرفض استخدامه لتمرير رسائل النظام السياسية، واصفا محاولة الرئيس عبد الفتاح السيسي السيطرة على الأزهر بالمخالف للدستور.

وتابع أن القانون المصري ينص على أن الأزهر هيئة علمية مستقلة وتقوم على كافة شؤونها ومسؤولة عن نشر الدين الإسلامي واللغة العربية حول العالم، والقانون الذي تريد الحكومة فرضه ينص على أن يكون مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر تابعا لوزارة العدل أو رئيس الوزراء، كما ينص على أن رئيس الوزراء هو من يعين المفتي.

وأوضح أنه في السابق كان يتم ترشيح المفتي من هيئة كبار العلماء ويكون عبر الانتخاب الحر المباشر أو أن تختار هيئة العلماء ٣ شخصيات لتختار منهم الرئاسة شخصا واحدا، بينما القانون الجديد يعطي هذه الميزة لرئيس الوزراء ويمنحه أيضا التمديد للمفتي أكثر من فترة دون الرجوع للأزهر.

وحول تضارب الفتاوى واستخدام الحكومة هذا التضارب مبررا للقانون الجديد، أكد الصغير أن من يسبب هذا التضارب هو مفتي مصر شوقي علام والذي يجب أن يُقال فورا، لأنه استخدم الفتوى في المصالح السياسية، وتدخل للإفتاء في السياحة والمسلسلات، وأخيرا حرم الصلاة في جامع آيا صوفيا بتركيا لأغراض سياسية.

كما كشف الشيخ محمد الصغير عن وجود تعليمات صادرة لكل وسائل الإعلام المصرية بعدم نشر أي شيء إيجابي عن الأزهر ومشايخه، وقد وجه رئيس جهاز المخابرات العامة عباس كامل بهذا الأمر.

وتابع أنه ومنذ وصول السيسي إلى الحكم وهو يتهم غيره باستخدام الدين في السياسة، لكنه أكثر من استخدم ذلك في تاريخ مصر، وقد خلط الدين بالسياحة وأراد للعلماء أن يباركوا شواطئ العري في شرم الشيخ، كما أنه أراد تقمص أدوار مشايخ الدين وقام بتسجيل دعاء بصوته يبث على القنوات.

وأضاف أن السيسي لم يستخدم الإسلام فقط في السياسة، بل إنه يعتبر أول رئيس يستخدم المسيحيين أيضا في السياسة، داعيا المصريين إلى الوقوف خلف الأزهر في معركته مع السيسي في الوقت الحالي.