بلا حدود

الثورة السودانية بعد عامين على قيامها.. ماذا حققت؟ وأين أخفقت؟

قال عمر الدقير رئيس حزب المؤتمر السوداني عضو مجلس شركاء المرحلة الانتقالية إن الثورات عبارة عن مسارات تاريخية، ولكن ما تحقق خلال الأشهر الماضية بالسودان كان دون الطموحات والمأمول، وذلك باتفاق الجميع.

جاء ذلك في تصريحاته لبرنامج "بلا حدود" (2020/12/30) الذي تساءل عن مسار الثورة السودانية بعد مرور عامين على ثورة السودانيين على نظام عمر البشير الذي حكمهم 30 عاما، ومرور قرابة عام ونصف العام على الوثيقة الدستورية ثم مجلس شركاء المرحلة الانتقالية الذي تشكل بعد اتفاق السلام الموقع في جوبا بجنوب السودان.

واعتبر الدقير أن نتيجة هذا الإخفاق هي عدم حل الأزمات، ولكن ما زالت هناك فرص للاستدراك شريطة وجود قيادة موحدة مؤمنة بالأهداف، وكذلك الاتفاق على برنامج واضح يخطط لتحقيق هذه الأهداف، مع الاعتراف بالأخطاء المرتكبة وتجاوزها.

وأشار إلى أنه لا توجد في السودان رؤية إستراتيجية للبناء الوطني حتى الآن، معتبرا أن غياب مشروع وطني تنموي لبناء السودان يعود إلى الانغماس في الخلافات الهامشية بدل التركيز على أولويات البلاد، فالخرطوم بحاجة إلى إدارة تتسم بالشفافية للمرحلة المقبلة.

وقال إن هناك تدنيا في منسوب الشفافية في إدارة المرحلة الانتقالية، ولذلك يجب أن تشهد الفترة الراهنة ولاية كاملة للحكومة على المال العام، مشددا على أنه لا عودة إلى مربع الحكم العسكري بعد الثورة في السودان.

وأضاف أن المكون المدني في السودان لا يريد مواجهة مع العسكريين أو إقصاءهم من الفترة الانتقالية، واصفا الحراك الحالي بأنه دليل عافية، وأن الثورة ما زالت في الصدور.

وفي سياق الحديث عن مؤسسات الدولة، أوضح أن المجلس التشريعي استحقاق مهم جدا لكونه البوصلة التي تضبط أداء السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، كما يراقب ويحاسب ويعمل على تحقيق مبدأ المساءلة، ولذلك اعتبر الدقير أن الخطأ الأكبر كان هو تأجيل تكوين المجلس التشريعي إلى ما بعد إحلال السلام.