بلا حدود

السنيورة: لبنان على وشك الغرق ومهمة الحكومة الجديدة استعادة ثقة العالم في الدولة

قال رئيس الوزراء اللبناني السابق فؤاد السنيورة إن المهمة الأساسية للحكومة المزمع تشكيلها هي استعادة الثقة المنهارة في الدولة اللبنانية من قبل اللبنانيين والمجتمعين العربي والدولي.

وأضاف السنيورة -في حديث لحلقة (2020/10/28) من برنامج "بلا حدود"- أن هناك إشارات من فرنسا وأوروبا وأميركا والسعودية بتأييد هذه الحكومة.

وأوضح السنيورة أن استعادة الثقة في الدولة اللبنانية يأتي عندما يرى اللبنانيون والمجتمعين العربي والدولي أن من يتولى السلطة يحترم القوانين واستقلالية القضاء، وبسط الدولة سلطتها الكاملة على جميع أراضيها ومعابرها ومرافئها.

وأكد رئيس الوزراء اللبناني السابق أن التفاوض مع صندوق النقد الدولي هو المفتاح لاستعادة ثقة العالم الخارجي.

وعن طبيعة الحكومة المرتقبة، قال السنيورة إن رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري ما زال مصرا على تشكيل حكومة مصغرة من المستقلين غير الحزبيين، وأن تكون هناك مداورة لجميع الحقائب الوزارية باستثناء وزارة المالية من أجل تسهيل تشكيل هذه الحكومة.

وأضاف أن سعد الحريري لديه الشرعية لتشكيل حكومة جديدة لأنه صاحب الكتلة الأكثر تمثيلا من بين رؤساء الحكومة المحتملين، كما أنه لا يوجد غضاضة من توليه رئاسة الحكومة، خصوصا أن هناك حاجة لأن يتولى هذا المنصب شخصية ذات خبرة سياسية.

وأوضح السنيورة أن الحريري ملتزم بالأفكار الناتجة عن انتفاضة الشباب اللبناني الداعية للإصلاح، مشيرا إلى أنه على مدى 20 سنة كان هناك استعصاء على عمليات الإصلاح، الأمر الذي أدى إلى هذه المشكلات التي انفجرت، ومن ثم انهيار كامل في الثقة بين اللبنانيين من جهة، والحكومة والرئاسة والطبقة السياسية ككل، وانهيار أيضا بين الدولة اللبنانية والمجتمعين العربي والدولي.

ترف الرفض

وحذر رئيس الوزراء اللبناني السابق من أن لبنان لم يعد يستطيع تحمل ترف مطالبات بعض القوى السياسية بحقائب وزارية، وهي مطالب لا تنسجم مع ما تم التوافق حوله.

وشبه السنيورة لبنان بسفينة أصبح الجزء الأكبر منها تحت الماء، وبقيت القمرة التي يجلس فيها سياسيون لا يريد بعضهم الاعتراف بما آلت إليه السفينة.

وشدد السنيورة على ضرورة التوقف عن التلاوم، معتبرا أن الأهم هو حشد الطاقات اللبنانية لاستعادة الاعتبار للكفاءات الوطنية بعيدا عن الطائفية.

وأبدى السنيورة تخوفه من وقوع مفاجآت غير مرضية، مذكرا بتجربة عدم تمكن مصطفى أديب من تشكيل الحكومة وفق المبادرة الفرنسية، رغم التساهل بشأن حقيبة وزارة المالية خلافا للدستور الذي لا يسمح بأن تكون حقيبة إحدى الوزارات حكرا لطائفة بعينها.

وأوضح السنيورة أن تكليف حسان دياب برئاسة الحكومة السابقة، ثم تكليف مصطفى أديب بتشكيل الحكومة كان نتيجة المطالبة الشعبية بوجوه جديدة، رغم الاعتقاد بأن تكليف شخصية ذات خبرة حكومية كالحريري هو الأفضل.

وعن التفاوض مع إسرائيل برعاية أميركية على ترسيم الحدود، قال السنيورة إن هذه المفاوضات ترسل رسائل من قبل حزب الله وحركة أمل للولايات المتحدة بأنهم على استعداد للتفاوض، مشددا على وجود مصلحة لبنانية في هذا التفاوض.